السلطة مفسدة
■ حضرتك بتحب السلطة، حضرتك بتموت فى دباديبها، أقصد هل بتحب الناس اللى فى السلطة، أم أنك تحب تكون فى السلطة؟ طبعاً سترد بسرعة وتقول أيوه أنا عايز أنضم للناس بتوع السلطة وأكون منهم، ياريت، أصادق أو أصاحب أو أتعرف على حد فيهم يا دى الهنا، ألمس ملابس أحدهم، يا سلام كلها بركة.
أما لو سألتك هل بتحب بتوع السلطة، ستقول لى لا وألف لا، وأحبهم ليه، إذا كان رجل المرور يعطينى المخالفات دون أن يرى سيارتى، ومعالى المحافظ لا أستطيع الوصول إلى مكتبه بأى حال من الأحوال، والوزير آه من حكاية الوزير هذه، بس تستجرى تهوب ناحية بوابة الوزارة، أتحداك لو استطعت، طيب تتصل بسيارة حضرة السكرتيرة، ياريت ترد حتى لو ردت فسيادة الوزير مشغول أو فى اجتماع وقد يكون لم يأت من بيته من أصله.
هذا فى السياسة، وفى الحكومة، ولكن هل السلطة فى الرياضة أخف، يعنى هل كل رئيس ناد يسير فى النادى دون البودى جاردات، أم أنه لا يأتى إلى مقر النادى إلا كل شهر مرة مع اجتماعات مجلس الإدارة، ده لو اجتمع أصلاً؟!
بصراحة كل اللى فى السلطة سواء، كله يحب الأبهة والزفة والمريدين والمنافقين.
فى الرياضة تعاملت مع رؤساء اتحادات كانوا مرضى بحب السفر، ينزل من هذه الطائرة ليركب الأخرى، الطائرة ذاهبة لأفريقيا لا مانع، آسيا مش وحش، الخليج إيه الحلاوة دى، أوروبا وأمريكا طيران.. ولعلى لهذا السبب كنت قد أصررت أن يكون السفر بالدور، حيث البعض كان يهرب من سفريات أفريقيا وينشن على طائرات أوروبا.
لعل كل هذا هو ما جعل الكل يتساءل عن أسباب هذه الحرب الضروس فى الانتخابات الرياضية، الكل لا يفهم لماذا هذه المعارك ولا يعرفون أن هناك «إنّ»، يصرفون الملايين كما يحدث فى انتخابات مجلس الشعب.. أثناء الانتخابات نرى الهدايا لا حصر لها تجرى وراء الأعضاء، الرحلات والمآدب على عينك يا تاجر، ماذا تسمى هذا، أليست رشوة، أليست محاولة لشراء أصوات الناخبين، وكله كوم والموبايلات كوم وإهداء الخط كوم آخر!
لابد أن هناك شيئاً ما يدفع هؤلاء الناس إلى ذلك، وقد يستحلونها ويتمنون استمرار العضوية مدى الحياة.
ولعل قرار الثمانى سنوات هو الذى أوقف هذا المد وهذا الطمع، وهذا الجشع نحو هذه المناصب، فلولاه لوجدنا أعضاء موجودين منذ ثورة سعد زغلول سنة 1919، ومع ذلك يا أخى انظر إلى هذه الأساليب الشيطانية فكما أن هناك محللاً فى الزواج، طبقوا نفس القاعدة للعودة مرة أخرى للمناصب الرياضية.
حضرات القراء..
خطورة هذا الاستمرار فى السلطة الرياضية أدت إلى ديكتاتورية القرار الرياضى، بكل سهولة غيروا المديرين الفنيين كلمح البصر، أو برمشة عين، بعد شهرين بل قل بعد مباراة أو اثنتين يطير المدير الفنى، حدث هذا العام فى الإسماعيلى وإنبى والزمالك والمصرى والبقية تأتى.. المشكلة أنه لا يسألون كم تم إهداره من المال العام، الإسماعيلى مثلاً أهدر خمسة وسبعين ألف دولار، الاتحاد مطلوب منه تعويضه للكابتن طه بصرى يساوى آلاف الجنيهات، وشرحه مع دى كاستال ومع مدرب المصرى، من الذى يتحمل هذه المبالغ؟ يتحملها الأعضاء فهذه المبالغ هى اشتراكات الأعضاء الذين دفعوا من أجل خدمة أحسن بالنادى أو من أجل برامج لأبنائهم، ولم يدفعها حضراتهم من جيوبهم.
مسؤولو الأندية لم يكتفوا بذلك بل باعوا عشرات اللاعبين، أو بمعنى أصح استغنوا عن لاعبين كلفوا أندية مصر ملايين الجنيهات، الأهلى فعلها والزمالك والإسماعيلى وبقية الأندية سارت على هذا النهج، اشتروا لاعبين بالملايين واستغنوا عنهم بملاليم.
ليس هذا فقط، فكل مسؤول فى الأندية عين عدداً كبيراً من الموظفين والبودى جاردات من الذين يدينون بالولاء لسيادته وفصلوا أعداداً أخرى كانت تتبع الإدارات السابقة.
أرجوك احسب كم من الملايين صرفت فى هذه اللعبة الإدارية؟!
حضرات القراء..
هل سمعتم أو رأيتم أو نمى إلى علمكم أن هذه الأندية أنشأت إدارة فنية تضع خطة الفريق بعد عشر سنوات مثلاً؟ كل ما نراه ما يسمى إدارة التسويق، ومفهوم التسويق العلمى هو أن يحاول صاحب البضاعة أن يسوق بضاعته ليشتريها الناس، فكرة التسويق هنا اخترعها النادى الأهلى وقادها عدلى القيعى، وقد حول الرجل الفسيخ إلى شربات، مهمة لجنة الأهلى أصبحت لجنة لشراء اللاعبين لا تسويق بضاعة النادى الأهلى «فانلته وشورته»، وكل إمكانياته وحتى لم ينجحوا فى تسويق وبيع اللاعبين الذين اشتروهم وتخلوا عنهم بأرخص الأثمان، والأمثلة كثيرة أولها أحمد حسن دروجبا.
حتى الزمالك حاولوا أن يقلدوا عدلى القيعى وفشلوا، فهم لم يسوقوا بضاعتهم فقط واشتروا لاعبين «سكّة» و«نصف لبة».
فكرتى هى وضع تصور للفريق الأول بعد عشر سنوات، من خلال تبنى اللاعبين الشبان الموهوبين، وتغذيتهم وتعليمهم وتسفيرهم للخارج وتعليمهم الانضباط، وفى الوقت نفسه، يشترون لاعبين صغار السن من الأندية الأخرى ومراكز الشباب، ولن يدفعوا فيها هذه الملايين، ليسير هؤلاء مع أشبال النادى جنباً إلى جنب، وفى ظنى أن النادى الأهلى فى أمس الحاجة لهذه الإدارة، لأن لاعبيه الآن قد كبروا.
الإسماعيلى شرحهم، هو يبيع نجومه ولاعبيه، المهم يحصل على الفلوس والسلام، لا يعنيه أن النادى سيتدهور بعد سنة، اثنتين، ثلاث، ليست مشكلته ولكن مشكلة الذين يحضرون من بعده.. وأنا أعترف بأننى متشائم بمستقبل الإسماعيلى فى ظل إدارة رئيس النادى الحالى.
عزيزى القارئ..
هتسألنى هوه أنا عايز إيه بالظبط، أقولك نحن نظلم الحكومة والوزراء كثيراً عندما نتهمهم بالإسراف، وإهدار المال العام وعندنا فى الرياضة أضعاف أضعاف ما يحدث فى الحكومة، فعلاً السلطة مفسدة وأى مفسدة.
شوبير - أبوريدة.. وبالعكس
■ إذن الصديق هادى فهمى بدأها بدرى بدرى، فقد فاجأ الجميع فى مقالته بـ«المصرى اليوم» بتأييد الكابتن أحمد شوبير ليكون الرئيس القادم لاتحاد الكرة، وبالطبع أنا ألومه فهو حر فى رأيه، ولا أعترض على أحمد شوبير، فهو الآن بما يفعله أرشحه رئيساً للوزراء.
الاتحاد الحالى لم يقض نصف المدة، ومع ذلك نرشح القادمين للاتحاد القادم، ويا ليتنا نفكر فى المستقبل دائماً، وفى البرامج وليس فى الأشخاص، وما دام هادى فهمى قد فتح الموضوع فلا مانع أن نتحدث فيه.. الصورة فى اتحادنا الموقر هى وجود مجموعة بعضها لن يُسمح له بالدخول فى الدورة المقبلة، وهؤلاء الموجودون كلفوا الكابتن مجدى عبدالغنى خبير شؤون اللاعبين والمسابقات والبطولات بترأس لجنة لوضع اللائحة الجديدة التى لا نشك أن الجمعية العمومية ستنحنى لرغبة مجدى وزملائه وستوافق بالأغلبية وهو أمر تعودوا عليه، فهم أناس طيبون مسالمون يمشون بجوار الحائط، يعانون من الاتحاد ومع ذلك تصرفات الاتحاد على قلبهم عسل وشهد، وقد كان البعض من المتابعين للانتخابات الكروية يهاجمونهم بسبب حكاية الكباب والكفتة، ونحمد الله أن الدنيا تطورت وأصبحت الإقامة خمس نجوم والطعام «سى فود»،
وإذا كان بعض هذه الأندية يغضب من هذا الكلام فلماذا هذه «الحمأة» لا نراها أثناء الانتخابات، فهم يحضرون على نفقة النادى ومصاريفهم عليه.. فلماذا لا ينتخبون الناس الغلابة الذين لا يملكون ذهب المعز ولا سيفه.. نفسى مرة فى حياتى أرى انتخابات اتحاد الكرة تتم بشفافية وبشكل شيك، ليس بهذا الشكل الذى يهين هذه الأندية، ولولا أننى أعرف أنها مسألة صعبة لناشدت الوزير حسن صقر دفع هذه المبالغ من ميزانية المجلس حتى لو اضطر إلى أخذ موافقة رئيس الوزراء.
عزيزى القارئ..
إذن نحن أمام لائحة تعد بالخفاء بواسطة خبير كبير هو مجدى عبدالغنى الذى يفهم فى كل شىء، ويفعل كل شىء، ويقول دائماً إنه يرفض الخطأ وإنه جاء ليصلح الأمور الفاسدة، والسؤال: هل يا ترى سيفعل ذلك فى هذه اللائحة.. هل ستتم صياغتها لمصلحة كرة القدم دون مصلحة الأشخاص؟ أرجوك لا تقنعنى بأن يكون لمجدى وزملائه فرصة للبقاء مرة أخرى ولا يستغلوها.
نرجع لمرجوعنا وللكابتن أحمد شوبير، لنسأل: هل حقيقى أن المسرح يعد لهانى أبوريدة وليس له؟ شوبير صرح مرة وبكل قوة وثقة أنا رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم القادم.. وهذا حقه ولا خلاف على ذلك، ولكن هل بدأ صراع خفى بينه وبين نائب رئيس الاتحاد الحالى هانى أبوريدة حول هذا المنصب، أنا شخصياً ليس لدى معلومات ولكنى أستطيع أن أقول كل منهما يستحق وجدير بهذا المنصب، فشوبير له مميزاته التى ترشحه، وأبوريدة كذلك.. شوبير «جن مسلسل» وأبوريدة شرحه «جن مسلسل»، إذن هى معركة ليست بين بشر، وأنا أستطيع أن أكتب صفحات عن شوبير وشخصيته ويمكننى كذلك أن أكتب نفس القدر عن أبوريدة، وأنا على المستوى الشخصى معجب بالاثنين جداً، فهما قد كافحا حتى وصلا لما هما عليه الآن، فنجاحهما لم يأت صدفة أو بالباراشوت.
ولو أخذت رأيى لنصحت شوبير وقلت له كفاية، فهو قد انتشر انتشاراً مدهشاً زاد من أعدائه، وأبوريدة كفاية فهو فى الاتحاد الدولى، أى حصل على الدكتوراه، فلا داعى للحصول على البكالوريوس مرة أخرى، ولكن تقول لمين وتعيد لمين، المنصب حلو وبراق ورئيسه قد يكتب عنه أكثر من رئيس الحكومة.
صديقى هادى فهمى..
ما رأيك، إذن أنت مع شوبير ضد أبوريدة.. أو العكس.. أم كفاية ما هما فيه الآن، وما رأيك عزيزى القارئ؟!
مشاعر
■ اللاعب إبراهيم سعيد.. هذا ما جناه على نفسه، حزين له فى تسوله للعب فى أى ناد فى مصر، والادعاء أنه سيعتزل كرة القدم، متى سيتغير وهو على مشارف الثلاثينيات؟!
■ المذيعة الإيطالية رولا جبريل.. أوهمونا أنها مكسرة الدنيا فى إيطاليا، أعترف بأنها لم تجذبنى فى شىء، صوتها يزعق أكثر مما يتحدث، لغتها العربية ركيكة، تشويحها وسرعتها فى الكلام يذكراننى بنساء حوارى إيطاليا عندما يتشاجرن.. باختصار هى مقلب كبير.
■ اللواء إسماعيل الشاعر.. إعلانه عن تكوين عشرين فرقة متحركة لإصلاح السيارات المتعطلة فى شوارع وميادين القاهرة عمل حضارى، منظر السيارات العطلانة على كبارى القاهرة منظر مؤسف.
■ المذيع اللبنانى تونى خليفة.. حتى الآن لا أرى فيه أى لمحة تدعو للإعجاب، إلا إذا كانت الفضائح التى يناقشها تثير ذلك، يفرسنى عندما يحاول الضغط على الفنانين المصريين عندما يحاول لمز وطنيتهم، حسين فهمى أعطاه درساً قاسياً عندما فعل معه ذلك.
■ عمرو زكى.. من أعمالكم سُلِّط عليكم، من توهج فى أوروبا وربما فى العالم إلى انطفاء فى مصر، هل هو غرور، هل قلة ثقافة، هل صدَّق أنه نجم عالمى؟.. يبدو أن كل ذلك هو السبب!
■ نصر أبوالحسن، رئيس الإسماعيلى.. عدم توقيعه على شيكات رواتب العاملين ليس فيه شىء من المسؤولية، ولا هى تصرفات الكبار، طفّش خالد فرو نائبه، يرفض جماعية أداء مجلس الإدارة، ويرفض رأى الأغلبية، خلافه وهروبه من الذهاب للنادى ليسا بسبب مصطفى كريم، ولكن لأن بقية أعضاء المجلس قرروا ممارسة دورهم وعدم السماح له بتصرفات فردية.. هل يستقيل فى الأيام المقبلة؟.. أتحدى أنه لن يفعل، وهو فى أملة، فقد أصبح رئيس الإسماعيلى!
■ الإخوان المسلمون.. الرئيس التونسى الراحل سألهم «لو جئتم للحكم من ترى يمكن أن يكون بعدكم؟.. قالوا: لا أحد بعدنا.. أنتم تطبقون قوانين البشر ونحن نطبق قوانين شرع الله، ولهذا لن تتغير حكومتنا.. باختصار لا دولة مدنية ولا تداول سلطة ولا ديمقراطية».
■ الكابتن مجدى عبدالغنى.. مع احترامى لقدراته وحماسه، ولكن لماذا كل هذا؟.. لجنة شؤون اللاعبين ثم أخيراً رئيس لجنة اللائحة الجديدة، ربما تم ذلك حتى تأتى اللائحة على الكيف، وتهيئة للانتخابات القادمة.