قال الدكتور محمد فهمي حسين، أستاذ هيدرولوجيا وجيوكيماء النظائر في كلية العلوم جامعة باريس والأستاذ بجامعة القاهرة، والمتخصص في كيمياء تفاعل المواد الصلبة مع الذهب، عقب المعاينة، التي أجراها لقناع توت عنخ آمون بالمتحف المصري، الجمعة الماضي، بعد ما تردد عن تشويه القناع بسبب الترميم الخاطئ للحية، إنه يظهر بالجانبين الأيمن والأيسر للقناع تعجنات غليظة سمكها يزيد عن واحد سنتيمتر لمادة بارزة شبه كروية (مبططة) متصلة ببعضها وكأنها لمادة لاصقة عضوية غير فلزية البريق بل لها لمعان البلاستيك أي أنها كانت لمادة لاصقة سائلة تحولت مع التعرض للهواء إلى مادة صلبة كما يحدث فوراً لمادة سائل (أمير) الشهير وهو من مواد راتنيحات (إيبوكسى) المعروفة مثله مثل مادة سائل (أرالدايت) اللاصق ذات لون رمادى مائل إلى البياض متواجدة الآن فى أعلى الجزء الخلفى من اللحية الاصطناعية نحو صدر القناع بأعلى حلقة ذهبية أصلية».
وأضاف الخبير، في تصريحات صحفية، الأحد، أن سمك المادة نحو نصف سنتيمتر من الأمام وأكبر سمكاً بالخلف وتصل ما بين قاع الذقن العادية وبين اللحية عند أعلى اللحية من الخلف وتظهر نلك التعجنات الخلفية في شكل نتوءات غير منتظمة ناتجة عن غزارة المادة السائلة اللاصقة المستعملة في التثبيت من جهة خلف اللحية الاصطناعية بعد انخلاعها مما يدل على شدة حماقة من قام بتثبيت اللحية بعد انخلاعها وكأنه صبى عبيط لنجار مسلح وليس شخصاً مدرباً متخصصاً في ترميم الآثار طيلة سنوات عمره».
وتابع: «الأمر الثاني أن هناك آثار سحجات تظهر ناعمة أى (خربشة) ناعمة عند أعلى الحلقة الذهبية مما جعل هلالاً سمكه نحو نصف سنتيمتر يظهر بأسفل الذقن العادية نحو من يشاهد القناع من الأمام وقد انطفأ بريقه الفلزى الذهبى المعتاد فى الذهب المصقول أى على عكس حال الخدود وأنف القناع الذهبى المصقولين منذ الأزل».
وأردف: «ما يدل على أحد احتمالين هما، أن يكون من قام بالتثبيت اللحية المخلوعة قد لجأ لاستخدام ورقة صنفرة لكى يجعل المادة اللاصقة ترتبط باللحية المخلوعة فلا تنزلق عند ضغطه بيده على اللحية الاصطناعية لتثبيتها بأسفل الذقن العادية أثناء محاولته إجراء التثبيت الغشيم بمنتهى (الهطل) البشرى الذى لا يتصوره أى عاقل فى الدنيا كلها، والثاني أن من قام بالتثبيت قد أراد إزالة الزيادة من المادة اللاصقة من الأمام بعد صبها فوق اللحية المخلوعة وبأسفل الذقن العادية وذلك لكى يخفى الجريمة من الجزء الأمامى لذقن القناع فحدث أن تجاوز فى إزالته للزيادة من المادة اللاصقة فاختفى بريق الذهب المصقول فى هذا الهلال».