x

صبري غنيم تغيير المحافظين قبل المؤتمر والانتخابات.. غلط صبري غنيم الأربعاء 04-02-2015 21:29


لا أعرف كيف سقط الحس السياسى من ذاكرة الحكومة وأقدمت على إجراء حركة بين المحافظين، واختارت عددا من الشخصيات التى لم يسبق لها العمل فى الحكم المحلى لإدارة محافظات مهمة سيتم تغيير محافظيها؟.. لا أعرف كيف فات الحكومة أننا على أبواب مؤتمر اقتصادى كبير، وكان من المفروض الإبقاء على القيادات التى مارست العمل حتى ينتهى المؤتمر؟.. وإن كنت أرى أن يمتد الإبقاء على هذه القيادات أيضا حتى ننتهى من الانتخابات البرلمانية.

أقول رأيى هذا وأنا أعرف أنه سيُقابل بالتطنيش، مع أن رئيس الحكومة لو تبنى هذا الرأى بعقلانية وتفهم الموقف السياسى فمن المؤكد أنه سيجد قبولا بالموافقة لدى رئيس الجمهورية يوم أن يعرض رئيس الحكومة رأيه على الرئيس.. لكن المشكلة فى رؤساء الحكومة أنهم تعودوا أن ينفذوا تعليمات الرؤساء دون تعليق، مع أن التعليمات ليست نصوصاً قرآنية تستوجب التنفيذ.. وهذا هو الحاصل فى جميع القضايا التى يفكر فيها رئيس الدولة ويعلن عنها، وكثيرا ما تكون بغير علم الحكومة، ومع ذلك لم نسمع أن الحكومة أعلنت أنها ستدرس أفكار الرئيس، بل نسمع منها «جميع أوامرك يا سيادة الرئيس سمعا وطاعة»، مع أن الرئيس يسعده أن يرى من يعارضه.. وأمامنا تجربة حية نعيشها، فقد استعرض الرئيس الأسماء المرشحة لحركة المحافظين وأعادها أكثر من مرة للحكومة، على اعتبار أنها لم تضم وجوهاً من الشباب.. أى عاقل يقول إن من مصلحة البلد فى هذه الظروف تأجيل الإعلان عن حركة المحافظين طالما أننا مقبلون بعد أيام على انتخابات ستفرض نتائجها تقديم الحكومة استقالتها لتترك للبرلمان تكليف من يرى تكليفه بتشكيل الحكومة.. معنى هذا الكلام أن جميع المحافظين أيضا سيتم تغييرهم بمن فيهم المحافظون الجدد الذين لم تمض على تعيينهم أيام!!

عجبى أن أسمع من خلال التسريبات أن محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، مرشح لتولى محافظة البحر الأحمر، يعنى الرجل المسؤول لسنوات عن شرم الشيخ ونجح وحقق إنجازات يتحدث عنها أهل جنوب سيناء، وله أكثر من بصمة، سيتم نقله ونحن نستعد للمؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، والمحافظ المسؤول قد يُنقل إلى البحر الأحمر، اللهم إلا إذا كان هذا من باب التمويه بعد ما أشيع أنه منقول إلى القاهرة ثم استبعد هذا الاقتراح لبقاء جلال سعيد كرجل المواقف الصعبة.. فقد أحبه أهل القاهرة لإصراره على إعادة الهيبة للشارع المصرى، هذا هو الدكتور جلال سعيد.. وعلى الرغم من إلحاح العالم الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، فى طلب إعفائه لإتاحة الفرصة أمام أحد الشبان لتولى موقعه، لأن الرجل فخور بسنوات عطائه للوطن، لكن عندما يشعر بأن موقعه كمحافظ للجيزة فى حاجة إليه فى هذه الفترة الحرجة لن يعتذر أو ينسحب، وهناك مثل على عبدالرحمن محافظون وطنيون عرفوا أن مهمتهم قد انتهت، ولكن لحاجة مواقعهم لهم لن يخذلوا الحكومة فى البقاء.. نفس الشىء مع اللواء طارق المهدى، هذا الرجل يستحق أن نشيد بتجربته فى الإسكندرية، وإذا كان مكروها فهو مكروه من عصابات المقاولين، الذين كانوا ينعمون بالبناء دون تراخيص، وبالذات فى التعليات غير القانونية التى يصر المحافظ على إزالتها.

لذلك أقول: لا يعيب الحكومة أن تتراجع وتترك المحافظين على حالهم دون تغيير، خاصة أننا محتاجون لكل من تعرف على سكان محافظته، فنحن مقدمون على انتخابات المفروض أن تكون نزيهة ويكون الحاكم فيها بعيدا عن الصناديق، والمحافظون الذين خاضوا هذه التجربة فى الانتخابات الرئاسية يسهل عليهم إدارة المعركة الانتخابية القادمة، لكن مجىء محافظ جديد يجد نفسه بعد أيام أمام تجربة جديدة عليه فمن المؤكد أنه ستحدث أخطاء المفروض أن نتجنبها.. لذلك أطالب بوقف الإعلان عن حركة المحافظين.. ربما يُعلن عنها قبل طباعة هذا المقال فأكون بهذا المقال قد أبرأت ذمتى أمام الله، وقد لا تقبل الحكومة باقتراحى فعليها أن تتحمل النتائج، وليس غريبا على الحكومة أن تركب رأسها كالعادة، لكن أكتفى وأقول: اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية