x

ألان جريش في معرض الكتاب: شباب الثورة أخطأ بسبب عدم وجود خريطة تغيير

السبت 31-01-2015 21:30 | كتب: سحر المليجي |
آلان جريش، رئيس تحرير صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية
آلان جريش، رئيس تحرير صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية تصوير : other

أثارت ندوة الصحفي الفرنسي ألان جريش، جدلا واسعا، مساء السبت، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عقب انتقاده الأوضاع السياسية الداخلية، فيما ردد عدد من الجمهور هتاف «بنحبك يا سيسي»، أثناء خروجه، خاصة مع تأكيده أن السعودية داعمة السيسي سبب انتشار الفكر الوهابي للجماعات الإسلامية، الجاري محاربتها الآن تحت اسم الإرهاب.

وقال «جريش»، إنه يمكن لفرنسا استضافة الإخوان، باعتبارهم لاجئين سياسين، مؤكدا أن ما حدث في صحيفة «شارلي إبدو» عملا إرهابيا يجب إدانته، واصفا إياه بـ«كارثة وهجوم وحشي»، وأنه لا يجب نشر رسوم مسيئة للرسول، قائلا «في صحيفتي لا أسمح بذلك أبدا».

وأضاف الصحفي الفرنسي أن من ينفذ العمليات الإرهابية داخل مصر جماعة بيت المقدس، وليس الإخوان، لافتا إلى أنه ليس ممثلا للغرب في معرض الكتاب، مشيرا إلى أنه ضد العنصرية، ويكتب يوميا عن تأييد القضية الفلسطينية، مشددا على أنه ضد من يقول إن العرب ليس لديهم استعداد للديمقراطية، لأنه نوع من العنصرية.

وأوضح أن فرنسا تقف مع السيسي، وكانت قديما تقف مع مبارك وبن علي، مؤكدا أن مصر لم ولن تشهد انتخابات حرة إلا عام 2011، وأن الديمقراطية طريق طويل، وشباب الثورة أخطأ بسبب عدم وجود خطة أو خريطة تغيير، مضيفا أن مصر في طريقها إلي حرب أهلية، لو استمرت في لفظ جزء منها، مؤكدا أنه لا صحافة حرة في القاهرة ، وأنه لا بد من بناء إطار مشترك في الدولة الواحدة، لأن مطالب الثورة لا يمكن أن تنجح لأنه لا يمكن تحقيق عدالة اجتماعية إلا في ظل وجود دولة.

وتابع أن مصر تختلف عن الجزائر وتونس، فالمشاكل الدينية قليلة، مقارنة بباقي دول الشرق الأوسط، لكن حال استبعاد الإسلاميين باعتبارهم ليسوا جزءا من المجتمع فهذا يعنى العودة للخلف، مضيفا أن القضاء لا علاقة له بالحقوق، رغم عدم وجود علاقة له بالحكومة، إلا أنه يعاني، لافتا إلي «توريث القضاة العمل إلى أبنائهم»، مستنكرا إعدام 500 من الإخوان في دقائق.

وقال: «حتى نستطيع قراءة الوضع في الدول العربية علينا العودة إلى الوراء»، لافتا إلى أن دول المنطقة، لم تتغير طوال 50 عاما، ففى الوقت الذي سقطت فيه ديكتاتوريات آسيا، وتغيرت دول أوربا الشرقية، وأمريكا الجنوبية، والدول الأفريقية، لم تشهد الدول العربية تغييرا، حتى أن بعض الدول لم تر سوى رئيس واحد أو ملك واحد، أو أحد أبنائه، مشيرا إلي أن العالم العربي منطقة خارج العالم، لأنه لا إنتاج لكل المنطقة باستثناء البترول، موضحا أن مصر وتركيا في ثمانينيات القرن الماضي كانت متقاربتين في الظروف وعدد السكان، والآن إنتاج تركيا 3 أضعاف مصر.

وقال إن التدخل الأجنبي فى دول المنطقة العربية أدى إلى إضعاف الدول، مضيفا أن المنظمات المتطرفة، ومنها القاعدة بدأت بحرب أفغانستان مع تأييد كثير من الدول منها السعودية ومصر.

وعن تحليل الوضع قبل 2011، قال «كانت الدول العربية ضعيفة، وتطورت التنظيمات غير الحكومية، وامتلكت الأسلحة ، مثل حزب الله وحماس وطالبان، فضلا عن الضغط الدولى لتحرير الاقتصاد، والتى تمت بنفس طريقة الاتحاد السوفيتى، عندما خطف بعض الأشخاص مصانع الدولة بدعوى خصخصتها، ما جعل الفرق بين الفقراء بمن فيهم الطبقة الوسطى تزداد».

وأضاف: «بدأت الثورات العربية، بهدف تحرير المواطن من الهمينة، رغم اختلافها من منطقة لمنطقة، فالانتفاضة في جنوب سوريا، خرجت من مناطق مؤيدة لحزب البعث، لانها كانت أكثر المناطق فقرا».

واستكمل، أن الانتفاضات العربية، رغم وجودها في دول مهيمنة، إلا أنها كانت ضعيفة، ما ساعد في تفككها مثلما حدث في اليمن وسوريا.

واعترض الدكتور عماد جاد، أستاذ العلوم السياسية، على حديث ألان جريش، مؤكدا أنه لا يجب إصدار حكم استباقي مفاده أن الانتخابات المقبلة لن تكون حرة، مضيفا أن هناك فرقا بين الديمقراطية كقيم وأسس، وبين ما يحدث على أرض الواقع، لأنه لا يمكن قبول تنظيم لا يعترف بالتعددية والمساواة والحرية.

وأوضح «جاد»: «كنت عضوا بالانتخابات، وأؤكد أن أقذر قاذورات الحزب الوطني في 30 سنة ، فعل الإخوان أسوأ منها، فلم نكن نعلم بمواعيد مناقشة القوانين، وكنا نجد من يرفض الوقوف لتحية العلم، والرافضين لقرض البنك الدولي»، مؤكدا أنه لا يجرؤ حزب غربي على رفض المواطنة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية