x

محمد أمين سيارة أحمد عز! محمد أمين الأحد 08-02-2015 22:06


لا أعرف ماركة سيارة أحمد عز فى الحقيقة.. لكننى أتحدث هنا عن الرمز الانتخابى الذى حصل عليه، فى أول يوم لتلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس نواب الثورة.. ما أعرفه الآن أن سيارة عز دهست الثورة، ودهست طموحاتنا وأحلامنا.. لأن «عز» نفسه رمز لزمن ورمز لنظام.. لا أخص عز وحده، إنما أتحدث هنا عن رمزية الفعل.. وأظن أن عز يريد أن يرسل رسالة.. وكثيرون يعولون على انسحابه بعد أيام!

سألنى أصدقاء كثيرون إن كنت أعتقد أنه سوف ينسحب أم لا؟.. قلت إنه عنيد وقد لا ينسحب.. يريد أن يدخل البرلمان من جديد.. ثم يخرج بمزاجه، أو يبقى بمزاجه، لأنه خرج فى المرة الماضية رغم أنفه.. فقد اندلعت الثورة وتم حل البرلمان، والزج به فى السجن.. ما جعله يثأر لنفسه ويرد لها الاعتبار.. وقد بدأ برسالة لأهل دائرته، ثم قدم خطة عمل.. وهو الآن يراهن على شعبيته التى يبدو أنها لم تتأثر بالثورة!

هناك من لا يرى فرقاً بين عز وأبوالعينين، ولا محمد الأمين ولا أبوهشيمة.. هناك من لا يرى مشكلة فى ترشحه، ولا يجد غضاضة فى نجاحه للوصول إلى مجلس النواب.. عز نفسه لا يرى ما يعكر مزاج الثوريين، خاصة بتوع 30 يونيو.. فقد خرج هؤلاء ضد الإخوان.. وعز نفسه ضد الإخوان.. وربما كان أول من ساند بماله للخلاص منهم.. السؤال هو: لماذا لا يكتفى عز بنشاطه الاقتصادى ويطلّق السياسة؟!

فى تقديرى أن عز سوف يطلّق السياسة أيضاً بمزاجه.. فهو يعرف كيف يدفع مهرها، ويعرف كيف يدفع مؤخرها.. شخصية عجيبة تستلفت انتباهك.. لم ينطق بكلمة فى السجن.. لم يتماوت أو يتمارض.. حضر كل الجلسات.. حافظ على صمته.. حافظ على برستيجه.. خرج لا لكى ينتقم من أحد.. ولكن كى ينتقم لكرامته.. المثير هنا أنه لا يهوّش.. الأغرب أنه «يستطيع».. يعرف حجم المخاطرة.. وربما لا يرى أنها مخاطرة (!)

المشكلة ليست مشكلة عز.. مشكلة الثورة نفسها.. الثورة كانت تلهو وتلعب.. الثوار كانوا يسعون لجمع الغنائم.. بعضهم اتجوز، وعمل شقة، وركب عربية.. يالها من ثورة؟.. كان من السهل أن يدفع أى رجل أعمال، ويبقى الوضع كما هو عليه.. الآن يعود نظام مبارك.. يعود بلا أدنى قلق.. الأجواء كلها مواتية معه.. بدعوى أنه أحسن من الإخوان.. الحكم هو الشعب.. المعيار هو الصندوق.. دع الصندوق يقول كلمته!

لا أستبعد أن يترشح جمال مبارك فى انتخابات الرئاسة القادمة.. ما لم يكن هناك مانع قانونى.. أظن لن يكون هناك مانع قانونى.. فمن جعل «عز» يترشح سيجعل جمال مبارك يترشح.. ربما ينهض مبارك نفسه ليمر معه فى الانتخابات والسرادقات.. قد يعيش مبارك حتى يرى ابنه رئيساً.. قد يعيش حتى يرانا فى السجون.. قد يعود مبارك ورجاله للحكم.. فهل يعود الوطنى حزباً شرعياً؟.. وهل يعود للحياة بحكم محكمة أيضاً؟!

سيارة عز لم تدهس الثورة وحدها.. دهست أحلام التغيير.. فلا تغيير بعد ذلك.. لا سلمياً ولا بثورة.. الجيل الجديد كره الثورة.. اتلعب به مرتين.. يحتاج 50 عاماً أخرى.. السنوات القادمة ستكون معركة استعادة الوطن.. فلا تفكير فى تغيير.. وربما يكون «عز» رئيس الوزراء فى عهد الرئيس جمال مبارك.. من يدرى؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية