للمرة الأولى في تاريخ معرض الكتاب، يغيب عن افتتاحه رئيس الجمهورية، حيث افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، معرض الكتاب في دورته الـ46، بينما غاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يستعد للمشاركة في القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تبدأ أعمالها الجمعة.
وقد اعتاد رئيس الجمهورية افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، في ظل وجود عدد كبير من سفراء الدول العربية والأجنبية، باستثناء حكم المجلس العسكري لمصر.
وقد تفقد «محلب» برفقة الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، ومنير فخري عبدالنور، وزير التجارة، والدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، ومختار جمعة، وزير الأوقاف، والسيد عبدالخالق، وزير التعليم العالي، وأشرف العربي، وزير التخطيط، القاعة الرئيسية التي تضم أجنحة وزارات مصر في مقدمتها وزارة الدفاع والداخلية والثقافة.
كما تفقد رئيس الوزراء جناح السعودية، ضيف شرف المعرض، مشيدًا بتنوع الكتب المعروضة، وتغطيتها للمناحى المختلفة وجودة طباعتها، مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا راعية للثقافة والمثقفين.
من جانبه، قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، إن «المعرض هو دليل الإرادة والتحدي، بعد أن شكك الكثيرون في إمكانية إقامته بسبب ما نتعرض له من إرهاب، إلا أننا نرد بالثقافة والكتاب، فنحن ندافع عن المعرفة وليس عن الجهل ونحن أصحاب حق».
وأضاف «عصفور» أن «هناك فرقًا كبيرًا بيننا وبين دول كثيرة، فإذا ما قارنا بيننا وبين قطر، نجد أن أول مدرسة للبنات أقيمت عام 1874، وفي قطر 1974 أي بعد قرن».
وتابع: «نحن ننتسب إلى المعرفة التي تقاوم الظلام وضيق الأفق والتعصب الدينىي، ونفتتح المعرض ونعرف جيدًا أن سلاحنا لن يخيب، ومن سلاحه الثقافة لن يخيب أبدًا، فالثقافة أصل الحضارة وهي التقدم وكل من يدخل في عداء مع المعرفة خاسر في النهاية ويحلم بوهم لن يتحقق».
وأكد الوزير: «مهما حدث في مصر من تفجير قنبلة أو موت شهيد من أبناء الشعب أو الشرطة أو الجيش لن يؤثر، فمصر القوية قادمة، وقوتها الناعمة هي أهم قوة تمتلكها»، مضيفًا أنه تم اختيار شخصية محمد عبده تقديرًا له ولكل العقول المنفتحة بالأزهر، فهو إمام لم يخشَ التعصب أو التكفير أو ضيق الأفق.
ولفت «عصفور» إلى أنه «من يسير معنا في طريق العلم والمدنية فأهلاً به، أما من يختلف معنا فلا مكان له، فمستقبل الأمة مرهون بالتسامح وقيم الوطنية والدولة المدنية، والمواطنة تعنى عدم التمييز بين المواطنين على أي أسس»، مؤكدًا أن طريق الاستنارة في مصر بدأ بالشيخ حسن العطار، رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده، ثم الشيخ شلتوت، ثم الشيخ الطيب، ومحمود زقزوق، فهم علامات نستضئ بها.
وأضاف الوزير أن «معرض الكتاب يعنى أننا نؤمن بثقافة العقلانية والحرية، والتي لا تخاف من التجديد والابتكار، فنحن ننتسب إلى ثقافة عربية تتضامن مع وحدة الأمة العربية، كما ننتسب إلى ثقافة الإنسانية»، لافتًا إلى أن ضعف عدد الدول الأوربية المشاركة مرحلة وستمر وستعود الدول الأجنبية إلى ما كانت عليه من قبل، وستعود مصر إلى دورها في إنارة العالم، مؤكدًا أن «الثقافة لا يصنعها المال وإنما العبقريات الفردية للأمة».
واختتم «عصفور» حديثه موجهًا التحية إلى سهير القلماوي، رئيسة أول معرض للكتاب عام 1965.
والجدير بالذكر أن المعرض يشهد اهتمامًا كبيرًا من دول العالم ينعكس في زيادة عدد الدول والناشرين عن العام الماضي، حيث يصل عدد الدول المشاركة هذا العام إلى 26 دولة وعدد الأجنحة إلى 48 جناحًا، مقارنة بـ 14 دولة و36 جناحًا في العام الماضي، حيث يضم المعرض 19 دولة عربية وأفريقية و7 دول أجنبية، بينما يصل عدد الناشرين إلى 850 ناشرًا، منهم 50 ناشرًا أجنبيًّا، و250 ناشرًا عربيًّا، و550 ناشرًا مصريًّا.