x

واقعية «مورينيو» تقتل مانشستر سيتي (تحليل)

الأحد 01-02-2015 17:31 | كتب: محمد المصري |
مباراة تشيلسي ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي، 31 يناير 2015. مباراة تشيلسي ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي، 31 يناير 2015. تصوير : رويترز

جوزيه مورينيو يحب دائمًا الفوز بالمباريات، خصوصًا المباريات الكبرى، له سجل عظيم أمام عمالقة أوروبا بالفرق الأربعة التي دربها في مسيرته الاحترافية. ولكن ما يجعله يفوز بالبطولات هو غالبًا قدرته على عدم الخسارة أمام ذات الفرق، تعامله بواقعية مع ما يريده في كل لقاء دون التحرك برغبة الجماهير أو إغواء الانتصار، تخونه الحسابات أحيانًا –مثل الخسارة أمام أتلتيكو مدريد 1-3 في إياب قبل نهائي الأبطال الموسم الماضي- ولكنه ينتصر في أغلب الأحيان.

في أهم لقاءات الموسم كان «مورينيو» مدركًا لما يريده، ومدركًا أن التعادل –حتى لو كان على ملعبه- أمام منافسه المباشر هو مكسب حقيقي في الحفاظ على فارق الـ5 نقاط الفاصلة بينهم. لعب لقاءً مفتوحًا نسبيًا في الشوطِ الأول.. قبل أن يلعب فقط للتعادل خلال الشوط الثاني، ويقتل به خصمه.

(1) تحليل أداء تشيلسي: أحسن النتائج في غياب قوة الفريق الهجومية

- لم يتأثر تشيلسي بإيقاف دييجو كوستا بقدر ما تأثر بغياب سيسك فابريجاس، الفارق كبير للغاية بين الأسباني الدولي وبين بديله راميريز. تشيلسي خسر معركة وسط الملعب في الكثير من الأحيان بفضل الضغط واللعب بأربعة لاعبين بالوسط في الحالة الدفاعية من جانب مانشستر سيتي، ولكن الأهم أنه خسر مُحرك اللعب والديناميكية الكبيرة التي يحققها وجود سيسك.

أرسين فينجر صرح قبل عدة أيام أنه «غير نادم على عدم ضم فابريجاس»، تصريح منطقي بالنسبة لرجل يملك آرون رامزي وسانتي كازورلا –وليس مسعود أوزيل- في نفس مركز سيسك، ولكن الأزمة الحقيقية هي في وجود الإسباني في منافس رئيسي كتشيلسي، وإضافته الاستثنائية لفريقه الجديد.

- مثلما غاب «فابريجاس» فإن أبرز الغائبين الحاضرين كان البرازيلي«أوسكار»، الذي لعب مباراة قليلة وضعيفة للغاية، اختفى فيها تمامًا بين دفاع ووسط مانشستر سيتي، واستسلم بشكل كلي لرقابة الخصم دون البحث عن أي ثغرة في العمق أو الأجناب.

- مع غياب «فابريجاس» ومستوى «أوسكار» الهزيل وانشغال «ويليان» بمهام دفاعية أكثر منها هجومية وعدم قدرة «لوك ريمي» على صنع الفارق.. أصبح رهان «مورينيو» الوحيد هو إيدين هازارد، اللاعب البلجيكي الذي يقدم مستويات خارقة في الفترة الأخيرة، ويفرض اسمه بالفعل كأحد أفضل لاعبي العالم.

لم يمر «هازارد» كثيرًا، بعد أن قرر مانويل بيلجريني في قرارٍ ذكي بالاعتماد على بكاري سانيا، الظهير القادم من أرسنال، ورغم محاولته في إيقافه إلا أن البلجيكي استطاع صناع الفارق وصنع كرة الهدف لـ«ريمي» أمام الشبكة. خطة «مورينيو» كانت مبنية بالكامل على «خطفة» كهذه، ولكن المشكلة كانت خطأ دفاعي غير متوقع أعاد المباراة للتعادل.

- الشوط الأول كان مفتوحًا، وفي ظل أخطاء غير متوقعة دفاعيًا ومساحات غير معتادة وصل السيتي لمرمى «كورتوا» بانفراد خطير لأجويرو، قبل أن يحدث خطأ آخر كارثي من «كورتوا» نفسه هذه المرة يمنح «سيتي» التعادل، ليدخل «مورينيو» الشوط الثاني–وفي ظل تفوق الـ«سيتي» في اللعب بالمساحات- بخطة الـ«أتوبيس» التي صارت شهيرة، خطة مبنية على احتمالين: الأول أن يستغل سرعة هازار وريمي ويخطف هجمة مرتدة يفوز بها.. والثاني أن تظل النتيجة كما هي ويخرج فائزًا بفارق الـ5 نقاط. وهو ما حدث بالفعل.


مانشستر سيتي: من الجيد أن تتعادل في «ستامفورد بريدج».. من السيء أن يحدث ذلكالآن

- على الرغم من أنه الطرف الأفضل نسبيًا، ومن كونه الفريق الذي خلق فرصًا –من ضمنها انفرادًا خطيرًا- على المرمى، إلا أن مانويل بيلجريني عليه أن يشكر الحظ الذي جعله تعادل في وقتٍ مثالي قبل نهاية الشوط الأول.

الشوط الثاني كان سيسير بنفس هذا الشكل سواء أحرز الـ«سيتي» هدفه أو لا، «مورينيو» كان سيقتل اللعب في نصف واحد من الملعب، وسيضع خطوطه الثلاثة قبل دائرة المنتصف، هدف «سيلفا» -من خطأ قاتل لـ«كورتوا»- منح مانشستر سيتي 3 نقاط في الحقيقة.. نقطة في رصيده ونقطتين مخصومتين من رصيد تشيلسي.

- في المباراة السابقة في الدوري ضد أرسنال، أشرنا في التحليل أن اللعب بمحوري ارتكاز دفاعيين مثل فيرناندو وفيرناندينيو أثر بشكل سلبي جدًا على أداء الفريق أمام المدفعجية. في الشوط الأول من تلك المباراة حدث العكس، وكان التأمين الدفاعي مفيد للغاية.

الفارق هو في طريقة اللعب، أرسنال لعب بشكل متحفظ، واعتماد على النقل السريع للهجمة عند فقد السيتي للكرة، وبالتالي فاللعب بمحوري ارتكاز يفتقدوا تمامًا للعطاء الهجومي جعل حامل اللقب بطيئًا ونادر الحلول. في مباراة تشيلسي لعب «مورينيو» في الشوط الأول بشكل مفتوح كما ذكرنا، وبالتالي كان من المهم وجود لاعبين دفاعيين –يصبحا 4 بارتداد ميلنر ونافاس في الحالة الدفاعية- لمنع هازار وأوسكار وويليان من الاختراق أو تنويع اللعب الهجومي. أمر كان ناجحًا طوال الوقت باستثناء لقطة الهدف التي خلقتها أصلًا على مهارة استثنائية من هازار في التحرك بدون كرة وصنع الأسيست من وضع حركة.

في هذا الشوط لعب الـ«سيتي» على المساحات، مستغلًا خفة وسرعة «أجويرو» و«سيلفا» في خلق الفرص، بالإضافة إلى تقدم «سانيا» و«كليشي» على مساعدة «نافاس» و«ميلنر» على الجانبين، وهو أمر أنتج كرة الهدف.

في الشوطِ الثاني، ومع عودة «مورينيو» للدفاع، ظهر من جديد عدم الحاجة لمحوري ارتكاز، وظهر وجود فيرناندينيو وفيرناندو فائضًا، والشيء الوحيد الذي يمكن لوم «بيلجريني» عليه في هذا اللقاء هو تأخره في الدفع بفرانك لامبارد حتى الدقيقة 77. عودة «لامبارد» إلى «ستامفورد بريدج» صاحبها تحسن ملحوظ في أداء «سيتي»، ووجوده قبل ذلك بربع ساعة مثلًا –بعد أن ظهرت نوايا «مورينيو» في الدفاع واضحة- كان سيجعله يدخل أكثر في أجواء اللقاء، واحتمالات صنعه الفارق أعلى قبل نزول «كاهيل» وازدحام منطقة جزاء تشيلسي بشكل مستمر.

- أكثر نقاط الضعف التي خرج بها الـ«سيتي» من اللقاء هو سوء المستوى الدفاعي لقائده «فينيسنت كومباني»، المهمة كانت أسهل كثيرًا في وجود لوك ريمي، ولكن الكرة الوحيدة الخطيرة التي كان عليه إخراجها –وهي كرة سهلة نسبيًا ومتوقعة- فإن «كومباني» كان بطيئًا جدًا في الـ«تاكلينج»، ولم يمد قدمه بشكل كافي –خوفًا ربما من إحراز هدف في مرماه- فكانت النتيجة أيضًا هي وصول الكرة لـ«ريمي» أمام الشباك المفتوحة.

مشكلة هذا الأداء، إلى جانب بطء «ديميلكس» المعروف وعدم إثبات «مانجالا» حتى الآن للأموال التي دفعت في الصيف من أجل ضمه، أنها يمكن أن تصبح كارثة أمام ثلاثي برشلونة المتفاهم والمتألق حاليًا «ميسي ونيمار وسواريز» في لقاء دور الـ16 أواخر الشهر. يجب أن يعمل «بيلجريني» على ارتفاع الأداء الفردي لمدافعيه قبل اللقاء المصيري.

- 5 نقاط كفارق ليسوا قليلين، وليسوا بالمستحيل أبدًا في الدوري الإنجليزي، كانت ستصبح النهاية في حالة الخسارة، ولكن التعادل يبقى احتمالات لـ«سيتي» في الفوز باللقب، أقل من تشيلسي بالتأكيد ولكنها موجودة، سيحاولون التمسك بأنهم دائمًا يفرقون عن منافسهم على اللقب في الأمتار الأخيرة –سواء في التفوق على مانشستر يونايتد أو ليفربول في العام الماضي- وأن قائمتهم أكثر عددًا ومساحة التدوير بين لاعبيهم أكبر من تشيلسي، وأن عودة يايا توريه وانضمام ويلفرد بوني ستصنع إضافة جبارة للفريق. وأن 15 أسبوعًا باقيًا يمكن أن يحدث فيها كل شيء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية