في مشهد أعاد للأذهان «حروب العصور الوسطى» دخلت ميدان التحرير في 2 فبراير 2011 «جمال» على ظهرها رجال مرتدون «خوذ»، وفي يدهم دروع معدنية، لتفريق المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
نجح المتظاهرون الذين سقط منهم 14 قتيلًا، ونحو ألف مصاب، في التصدي لهم، وعقب سقوط «مبارك»، تم الكشف عن المتهمين بالتخطيط لهذه الواقعة، والتي عُرفت إعلاميًا بـ«موقعة الجمل»، وضمت قائمة المتهمين أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق، وعددًا من أعضاء الحزب الوطني المنحل، والبرلماني السابق رجب حميدة.
استمرت محاكمة المتهمين أكثر من عام ونصف، وبرأت محكمة جنايات القاهرة في 10 أكتوبر 2012، جميع المتهمين، إلا أن النيابة العامة طعنت على الحكم، إلا أن محكمة النقض رفضته في مايو 2013، وأصدرت حكما نهائيا وباتًّا بتأييد براءة جميع المتهمين.
وعقب حصول المتهمين على البراءة، عاد عدد منهم للحياة السياسية، وقرروا خوض الانتخابات المقبلة، وآخرون مازالوا يُفكرون في الأمر، وآخرون اعتزلوا الحياة السياسية، وتفرغوا لأعمالهم الخاصة.
رجب هلال حميدة، عضو مجلس الشعب السابق، ظهر في الفضائيات بعد حصوله على البراءة، وبدأ في «تلميع نفسه من جديد»، ومُغازلة ثورة 25 يناير، التي وصفها بأنها «ثورة على الفساد».
وفي حوار مع صحيفة «الجريدة» الكويتية في ديسمبر الماضي، أكد «حميدة»، أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في دائرة «عابدين» بالقاهرة، وأضاف أن فرصه في الفوز كبيرة، بسبب كثرة أدواته السياسية والإعلامية، على حد قوله.
ويُنافس «حميدة» في الدائرة رجل الأعمال طلعت القواس الذي كان متهمًا معه في «موقعة الجمل»، ومحمد حسن الحفناوي، عضو الحزب الوطني المنحل.
ولم يحسم إيهاب العمدة، عضو مجلس الشعب في دورتي 2005 و2010 عن الحزب الوطنى المنحل، قرار ترشحه في الانتخابات المقبلة، رغم مطالبة أهالي الزاوية والشرابية له بالترشح، وتعليق لافتات مؤيدة له.
ولم يحسم أيضًا النواب السابقون عن الحزب الوطني على رضوان، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الساحل، ومحمد عودة عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة شبرا الخيمة، وسعيد عبدالخالق، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة باب الشعرية، ويوسف خطاب، عضو مجلس الشورى السابق عن الجيزة.
رئيس الزمالك الحالي بمجرد أن حصل على البراءة، ظهر في برامج التوك شو، ومدح ثورة 25 يناير، وسرعان ما انقلب عليها عقب سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين، وراح يشّوه المشاركين فيها، كما ترشح في انتخابات رئاسة الزمالك، وفاز فيها على كمال درويش، كما أصبح نجله «أحمد» الذي كان متهما معه، عضوًا في مجلس الإدارة.
بينما ابتعد الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، عن الحياة السياسية، وأفادت تقارير إعلامية بأن الرجل لا يُفكر إطلاقا في العودة للمشهد السياسي من جديد، ورفض مطلب عدد من أهالي السيدة زينب بالترشح في الانتخابات المقبلة.
ولم يظهر «سرور» عقب حصوله على البراءة، إلا مرة واحدة في ندوة عقدتها الجمعية المصرية للاقتصاد السياسية والإحصاء، التي يرأسها، حول دستور 2014، وأعلن وقتها يعكف على تأليف كتاب عن الإجراءات الجنائية، كما اعتزال صفوت الشريف عضو مجلس الشورى الأسبق السياسة، وابتعد منذ خروجه من الشجن عن المشهد الحالي، ولم يظهر في الفضائيات، أو يُدلي بتصريحات صحفية.
كما اعتزل الدكتور محمد الغمراوي، وزير الإنتاج الحربي الأسبق، وعائشة عبدالهادي، وزيرة القوى العاملة في حكومة أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، وتظهر فقط في المناسبات العامة، كان آخرها حضورها قداس عيد الميلاد، وكذلك للتعليق على بعض الأحداث.