تخاف من دعاوى ومطالب مراجعة كتب ونصوص وحكايات ومناهج التراث الإسلامى خوفا من أن يصبح ذلك شوائب، بها تفسد صورة إيمانك الصادق والحقيقى.. وتخاف من التوقف وإعادة التفكير فى أحوال وطنك سياسيا واقتصاديا، خوفا من اتهامك بإحدى التهمتين الخالدتين، كأن تصبح إخوانيا مجرما أو عميلا قذرا وطابورا خامسا أو عاشرا.. ولكننى لا أظنك ستخاف من الحديث عن كرة القدم وأحوالها وقضاياها ومبارياتها ونجومها.. فهو حديث مباح وسهل وممكن دون أى مخاوف ومخاطر.. وبهذه المناسبة أود التوقف أمام إعلامى رياضى جديد فى مصر اسمه أحمد عفيفى.. شاب يملك الموهبة والحضور وثقافة كرة القدم ويثق فى نفسه ويملك ما يقوله للناس بعيدا عن كثير من الكلام المكرر والمعاد.. ونجح خلال سنتين فقط وبيديه وإصراره وإرادته دون أى مظلة إعلامية حقيقية تسانده وترعاه أن يفتح لنفسه كثيرا من الأبواب والنوافذ.. ولأن أحمد عفيفى صارح الجميع منذ البداية بأنه من عشاق الزمالك.. لم تعترف به أصلا معظم جماهير الأهلى، ولم تره أصلا إعلاميا حقيقيا يستحق أى التفات أو اهتمام وإنما شاب طائش يستفزها لمجرد أنه زملكاوى.. وفى الناحية الأخرى كانت معظم جماهير الزمالك سعيدة للغاية بأحمد عفيفى،
وباتت على استعداد لمبايعته وتأييده وخوض الحروب الكلامية والإلكترونية من أجله ودفاعا عنه لمجرد أنه زملكاوى وليس لأنه إعلامى جديد يستحق النجاح والاحترام والتصفيق.. فجماهير الأهلى الغاضبة من التحكيم السيئ والظالم على استعداد للتحول فجأة والإشادة بالتحكيم حين يكون الزمالك هو المضرور بتلك الأخطاء التحكيمية.. جماهير الزمالك أيضا على استعداد للإشادة بالتحكيم والدفاع الحار عن أصغر حكم فى مصر طالما الأهلى هو من يدفع ثمن الأخطاء.. الإعلام والتحكيم واتحاد الكرة وأى شىء آخر سيتوقف حكمك عليه ورؤيتك له حسب الانتماء والهوى.. وفى الشارع والمقهى والمكتب وعلى صفحات التواصل الاجتماعى ستجد معظمهم لا أحد منهم يقبل الآخر ولا يتردد فى إهانته وتجريحه وتعريته وشتيمته ولا يكتفى بذلك إلا لأنه لا يملك غير ذلك.. ولو أتيحت له فرصة استخدام السلاح فلن يتردد فى القضاء على من يخالفه الرأى والرؤية.. لكنك للأسف تجد كل هؤلاء يشمئزون ويهزون رؤوسهم رفضا وغضبا من تنظيم مثل داعش يقتل مخالفيه فى الرأى والذين لا يتبعونه ويؤمنون بأفكاره.. مع أنهم كلهم داعش.. كرويا وسياسيا واجتماعيا وإعلاميا أيضا.. كلهم داعش، لكنهم فقط لا يملكون فرصة قتل أو حرق أى أحد.. فداعش ليست فكرة إسلامية وإنما هى منهج مصرى وعربى لا علاقة له أصلاً بالإسلام.