«لو مات ولداى الاثنان.. أهون من رؤية بناتى مشردات فى الشوارع.. ويضيع مستقبلهن وينقطعن عن دراستهن فى الجامعة ..لو يهجروننى إلى دولة يهودية أرحم لى».. بهذه العبارات الصعبة، روى مصطفى خفاجى «فلاح» من كفر الشيخ تفاصيل أصعب أيام يعيشها، كان من أغنياء قريته «محلة دياى»، وحولت مشاجرة حياته إلى جحيم قبل عامين بسبب خلافات الجيرة، قتل فيها أحد جيرانه، واتهم ولداه الاثنان بالقتل، وعاقبتهما المحكمة بالسجن 7 سنوات.
يقول مصطفى خفاجى: وقع الحادث فى شهر ديسمبر 2007، عندما وقعت مشاجرة داخل أرضى الزراعية، بين بعض العمال فى مزرعتى وجيرانى فى الأرض، بسبب خلافات الجيرة، بعدما حصل الجيران على قرار مؤقت من وزارة الرى بحفر مجرى مياه لأرضهم من وسط أرضى، لرى مزارعهم، ذهبت إلى القاهرة يوم الحادث للطعن على القرار وإيقاف التنفيذ.
ولكنى فوجئت فى الطريق باتصال هاتفى، يخبرنى بحدوث مشاجرة بين العمال والجيران، بسبب أن قوة جبرية من الشرطة هاجمت الأرض لتنفيذ القرار، ووقعت المشاجرة ولم تتدخل الشرطة لفضها، أو تسيطر على المشاجرة، واستخدم أحد العمال «فأسا»، وأصاب أحد الجيران، ونقل إلى المستشفى، ولقى المصاب مصرعه بعد أسبوع من الحادث، وتم اتهام اثنين من أبنائى فى الواقعة، رغم أنهما كانا بعيدين عن الحادث.
وأضاف: اتهمت المباحث ابنى محمد 17 عاما، وكان عمره وقتها 15 سنة، ويدرس فى الثانوية الأزهرية، وشقيقه السيد 22 سنة، وعاقبتهما المحكمة بالسجن 7 سنوات، ورضينا بحكم المحكمة، وطعن المحامى على الحكم، لإعادة المحاكمة، لأننى واثق من براءتهما، ولكن المأساة الحقيقة، أن الشرطة هجرتنى وبناتى من أرضنا، ومنعتنا من دخول منزلنا، تركت أموالى، ومزارعى، وأرضى، واتخرب بيتى، وأصبحت مديون للبنوك بقيمة قروض حصلت عليها لإعانتى على إدارة مشروعات، وزراعة الأرض، وإقامة عنابر تفريخ، وأقام البنك دعاوى قضائية ضدى.
وقال: منذ الحادث، ولا استطيع الاقتراب والعودة إلى منزلى فى القرية، وتتنقل بناتى من منزل لآخر، ودمرت 6 فدادين ملكى، وأصبحت «بورا» بعدما كانت أرضا زراعية، وانقطعت بناتى عن الجامعات منذ عامين، ولم يذهبن لأداء الامتحانات، ولا يوجد مكان يعشن فيه، وينتقلن من منزل إلى آخر، وأصبحن مشردات فى البيوت، فلا أجد لهن مأوى يعشن فيه.
ولم أعد أمتلك قوت يوم واحد، وتدهورت صحتى، وأصبحت مريضا، ونعيش كأننا متسولون بعدما كنت امتلك ما يزيد على مليون جنيه، قيمة الأرض والمشروعات التى دمرت بسبب طردنا من المنزل، ولم يعد لنا مصدر رزق، وبارت أرضنا، وتعطلت مصالحى، وتطارد الشرطة بناتى فى كل مكان، ولدى ولدين آخرين، أحدهما فى الثانوية العامة، والثانى طفل عمره 4 سنوات، ونعيش حياة بائسة، ولا نستطيع العودة للمنزل، وضاع مليون جنيه، قيمة تجارتى، و4 مزارع، و4 مفارخ، وحديقة، و6 فدادين، وكل ما أتمناه العودة لمنزلى، بعد عامين من طردنا منه، حتى آوى بناتى فيه، وأتابع مصالحى، ومزارعى، ولا أعرف لماذا يوجد حراسة من الشرطة عليه حتى الآن، دون قرار من النيابة العامة، أو المحكمة.
وأضاف: أرسلت العديد من الشكاوى لرئاسة الجمهورية، وتم التحقيق فى إحداها، ورغم أن الأرض ملكى، لم يحدث شىء حتى الآن، وكل ما أطلبه العودة إلى منزلى، ورحمة بناتى من التسول والتشرد فى الشوارع، والنوم فى بيوت الآخرين، ووالدهم يملك منزلا، وأرضا تغنيه عن كل هذا البؤس الذى نعيشه، ولا نعرف سببا واضحا لهذا الطرد، فهل كل جار قتل جاره يطرد من منزله، ويشرد أطفاله وبناته بهذا الشكل؟