من الصعب دومًا أن تقوم بتدعيم فريقك في فترة الانتقالات الشتوية، أغلب الفرق الأخرى لا تفضل الاستغناء عن نجومها، وفي نفس الوقت فإن اللاعب الجديد يأخذ بعض الوقت للتعود والتكيف مع الفريق.
حركة الانتقالات الشتوية في الدوري الإنجليزي هذا الموسم كانت محدودة، ولكنها احتوت على بعض الانتقالات التي يمكن أن تصنع الفارق، تلك هي أهم 5 صفقات جرت في الدوري الإنجليزي خلال يناير:
(1) ويلفرد بوني (من سوانزي إلى مانشستر سيتي)
في مقابل 36 مليون يورو، جاء انتقال المهاجم الإيفواري ويلفرد بوني من فريقه، سوانزي، إلى حامل لقب الدوري، مانشستر سيتي.
أغلب الانتقادات التي وجهت للصفقة كانت تتعلق بالسعر الذي دفعه سيتي في اللاعب، بالقياس على أن تشيلسي مثلًا قام بالتعاقد مع دييجو كوستا أحد أفضل مهاجمي العالم في الموسم الماضي بنفس السعر، ولكن لم يختلف أحد على قيمة «بوني» نفسه.
في ظل أكثر من إصابة تعرض لها سيرجيو أجويرو، وفي ظل احتمالات رحيل ستيفان يوفيتيش إلى إيطاليا من جديد، فإن ويلفرد بوني قد يكون إضافة هجومية مثالية للسيتي.
اللاعب الذي سجل 9 أهداف مع سوانزي، يحتل بها المركز الخامس في هدافي الدوري، أمامه مساحة أكبر للتألق إلى جانب أجويور وأمام سيلفا ونافاس وتوريه.
صفقة مهمة في الدوري وفي الصراع الكبير أمام برشلونة في دوري الأبطال.
(2) خوان كوادرادو (من فيورنتينا إلى تشيلسي)
خلال العامين الأخيرين، صنع جوزيه مورينيو أكبر وأفضل عملية إحلال وتجديد في فريقه دون أن تكون الكلفة الاقتصادية عالية، بذكاء شديد قام ببيع عدد كبير من اللاعبين البدلاء تبعًا لخطته، وجاء بمن يفيدونه فعلًا في صنع أقوى فرق إنجلترا.
رحل خوان ماتا، ديفيد لويز، روميلو لوكاكو، كيفين دي بروين وأخيرًا أندريه شورله، بأموالٍ تقارب الـ150 مليون يورو، وفي المُقابل جلب ويليان دا سيلفا، نيماتيا ماتيتش، كورت زوما، سيسك فابريجاس، دييجو كوستا، فيليبي لويز وأخيرًا كوادرادو برقمٍ مقارب.
اللاعب الكولومبي الدولي، الذي لمع بشدة في كأس العالم، ويعتبر من أكثر لاعبي الدوري الإيطالي مهارة وسرعة، سيكون إضافة مهمة لتشيلسي في بقية الموسم، خصوصًا مع قدرته على لعب مباريات الأبطال.
في مباراة تشيلسي الأخيرة مثلًا ضد مانشستر سيتي، وحين غاب «فابريجاس» و«كوستا»، انحصر اعتماد الفريق كله على «هازارد»، في ظل المهام الدفاعية المميز فيها «ويليان»، والغياب الكامل أحيانًا لـ«أوسكار»، «كوادرادو» سيحل ذلك تحديدًا، الجناح الأيمن القادر على فتح جبهة هجومية قوية توازي ما يفعله «هازارد» في الناحية الأخرى، ويستطيع المشاركة كصانع لعب في المنتصف ويمنح الفريق أكثر مما يمتلكه «أوسكار».
صفقة رائعة، تعلي من أسهم الفريق –العالية من الأصل- في الفوز بالدوري، وأيضًا تزيد من قدرته على المنافسة في الأبطال.
(3) جابريل باوليستا (من فياريـال إلى أرسنال)
في بداية الموسم، دخل أرسين فينجر، المدير الفني لأرسنال، بقائمة تشمل مدافعين فقط في قلب الملعب هما بير ميرتساكر، ولوران كوسيلني، ومع إصابة «كوسيلني» المستمرة.. فإنه لجأ لخيارات من قبيل اللعب بأظهرة كـ«تشامبرز» و«ديبوشي» و«مونريـال» كقلوب دفاع رفقة «ميرتساكر» الذي انحدر مستواه بشدة.
النتيجة كانت استقبال الكثير من الأهداف الهزلية وتضييع عدد كبير من النقاط السهلة والابتعاد عن القمة بـ13 نقطة.
التعاقد مع «باوليستا»، بعد اكتشاف «كوكلين» الارتكاز الدفاعي في المباريات الأخيرة ومنح الفرصة بحارس المرمى الكولومبي الدولي «أوسبينا»، يحل ما يزيد على 70% من مشاكل فريق أرسنال هذا الموسم، خصوصًا مع عودة أسماء من قبيل ثيو والكوت.. مسعود أوزيل.. آرون رامزي من الإصابة.
«باوليستا» قدم أداءً جيدًا للغاية مع «فياريـال» والفرصة متاحة جدًا لأن يصنع شراكة قوية مع «كوسيلني» في دفاع أرسنال ستفرق كثيرًا مع مشوار الفريق في الدوري والكأس ودوري الأبطال.
(4) أندريا كراماريك (من ريجيكا الكرواتي إلى ليستر سيتي)
المهاجم الشاب الذي كان محل تنافس بين تشيلسي وإنتر ميلان انتهى به المطاف في ليستر سيتي بعد حسم الصفقة بقرابة 12 مليون يورو.
«ليستر سيتي» يقدم موسمًا سيئًا للغاية، ويحتل المركز الأخير في الدوري بـ17 نقطة فقط، وبعقم حقيقي على المستوى الهجومي.
إضافة «كراماريك»، وهو اللاعب الأغلى في تاريخ النادي، هدفها الأساسي هو إنقاذ الموسم والاستمرار في الدوري الممتاز، وبالنظر إلى قيمته التهديفية في بلاده فإنه قد يصنع الفارق بالفعل.
(5) كالوم مكمنمان (من ويجان إلى ويست بروميتش)
في الإنجازات الأخيرة التي حققها فريق ويجان في الكأس، الفوز بالبطولة قبل عامين والتأهل لقبل النهائي في العام الماضي، كان «مكمنمان»، الذي يستطيع اللعب في الوسط والجناح وكصانع ألعاب، واحدًا من أهم أسباب تفوق وثبات أداء النادي الذي يلعب بالدرجة الثانية.
في الصيف كان على رأس اهتمامات روبيرتو مارتينيز، مدربه السابق، لضمه إلى صفوف نادي إيفرتون، ووقتها أعلن «ويجان» تمسكه به، قبل أن تعاد المفاوضات بين النادي وويست بروميتش في يناير وتنتهي بصفقة مهمة.
ويست بروميتش يحتل المركز الثاني عشر، ويقترب بفارق 3 نقاط عن المركزين الثامن والتاسع عشر اللذين يهبطان به لدوري الدرجة الثانية، لذلك فقد حاول إنقاذ موسمه بصفقة «مكمنمان».
(6) آرون لينون (من توتنهام إلى إيفرتون)
في الساعات الأخيرة من موسم الانتقالات حدثت تلك الصفقة –الإعارة- غير المتوقعة، نظرًا لأن الاحتمالات كلها كانت تدور حول انتقال آرون لينون إلى كوينز بارك رينجرز وليس إيفرتون.
ولكن الفريق الثاني في مدينة ليفربول، والذي انحدرت نتائجه بشدة هذا الموسم قياسًا على احتلاله المركز الخامس والمنافسة حتى الرمق الأخير على مركز مؤهل إلى دوري الأبطال في الموسم الماضي، يحاول إنقاذ موسمه الحالي الذي يحتل فيه المركز الثاني عشر ومتعرضًا لـ9 هزائم و8 تعادلات!
«لينون»، الجناح الإنجليزي السريع جدًا، صاحب الخبرة الممتدة لـ10 سنوات في الدوري الإنجليزي، قد يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى رفقة إيفرتون، وقد يصبح الفريق أخف في وجوده، وهو أمر يتمناه روبيرتو مارتينيز.. حيث سيحاول –ولو من بعيد- اللحاق بمركز مؤهل للدوري الأوروبي، وهو مركز يفرقه عنه حاليًا 12 نقطة كاملة!