x

شيماء الصباغ.. اشتراكية تنتقد الثوار ومن دخل قلبها فهو «آمن»

السبت 24-01-2015 20:28 | كتب: صفاء سرور |
شيماء الصباغ شيماء الصباغ تصوير : آخرون

«هاتولى 25 يناير 2011، وخدوا السنة اللي جاية بتاعتكم دي، أنا لسة معرفهاش».. كلمات استقبلت بها شيماء الصباغ عام 2015، واختارت استبدال يوم واحد فقط به، رغم أنه ولى منذ 4 أعوام، يوم الثورة.

شيماء، عضوة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، شهيدة مسيرة طلعت حرب في 24 يناير 2015، والتي لم يمهلها القدر الذي اتخذ صورة رصاصة، فرصة لتكون ضمن حضور يوم 25 يناير 2015، الذكرى الرابعة للثورة، تساءلت يومًا ما عما ستكتبه «نتائج» العام الجديد أسفل ورقتي 25 يناير و30 يونيو، معبّرة عن خوفها من أن تتصفح النتيجة لتجد ما آمنت به يشوهه آخرون «خايفة أفر النتيجة وأقرا، ليكونوا كتبوا على ثورتنا مؤامرة».

تؤمن شيماء بثورة 25 يناير وتدافع عنها، وتترحم على من ضحوا بحياتهم في سبيلها «سلامًا عليكم يا شهداء ثورتنا، يا من قدمتم دمائكم ليعيش ناس شبهنا، ولاد هرمة، ميعرفوش من الحرية غير قهوة باب اللوق».

على الرغم من الإيمان العميق بالثورة وناسها، إلا أن شيماء لم تتورع عن ممارسة النقد الذاتي لنفسها وشباب الثورة «اعتبروها خطرفة واستحملونى شوية، ليه كل الناس رابطة نزول الشارع بيوم 25 يناير؟ طيب حتنزلوا الشارع تعملوا إيه؟ تهتفوا شوية؟ يافرحتي؟ تقولوا ما إحنا عملناها قبل كدا ونفعت؟ أقولكم لأ، الذكي اللي يقرا الواقع ويحسب إحنا قدمنا إيه بشكل حقيقي عشان ننجح أي تحرك شعبي».

توصي شيماء الثوار ونفسها ببناء أنفسهم أولاً قبل التوجه للمواطنين «طيب أقولكم حاجة؟ هل لو عملنا استبيان دلوقتي على 100 فرد مش حيبقى المطلب الأول للمواطن العادي الآمن والأمان؟ طيب اسأل أمك ولا أبوك كدا أنتم واثقين في السيسي ولا لأ؟ بلاش كل ده، أنت ياثوري تسوى إيه من غير جماهير؟ عملت إيه عشان توعي الجماهير؟ أقنعت كام حد مش على القهوة، في عيلتك بفكرك الثوري؟ تقدر وأنت نازل تجيب كام واحد من أهلك معاك؟ طيب قادر تواجه أهلك وقرايبك بفكرك؟ طيب حاولت تنظم نفسك واللي حواليك؟».

تواجه شيماء نفسها وإياهم بما تراه حقيقة، وسبب لأزمة الثورة وأهلها «طول عمرنا مهتمين نفكر مع بعض ولبعض وضد بعض وحوالين بعض، ودلوقتى عايزين تنزلوا والناس وراكوا. أنت مين ياض أنت وهو وأنا معاكوا؟ عملنا إيه علشان نقود جماهير؟ ابنو نفسكوا الأول وانزلوا للناس، وبعدين ابقو حطوا تاريخ مناسب لأحلامكم وارحموني»، إلا أنها سرعان ما تطلب عفوهم عن عباراتها «وسامحونى على قلة ذوقي، لأني مختلفش كتير عنكم».

شيماء، الثائرة الاشتراكية، التي قابل أصدقائها خبر استشهادها في مسيرة الورود، بالصدمة والإنكار، لأنها «غول، وصوت عالي، وأجدع بنت في مصر»، فهم عرفوها دائمًا قوية مساندة للعمال في إضراباتهم وفعالياتهم الباحثين من خلالها عن حقوقهم، سواء كانت في مصانع حلوان أو المحلة، وهي من تألم وقت التفجيرات الإرهابية لاستهدافها الغلابة «ليه دايمًا الغلابة هما اللي بيدفعوا الثمن؟ قطر أبوقير قطر الغلابة؟».

على الرغم من ركض لا يتوقف في طريق الثورة، وبحثها عن حقوق العمال، إلا أن قلب شيماء، أم الطفل بلال الذي لم يكمل عامه السادس، بقي فيه متسع لذكريات خالية من أي تعب أو نَصَب، فقط عائلة «وحشتنى لمتنا والقعدة قدام البابور، وقزقزة اللب السوري والنم على العيلة، وتحمير البطاطس بدل خسارة الجاز على الفاضي، وبراد شاي ورا براد شاي، وستي الجميلة كانت تعمل شالها غطا للعيل اللي ينام، وأبويا ضحكته تملا الأوضة، كانت الضحكة ليها رنة وبتصاحب دمعة من كتر القهقهة، مكنتش طفلة مرفهة، بس كانت ضحكتي أوسع من بحر الظلمات.. سلامًا عليكم يا من رحلتم، سلامًا طيبًا جميلاً».

أرسلت الشهيدة بالعبارات السابقة في يوم ما سلامًا لمن شاركوها الحياة، وعندما فارقوها، بقوا آمنين في ذاكرتها وقلبها، وهي القائلة «من دخل قلبي فهو آمن».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية