قالت قيادات أمنية إن قوات الأمن التزمت بضبط النفس طوال اليوم منذ بدء المظاهرات فى الحادية عشرة من صباح الأربعاء ، حتى منتصف ليل اليوم نفسه، وظلت تغلق جميع الشوارع والميادين المؤدية إلى وزارة الداخلية، إلا أنها قررت بعد ذلك إنهاء الاعتصام وتفريق المتظاهرين.
بدأت الاستعدادات لعمليات الإخلاء قبل منتصف الليل، بتوقف عدد كبير من سيارات الأمن المركزى فى صفوف متوازية بشارع ميريت أمام المتحف المصرى من الناحيتين، وعدة شوارع أخرى، بداخلها آلاف الجنود، وإلى جوارها عدد من أتوبيسات النقل العام، فيما كان مئات المتظاهرين يهمون بالانصراف بعد أن أصابهم التعب، بينما قرر الآلاف منهم الانتظار والمبيت فى الميدان، وافترشوا الأرض، وقرروا جمع الأموال من بعضهم البعض لشراء بعض الأطعمة، وبعد نحو نصف الساعة وصل المهندس ممدوح حمزة، الخبير الاستشارى، ووزع أغذية وبطاطين على المتظاهرين كنوع من تقديم يد العون لهم والشد من أزرهم، وهتف المتظاهرون بمجرد حضوره وآخرين معه ضد الحكومة مطالبين بإقالتها وحل مجلس الشعب، فيما كانت قيادات الأمن تطالب المتظاهرين بالانصراف دون جدوى، فبدأت قوات الأمن إطلاق المياه، والقنابل المسيلة للدموع، ووقعت اشتباكات بين بعض المتظاهرين، وجنود الأمن المركزى الذين حاصروهم من جميع الاتجاهات، واستخدمت أجهزة الأمن العربات المصفحة، والمدرعات، لتفريق المتظاهرين من الميادين ومطاردتهم فى شوارع وسط المدينة.
واستعدت قوات الأمن بعد دقائق قليلة لفض الاعتصام بإضاءة الكشافات المتواجدة أعلى السيارات المدرعة، كإنذار للمتظاهرين، ولفت انتباههم إلى أن القوات سوف تبدأ فض الاعتصام ومواجهة المحتجين، فاندفعت القنابل المسيلة للدموع فى سماء ميدان التحرير، لتقع وسط المتظاهرين الذين أصيب بعضهم باختناقات نتيجة كثافة الدخان، واقتحمت السيارات المصفحة صفوف المتظاهرين، وهاجم ما يزيد على 10 آلاف جندى المحتجين وطاردوهم فى الشوارع، وأغلقوا الشوارع الجانبية للميدان، فيما تركوا الطريق المؤدى إلى المتحف المصرى مفتوحا للانصراف منه، واستمرت المطاردات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء
وتمكنت قوات الأمن من إخلاء الميدان من المتظاهرين تماماً فى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، باستخدام القوة، وإلقاء القبض على عدد من المتظاهرين.