x

أسامة خليل أطفال الإخوان وبراعم الزمالك بين دعم الإرهاب ومحاربته أسامة خليل الأربعاء 04-02-2015 21:26


رغم مرارة الفجيعة التى أوجعت قلب مصر، وزلزلت مشاعرنا، وأدمت أعيننا، بالعملية الإرهابية الخسيسة التى نفذتها مجموعة ضالة من قساة القلوب، متحجرى العقل، ومتطرفى الدين، ومحترفى القتل، ضد جنودنا وإخوتنا وأصدقائنا من أبطال الجيش والشرطة، الذين يدفعون ثمن الدفاع عنا ضد جماعة دموية، تريد أن تحكمنا بالدم، وأن تفرض إرادتها علينا بالرصاص والعبوات الناسفة.

رغم وجع القلب وضيق النفس وكآبة الحدث، فإننى لم أتعاطف مع المظاهرة فقيرة العدد والنجوم والمغزى، التى دعا إليها بعض الرياضيين والكرويين، مع تقديرى لحسن نواياهم فى التعبير عن رفضهم للإرهاب، فكلنا نرفض وندين ونشجب ونكره، ولكن مواجهة الإرهاب لن تاتى بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، فالمظاهرة كما أفهمها هى للتعبير عن وجهة نظر أو قضية للفت انتباه الرأى العام أو القيادة السياسية إليها، لكن إذا كان الرأى العام كله يجمع على رفضه للإرهاب، والقيادة السياسية تقف مع شعبها على قلب رجل واحد من أجل محاربته واقتلاعه من جذوره، فلمن كانت الوقفة؟ وضد من رفعت اللافتات؟ ولماذا يأخذنا الحماس لهذه التصرفات التى تبدو مظهرية أكثر منها عملية وإيجابية فى تحقيق هدفنا وإنجاح قضيتنا.

وعن نفسى أرى أن الإيجابية من جانب الرياضيين والكرويين واللاعبين ومسؤولى الأندية والاتحادات ليست فى الوقفات والمظاهرات والأشكال الدعائية لإعلان تعاطفهم مع شعبهم، لأن تاريخهم ومواقفهم فى هذا الشأن دائماً ما تأتى مخيبة للآمال، وأفقدت كثيراً من الناس وأنا منهم الثقة فى صدق نواياهم، خاصة عندما دعتهم السطة للنزول فى مصطفى محمود لتأييد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وبعد أن رحل لبسوا رداء الثورة، والآن يعودون سيرتهم الأولى ويركبون الموجة مع النظام الجديد.

فالإيجابية ليست فى التظاهر، وإقامة الوقفات التليفزيونية، فهذا هو العمل السهل الذى لن يكلف صاحبه سوى نصف ساعة أمام الكاميرات، لكن فى عمل منظم ومشاركة اجتماعية وتضامنية حقيقية مع أهالى الشهداء الذين غيَّب الإرهاب عنهم أعز الناس، وهؤلاء لن يشعروا بتضامننا معهم من لقطات تليفزيونية تذاع فى البرامج الرياضية، لكن فى تواجدنا إلى جوارهم وفى ذهابنا إليهم فى المدن والقرى واحتضان أولادهم، فبدلاً من أن يدعو شوبير الرياضيين لوقفة، عليه- إن كان صادق النية، وأظنه كذلك- أن يشكل مجموعات من النجوم ويوزعوا أنفسهم لزيارة أسر الشهداء ومواساة أطفالهم وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم، والاستماع إلى شكاواهم والسعى الجاد لحلها، وحتى ولو لم تكن لديهم شكوى، يكفى الدعم المعنوى وإحساس المشاركة، فالتعويضات المالية، ولو كانت ملء خزائن الأرض، لن تعوض أماً فقدت فلذة كبدها أو ابناً ضاع أبوه ضحية الإرهاب، ويحضرنى هنا المشهد الإنسانى العبقرى الذى فعله السيسى (والله ليس هذا من قبيل التملق) عندما أصر على وقوف أبناء شهداء الشرطة إلى جواره فى الاحتفال بعيدهم، فهذه اللقطة الإنسانية ستظل محفورة فى ذهن هؤلاء الأطفال وستتحول مصيبتهم وحزنهم إلى طاقة إيجابية تدفعهم للفخر بآبائهم ووطنهم، لكن هذه الرسالة لم تصل بشكل واضح للمجتمع المدنى والرياضى والفنى الذى يكتفى بالبكاء والنحيب فى الفضائيات، وهى مشاعر أحترمها، لكنها أقل بكثير مما يجب أن يفعلوه من أجل هذا الوطن.

هذه مجرد فكرة أطرحها لعمل رياضى اجتماعى إيجابى لتضميد الجراح، وهناك أفكار أخرى كثيرة يمكن طرحها، إذا فكر الرياضيون بعيداً عن المظهرية الإعلامية والسياسية، خاصة أنهم ارتكبوا خطأ جسيماً خلال هذه المظاهرة التى أقيمت الأحد الماضى، أمام اتحاد الكرة، وشارك معهم مجموعة من الأطفال استقدمهم رئيس نادى الزمالك من فرق الناشئين، وهو نفس الخطأ الذى كنا نلوم عليه الإخوان عندما استخدموا الأطفال فى مظاهراتهم، وأتذكر أن هناك العديد من الإعلاميين شنوا هجوماً واسعاً على هذا التصرف، الذى يتنافى مع حقوق الطفل، وكان معهم الحق، لكنهم صمتوا عندما فعلها من يتوافق أو يتناغم معم سياسياً، وهذا خطأ جسيم يفقد الإعلام مصداقيته فى هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية