كانت مصر تحت الاحتلال البريطانى ولم يكن مسموحاً لأى طائرات سوى طائرات الخطوط الجوية البريطانية باستخدام المطار الوحيد بالقاهرة، وهو «مطار هليوبوليس» الذى استخدمته طائرات سلاح الجو البريطانى إبان وبعد الحرب العالمية الأولى.
رأت الحكومة المصرية يومذاك أن تنشئ مطاراً مصرياً خاصاً بطائراتها المصرية، وبدأ التنفيذ الفعلى فى «مطار ألماظة» عام 1930، وفى 23 مايو 1932 أقلعت 5 طائرات «تايجر موث» مصرية من أصل عشر من قاعدة «هاتفيلد» الجوية شمال لندن إلى مطار ألماظة.
حلق الطيارون المصريون الثلاثة الأوائل (عبدالمنعم ميجاويتى، أحمد عبدالرازق، فؤاد عبدالحميد حجاج)، واثنان بريطانيان، بالطائرات وهبطوا فى قاعدة ألماظة الجوية فى يوم 2 يونيو 1932 وسط احتفال شعبى كبير بحضور الملك فؤاد الأول، وبذلك افتتح المطار رسميا، وأصبح مطار ألماظة هو أول مطار مصرى، أما ثانى مطار تم إنشاؤه فهو مطار «الدخيلة» بالإسكندرية.
قبلها، وفى 11 إبريل 1931 الساعة 5:15، هبط المنطاد «إل زيد 127 جراف زيبلين» فى رحلته الثانية للشرق الأوسط فى مطار ألماظة، وكان ضمن الطاقم الأرضى المستقبل بعض الجنود البريطانيين. عنها اجتمع أكثر من 30 ألف شخص لمشاهدة «الزيبلين» مما دفع الشرطة لاستخدام خراطيم مياه الحرائق لإبعادهم.
وفى 5 فبراير 1962، استقبل مطار ألماظة رائد الفضاء الروسى «يورى جاجارين» فى المطار. وكان فى استقباله يومذاك نائب رئيس الجمهورية زكريا محيى الدين. (الموسوعة الحرة).
وأمس الأول استقبل مطار ألماظة دفعة جديدة من شهداء الوطن، ملفوفين فى العلم، وتستقبلهم الموسيقات العسكرية بسلام الشهيد، موسيقى الشهيد صارت لحنا جنائزيا محفوظا فى القلوب، وكأنه مكتوب على مطار ألماظة أن يتشح بالسواد دوماً، لا يُذكر اسمه إلا فى أيام الحزن، ولا نعرف له طريقاً إلا عند زفاف الشهداء إلى ربهم، صار اسمه مرادفاً للشهداء، وتُتلى فى إذاعته الداخلية آيات الشهادة، ويُعلن الحداد.
أطلب مخلصاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بصفته العسكرية، وباعتبار المطار الذى هو فى عداد الثكنات العسكرية إلى تسميته من الآن وصاعداً «مطار الشهداء»، تكريما لشهدائنا الأبرار الذين مروا من المطار إلى واجبهم العسكرى بإذن ربهم، وعادوا شهداء بإذن ربهم إلى المطار نفسه.. إقلاع وهبوط لا ينقطع فى تراب مصر.
ولتقم جدارية فى صدر المطار تستقبل الزائرين مطرزة بالآية الكريمة «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، تُنقش عليها بحروف من نور أسماء الشهداء الذين مروا من هذا المطار فى طريقهم إلى الجنة التى يوعدون، تخليداً لذكراهم، عبرة وعظة للأجيال القادمة، مر من هذا المطار جثمان المغفور له الشهيد مصرى ابن مصرى.. ليس أبداً مرور الكرام.