x

موائد رمضان السياسية

الإثنين 07-09-2009 23:00 |

ما المشكلة فى أن يوزع الحزب الوطنى شنطة رمضان.. الناس ليس عندها أى مشكلة فى ذلك بل إنها تتمنى أن تقوم كل الأحزاب بتوزيع الشنط والكراتين والأشولة.. فالمسألة ليست حكراً على الإخوان أو جماعة بعينها.. غير أن الإخوة المواطنين طامعون فى موائد رحمن سياسية طوال العام.. فأهم ركن فى العبادة وفى فعل الخيرات هو الموالاة.. أى الديمومة.. ودعاء المصريين معروف «ربنا ما يقطع عادة»..

طبعاً هناك فصيل عريض من النخبويين لا يعجبهم ذلك ويقولون هذا شعب كسلان، وما يحدث يغذى فيه ثقافة التسول.. والأفضل أن يكسب الناس الفلوس ولا يكتفوا بتسول الغموس.. طبعاً هذا الكلام مفهوم ولا خلاف عليه، فالصينيون جزاهم الله كل خير جننونا بالحكمة الحلزونية الخالدة..

«لا تعطنى سمكة ولكن أعطنى شبكة».. والحكومة فى موقف صعب، لا تستطيع توفير السمكة ولا الشبكة.. وبالتالى لا بديل عن التكافل الاجتماعى لحين تسلم حكومة الشبكة مقاليد الأمور فى عموم البلاد..

ومن أجمل فضائل رمضان إلى جانب الشنطة.. ظاهرة موائد الرحمن السياسية، فنجد على الإفطارات وفى السحورات أحاديث شهية لشخصيات مرموقة تتعاطى الشأن العام يومياً بانتظام.. وفى أمسية جمعتنى مع المفكر الكبير سيد ياسين والدكتور زاهى حواس فى المتحف المصرى امتدت خيوط الكلام من العولمة حتى المشأمة، والفجوة الرهيبة بين المنتجعات والعشوائيات، وبين الديمقراطية الصلدة والديمقراطية الرخوة، وبين التحسر على الماضى والتعشم فى مستقبل أفضل.. وكان السؤال للمحاضر: ما هو الحل؟..

قال أن تجلس النخب الوطنية على اختلاف مشاربها لوضع استراتيجية لمستقبل البلد، وبدون ذلك لا أمل فى نقلة حضارية ولا يحزنون.. وفى أمسية رمضانية أخرى ومحفل آخر جمع أعضاء من مجلس الشعب مع الدكتور صفى الدين خربوش انفتح ملف احتكار المشهد السياسى، ثم ملف مستقبل الحياة الحزبية، ودعا رئيس حزب الجيل إلى إعادة النظر فى قانون الأحزاب والسماح بحرية الحركة فى النزول إلى الجماهير وتأكيد مبدأ العدالة فى الممارسة الحزبية بين الوطنى والأحزاب الأخرى، ثم تفجرت قضية مقار الأحزاب عندما تكون من لحم الحى أو من جيب الشعب..

أمسية أخرى مع اللواء محمد شعراوى، محافظ البحيرة والدكتور مصطفى الفقى حضرها الفنان حمدى أحمد الذى حول اللقاء إلى طلبات إحاطة واستجوابات ساخنة حول ملفات الفقر والديمقراطية، لم يوقفها إلا الأديب يوسف القعيد عندما حولها إلى المجال الثقافى وأوبرا دمنهور وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزويل، مواليد البحيرة.. وهنا وجدتها فرصة لأدعو المحافظ إلى إقامة مهرجان ثقافى سنوى فى دمنهور تحت اسم هؤلاء العباقرة.. فوافق مشكوراً..

فقلت فى نفسى: ملفات الثقافة تلقى استجابة فورية أما الملفات السياسية فتحال إلى لجان ومجالس وفقهاء قانون دستورى ومراكز بحثية ودراسية تحتاج إلى عقود وأزمنة.. وقديماً قالوا «إذا أردت أن تعطل مشروعاً فأحله إلى لجنة، وإذا أردت أن تنسفه فاكتب عليه عاجل جداً وسرى للغاية».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية