x

حمدي رزق الحكم الإلهى على أحمد دومة! حمدي رزق الخميس 05-02-2015 21:26


«كنا نبحث عن براءتهم قبلهم، ولكنها لم تثبت، وإحنا مبنحكمش على حد والله، دا ربنا هو اللى بيحكم».

أعلاه نصاً قول المستشار محمد ناجى شحاتة، فى تفسير حكمه بالمؤبد على دومة وصحبه فضائياً، هنا يصح التعقيب على التصريح وليس التعليق على الحكم، وأعتقد أنه جائز ويجوز ترك المنصة العالية إلى الفضاء فحق عليه النقد.

سيادة المستشار ابتداءً، لا تدخل ربنا (سبحانه وتعالى) فى حكم قضائى ينتهى إليه قاضٍ يعنى بشر، يخطئ ويصيب، وتنسحب على حكمه أحكام محكمة النقض من فساد فى الاستدلال وقصور فى التسبيب، ليس حكما منزلا من السماء.

إذا كان ربنا اللى بيحكم ليس هناك إذاً محل لمحكمة النقض، هذا حكم الله، أتنقض محكمة النقض حكم ربنا؟!.. هل يكفر قضاة محكمة النقض (أستغفر الله) بأحكام السماء، وتجرحها (من الجرح)، وتنقضها (من النقض)، (معاذ الله).

وإذا استخدمت محكمة النقض (الموقرة) حقها قانونا ونقضت الحكم، لأسباب ارتأتها واجبة، وأعادت القضية إلى المحكمة ثانية، بدائرة ثانية، برئاسة مستشار جليل، وخلصت إلى حكم يخالف الحكم الذى صككته سيادتك، وهذا يحدث فى كثير من الأحيان تمتيناً للأحكام، وبيان العدالة، وإيفاء المتهم حقه، أى الحكمين إذاً.. حكم الله؟!

وهل يصح حكم يخالف حكما، وكلاهما من عند الله.. وهل يجوز للدفاع أن يترافع أمام قاضٍ يحكم من السماء، تقول: «دا ربنا اللى بيحكم»؟ أخشى أنكم أخطأتم القول دفاعا عن الحكم، ويحق عليكم التصويب فى أقرب فضائية.

«إحنا مبنحكمش» يعنى سيادتك تحكم باسم السماء، وهل هذا ينسحب على بقية القضاة الأجلاء، إذاً لا حاجة مطلقا لدفوع، ولا مرافعات، ولا شهود، ولا أدلة، ولا فيديوهات كالتى استندت سيادتكم إليها فى الحكم على دومة- كما صرحت.

لو صح لفظكم، ما قولكم إذاً فيما قال من لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم: «الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ، قَاضِيَانِ فِى النَّارِ، وَقَاضٍ فِى الْجَنَّةِ، قَاضٍ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ وَهُوَ يَعْلَمُ فَذَاكَ فِى النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى وَهُوَ لا يَعْلَمُ فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ فَذَاكَ فِى النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى بِحَقٍّ فَذَاكَ فِى الْجَنَّةِ»؟.

القضاة إذاً ثلاثة ليس بينهم من يحكم باسم الله، اثنان منهم فى النار، كيف يحكم قاضٍ باسم الله ثم يدخل النار؟ بقاعدتكم الذهبية، الله يحكم، سبحانه، حتى القاضى الذى هو فى الجنة (فقط) قضى بحق، وليس باسم الله.

أخشى أنكم ألقيتم على حكمكم قداسة ليست لكم، وأحلتم ما انتهيتم إليه بشخصكم وباجتهادكم، وبعد جلسات طالت ومداولات قصرت، إلى الله سبحانه وتعالى، قولكم هذا يعيدنا إلى عصور خلت، كان هناك من يزعم الحكم الإلهى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية