x

منار الشوربجي إيران تتحول لشأن إسرائيلى فى أمريكا منار الشوربجي الثلاثاء 27-01-2015 21:29


الموقف الأمريكى من إيران صار رهينة الصراع الداخلى، ليس فقط فى الولايات المتحدة، وإنما فى إسرائيل أيضا! وكانت آخر حلقات ذلك الصراع تلك التى بدأت الأسبوع الماضى بخطاب الاتحاد الذى هدد فيه أوباما الكونجرس ذا الأغلبية الجمهورية باستخدام الفيتو ضد مشروع قانون مقدم حاليا، ويفرض مزيدا من العقوبات على إيران، بينما المفاوضات الدولية جارية حول البرنامج النووى الإيرانى.

لكن ما هى إلا ساعات بعد تحذير أوباما حتى كان رئيس مجلس النواب الأمريكى، جون بينر، يعلن أن نتنياهو قد قبل دعوته لإلقاء خطاب أمام اجتماع مشترك لمجلسى الكونجرس، سيتناول الخطر الإيرانى، وهو الخبر الذى لقى احتجاجا صريحا من البيت الأبيض الذى لم يتلق من الكونجرس إخطارا بالدعوة ولا من نتنياهو ما يفيد قبولها، بما «ينافى البروتوكول»، على حد قول المتحدث الرسمى، بينما ذكرت «هاآرتس» أن مسؤولا فى الإدارة وصف تصرف نتنياهو بأنه «بصق فى وجوهنا علنا».

وقد اتضح أن بينر لم يخطر حتى قيادات الديمقراطيين بالكونجرس بدعوته لنتنياهو، وأن الإعداد لها تم بينه وبين السفير الإسرائيلى فقط، بينما أفادت بعض التقارير بأن السفير هو صاحب الفكرة أصلا. والحقيقة أن تلك ليست المرة الأولى التى يتحدى فيها نتنياهو أوباما. فهو فى انتخابات 2012 الرئاسية الأمريكية كان يؤيد خصمه ميت رومنى علنا، ويسعى لهزيمة أوباما.

ورغم أن القضية تبدو كأنها صراع بين الرئيس الديمقراطى والكونجرس الجمهورى حول السياسة الأمريكية تجاه إيران، فالمسألة أكثر تعقيدا. فتحذير الرئيس باستخدام الفيتو لم يكن موجها لخصومه الجمهوريين، بقدر ما كان موجها لأعضاء حزبه الذين يدينون للوبى إسرائيل بتمويل حملاتهم الانتخابية، وينوون التصويت لصالح العقوبات الجديدة على إيران، بينما تقدم عدد من قيادات الحزب الجمهورى المتحفظين على فرض عقوبات جديدة بمشروع قانون مغاير ينص فقط على ضرورة موافقة الكونجرس على أى اتفاق دولى تعقده أمريكا مع إيران.

ولا ينفصل ذلك التباين الأمريكى فى المواقف عن الصراع الداخلى فى إسرائيل. فالموعد الأصلى الذى اقترحه بينر لزيارة نتنياهو كان فى فبراير، لكن نتنياهو طلب تغييره إلى مارس بحجة التزامن مع المؤتمر السنوى للوبى إسرائيل «إيباك»، وهو الأمر الذى يجعل الزيارة تسبق الانتخابات الإسرائيلية بأسبوعين فقط، فيستفيد منها نتنياهو انتخابيا. لكن المؤسسة التنفيذية الأمريكية لا تريد تحقيق هدف نتنياهو، فأعلنت أن الرئيس ونائبه ووزير الخارجية سيمتنعون عن مقابلته خلال الزيارة، بل أفصح وزير الخارجية الأمريكى علنا عن موقف الموساد الرافض لفرض عقوبات جديدة على إيران حاليا، بما يناهض موقف نتنياهو. وقيادات الموساد كانت قد نقلت موقفها هذا لأعضاء الكونجرس الذين زاروا إسرائيل مؤخرا معتبرة أن فرض المزيد من العقوبات حاليا معناه «تدمير مسار المفاوضات».

والحقيقة أن سلوك نتنياهو فى التعامل مع رئيس أمريكا صار مستهجنا حتى من الكثيرين من أقوى أنصار إسرائيل التقليديين هناك. وسيسجل التاريخ أن نتنياهو كان أول رئيس وزراء لإسرائيل يجعل إسرائيل قضية حزبية فى أمريكا بعد أن كانت محلا لإجماع الحزبين. وسيكون مثيرا فى المرحلة القادمة متابعة ما تسفر عنه تلك الجولة الجديدة من التراشق التى حولت إيران إلى شأن إسرائيلى فى أمريكا! أما تفاصيل الموقف الأمريكى من إيران، فيحتاج لمساحة مستقلة مستقبلا بإذن الله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية