x

محمد حبيب معرفة ما جرى داخل الجماعة من حق الرأى العام محمد حبيب السبت 07-02-2015 21:12


عقب إعلان استقالتى فى ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩ من مناصبى التى كنت أتولاها داخل جماعة الإخوان، زارنى عدد كبير منهم وقد صارحتهم آنذاك بأن الوقت قد حان لمراجعة الأساس الذى قامت عليه الجماعة، وهو فكر البنا نفسه، لأن هناك أمورًا تحتاج بالفعل إلى تغيير، خاصة أنه أصبح لدى من الوقت وصفاء الذهن ما يعين على ذلك.. وبالتالى ففكرة سلسلة «البنا فى الميزان» ليست جديدة ولا هى مرتبطة بما آل إليه حال الجماعة.. البعض يعلق على إثارتى للمراجعات الآن بقوله: ولماذا لم تقم بإثارتها وأنت داخل الجماعة طوال تلك السنوات؟ وهؤلاء معذورون، خاصة أن كثيرًا من الأسرار لم يتم الكشف عنها بعد.. وقد أعلنت صحيفة «الشروق» فى صدر صفحتها الأولى وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أنه ابتداء من يوم الاثنين (غداً) سوف تنشر على صفحاتها بعضاً من هذه الأسرار.. وقد جاء بالصحيفة أن «نائب مرشد الإخوان السابق محمد حبيب يفتح خزائن أسراره ويروى تفاصيل تنشر للمرة الأولى عن الجماعة».. وقد سبق أن أعلنت صحيفة «الشروق»، وعلى مدى ٥ أو ٦ أيام أيضاً، ذلك منذ أكثر من شهرين.. وفجأة توقف الإعلان، وحينما اتصلت بالأخ العزيز محمد سعد عبدالحفيظ لأستعلم عن السبب، سارع الأخ العزيز عماد الدين حسين، رئيس التحرير، بالاتصال بى وأبلغنى أن السبب هو مؤتمر الأحزاب السياسية الذى ألقى على كاهل «دار الشروق» ليتولى الإعداد له بناء على اقتراح من الرئيس السيسى.. وقد تأجل عقد المؤتمر أكثر من مرة، وهم يخشون أن يؤثر هذا على ذاك إذا تم نشر الحلقات فى نفس الوقت.. وقد تفهمت ذلك.

جدير بالذكر أنى فوجئت بأحد الإخوان، الذى كان على صلة بى فى الماضى، يتصل بى بعد انقطاع أربع سنوات.. وقد دار بيننا هذا الحوار.. الأخ: كلفنى بعض الإخوان الاتصال بك وإبلاغك أنهم غير راضين عن كشف هذه الأسرار، وأن الجماعة فى هذه الفترة فى غنى عن الدخول فى سجال، فلديهم هم أيضاً «ملفات».. قلت: هذا من حقهم ومن حق أى إنسان طالما أنى أبحت لنفسى ذلك.. فليخرج كل إنسان ما لديه.. الأخ: هم يقولون إنه لم يكن هناك داع من الأصل.. قلت: موضوع النشر لن أتزحزح عنه خطوة واحدة.. وأنا مصمم على المضى قدما فيه، مهما كانت التكاليف.. ثم قلت: اسمع يا أخ (فلان) أنا أخرج من بيتى يوميا وأنا أتوقع الشهادة.. قال الأخ (مقاطعا): لا..لا. معقول يا دكتور. أنت تعرف الإخوان، وهم لا يمكن أن يفعلوا ذلك.. قلت: أنا أعرف تاريخ الإخوان جيدا، وأعرف ما طرأ عليهم فى السنوات الأخيرة.. يكفى أن يخرج منهم شاب موتور فيطلق علىّ رصاصات قاتلة، وما أكثر الموتورين هذه الأيام.. لقد فقد الإخوان صوابهم يوم وصلوا إلى السلطة، وفقدوه مرة أخرى بعد الثورة عليهم والإطاحة بهم.. لقد سلموا البلد للأمريكان.. قال الأخ: غير معقول هذا يا دكتور.. قلت: سوف تعرف ذلك.. استطردت قائلا: لقد أهانوا تاريخ الجماعة، حتى الأستاذ البنا أساءوا إليه.. رد الأخ: وأنت أيضاً يا دكتور «بتخبط فيه» فى مقالاتك. قلت: أنا أتناول هذا بمنهجية علمية، ومن خلال كتابات البنا نفسه.. هناك أخطاء قاتلة يجب لفت الانتباه إليها وتسليط الضوء عليها.. البنا كان بشرا يصيب ويخطئ، والإخوان أضفوا عليه شيئا من القداسة، وهذه هى الكارثة.. وانتهى الحوار عند هذا الحد.

حمل هذا الاتصال نوعا من التهديد والضغط لكى أسعى لدى «دار الشروق» لمنع النشر، لكنى كنت حاسما وحازما. لقد فكرت كثيرا قبل أن أقدم على نشر هذه المذكرات.. ظللت صابرا ومحتسبا أربع سنوات ونصفا، بالرغم من الأذى الشديد الذى لحقنى جراء أفحش الأوصاف التى أطلقها علىّ بعض الإخوان، وكنت أقول: لقد تصدقت بعرضى لله.. فى البداية، كنت قد انتويت ألا أتكلم، لكنى بعد أن رأيتهم يرتكبون كل هذه المساخر والمباذل، بدءا من التعديلات الدستورية وخيانة رفاق الثورة وصمتهم على المذابح التى ارتكبت، مرورا بانتخابات البرلمان والرئاسة وفشلهم المزرى فى إدارة شؤون البلاد، وانتهاء بما حدث باعتصام «رابعة» وما بعده، والتماهى مع فصائل العنف والإرهاب، واستعداء أمريكا وتابعيها ضد بلادهم، كل ذلك جعلنى أصمم على النشر.. فلابد للشعب أن يعرف الحقيقة، كل الحقيقة دون مواراة، فهذا حقه على الجميع.

أرجو ملحا ألا يدخر الإخوان وسعا فى إبراز ما لديهم من «ملفات»، فلا أحد يحتكر الحقيقة ولعلها تضيف إلى الرأى العام حقائق وأسرارا عن الجماعة هو فى أمس الحاجة إلى معرفتها، فقط أرجو أن تكون موضوعية وموثقة من حيث الزمان والمكان والإسناد، فآفة الأخبار رواتها، حتى أستطيع الرد عليها إن كانت تستحق.. كما أرجو أن يعلم الإخوان أنه لا يزال عندى الكثير الذى لم أقله حتى فى هذه الحلقات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية