x

الدكتور مصطفى النجار كل هؤلاء قتلوا شيماء الصباغ الدكتور مصطفى النجار الإثنين 26-01-2015 21:18


هل تعتقد أن دماء شيماء الصباغ، التى روت ثرى هذا الوطن، يتحمل مسؤوليتها فقط من قتلها بطلقاته وهى تحمل أكاليل الورود لتكرم الشهداء فإذا بها تلحق بهم؟

هذا قاتل واحد لكن القتلة بيننا كثيرون، يعيش بيننا قتلة لا يقتلون بالرصاص، لكن يقتلون بالتطبيل والنفاق والتبرير وإنكار ما يرونه بعيونهم من مظالم وسفك دماء بلا جرم، كل من صفق للقتل قبل ذلك ورقص على الأشلاء وطالب بمزيد من القتل هو شريك فى دم شيماء الصباغ، كل من ميز بين الدم والدم حسب الهوى السياسى هو قاتل، كل إعلام عاهر يفبرك الصور ويختلق الحكايات لينفى التهمة عن القاتلين هو قاتل، كل من يتساءل السؤال الأبله الذى ينم عن حقارة وتدنٍ (إيه اللى وداها هناك؟) هو قاتل، كل من يتفلسف ويسأل عن المستفيد ليحاول صرف النظر عن القاتل الذى رآه يقتل أمام عينيه ولتصبح الجريمة مشاعاً يفلت مرتكبوه كما أفلت كل القتلة من قبل، كل مسؤول خرج يتحدث عن دماء شيماء ولم يتحدث عن دماء (سندس رضا)، ذات السبعة عشر ربيعا، والتى قتلت بدم بارد قبل ساعات من مقتل شيماء، وكأن هناك فئة من هذا الشعب من الأغيار الذين صارت دماؤهم مستباحة وقتلهم أمراً طبيعياً يجب ألا نتوقف أمامه!

لم يتجرأ قاتل على ضغط زناد سلاحه ليقتل إلا لأن هناك طائفة بيننا يقولون له إن ممارستك للقتل بطولة، نحن أمام فئة تبلد حسها وانتحرت إنسانيتها وعطبت عقولها حتى صارت تظن أن تأييد القتل وتبريره سيبنى وطنا ويحافظ عليه من الانهيار ويلومون من يطلب وقف سفك الدماء ويتهمونه بعدم الوطنية.

واهم من يظن أن الدولة الظالمة يمكنها البقاء، واهم من يظن أن الاستقرار يأتى على جماجم الأبرياء وبدمائهم المسفوكة، كل ما يحدث الآن يهدم هذا الوطن ويغرس الشقاق فى نفوس أبنائه ويلهب نار الثأر التى تتنامى فى نفوس محترقة قد لا تقبل بالتسامح والعفو بعد ذلك، وقد ترى أن طعم الدم فقط هو الذى يطفئ حرقتها، من الذى يخاف على الوطن وهو يدجن بذور احتراب أهلى عبر تعميق الكراهية وتغييب العدالة وتضييع الحقوق وإفلات القتلة من جرائمهم؟

شيماء الصباغ وسندس رضا وغيرهما من بنات هذا الوطن وشبابه ليسوا إرهابيين ولم يقتلوا أحدا حتى يكون مصيرهم القتل، هذه الأرض لن تحتمل مزيدا من الدماء التى سندفع جميعا ثمن لعنتها التى ستصيب الجميع.

كل من يعتقدون أن دائرة الدم والظلم ستتوقف عند أبوابهم ولن تكسرها لتوجع قلوبهم وتحرقها لا يعرفون أن لعنة الدم كأس يدور. جموع المطبلين والمغيبين المشاركين فى القتل حان الوقت لتتوقفوا إذا كنتم تخافون على هذا الوطن وتخافون على هذا الشعب الذى اُبتلى بكم وبتشوهكم الذى يسطر صفحة بائسة من تاريخ مصر، ستخجل منها كل الأجيال القادمة وتتبرأ من دعاة القتل ومؤيديه وتحتقرهم.

دم شيماء وسندس وكل الأبرياء دم حرام، دم شهداء الشرطة الذين يقتلهم الإرهاب الحقيقى دم حرام، هذا الوطن لا يحتمل المزيد فارحموه.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية