x

سليمان الحكيم الإخوان فى خدمة السيسى! سليمان الحكيم السبت 07-02-2015 21:11


يقول أرسطو فى محكم مأثوراته «لو لم يكن هناك إله لاخترعناه» فقد ظلت البشرية منذ بدء الخليقة فى سعى دائم لإيجاد قوة عليا مسيطرة توفر لهم الحماية مما قد يلحق بهم من ظلم بسبب تصادم بعض مصالحهم ببعض. كانت هذه القوة فى البداية ممثلة فى سلطة تحكم باسم الإله أو ما كان يعرف حينها بنظرية «الحق الإلهى». وحين فشلت هذه السلطة المستمدة زورا من الله فى الوفاء بحاجة الجماهير للرعاية والأمان. حلت مكانها سلطة الشعب ليستمد الحاكم سلطته من الشعب وليس من الإله.

وهذا ما حدث حين قام الشعب باستدعاء السيسى للقيام بهذا الدور. حين فشلت قوى الإخوان التى كانت تدعى تمثيلها لسلطة الإله ليس فقط فى توفير الحماية لمواطنيها من الظلم بل أصبحت هى نفسها مصدر ذلك الظلم وإشاعة الخوف فى نفوس رعاياها من المواطنين. فكان كلما ازداد الإخوان فى ظلمهم ازدادت حاجة المظلومين - الغالبية العظمى من الشعب- إلى قوة أكبر لتخليصهم مما لحق بهم من مظالم. خاصة أن تلك الجماعة كانت قد احتكمت إلى السلاح لفرض الإذعان- وليس الإقناع والرضا- لبسط سيطرتها. لم يكن هناك من سبيل- إذن- إلا بالارتماء فى أحضان قوة مسلحة أكبر تحمى الشعب من بطش تلك الجماعة وإرهابها. ولم تكن الجماهير فى حاجة إلى اختراع تلك القوى التى كانت موجودة بالفعل بطبيعتها الشعبية فانحازت إلى قواعدها ملبية نداء الملايين الذين راحوا يستصرخونها للقيام بدورها التاريخى فى حماية الدولة المصرية وأمنها القومى.

ولولا وجود هذا الخطر الداهم الذى باتت الجماعة تمثله الآن. لما استقبل المصريون قرارات رفع الدعم وغلاء الأسعار بل والكثير من أخطاء النظام وسلبياته بالصبر عليها وإظهار الرضا عنها.لأنهم يرون فى تلك السلبيات ما هو أقل وأهون عليهم من الخطر الذى يمثله الإخوان حال تصدرهم للمشهد السياسى. وإمساكهم بمقاليد الأمور.

وإذا كان الإخوان يتاجرون الآن ببعض تلك السلبيات والأخطاء فإنهم يتجاهلون كونهم السبب فيها. لأنهم لا يكفون عن عرقلة الدولة من الخلف. ثم إذا تعثرت راحوا يصرخون بأنه نظام متعثر وضعيف. والحقيقة أنهم بتلك المحاولات إنما يدفعون الناس للاقتراب أكثر من الدولة ونظامها لأنهم أصبحوا يرون فيه فرصتهم الوحيدة للنجاة من خطر الإخوان. إن كل سيارة تفخخ، أو انفجار يحدث أو جندى يقتل- يدفع الناس دفعاً الى أحضان السيسى ونظامه ملتمسين فيها الحماية والأمان من الخطر الذى بات يمثله الإخوان بإرهابهم المدمر.

هكذا أصبحت هذه الجماعة تعمل فى خدمة السيسى من حيث تقصد الإساءة اليه. وهذا قمة الغباء السياسى!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية