لست سعيدا بقرار اللجنة الأوليمبية الدولية إقالة خالد زين من عضوية اللجنة الثلاثية المكلفة بتنفيذ خارطة الطريق للرياضة المصرية.. فالذى أقيل هو رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية.. وأنا هنا أتحدث عن المنصب لا الرجل.. وأن تقرر اللجنة الأوليمبية الدولية استبعاد رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية من المشاركة في إصلاح وضبط وإدارة شؤون الرياضة المصرية فهو منتهى المهانة والإساءة..
ولا أعفى خالد زين من مسؤوليته المباشرة عن ذلك.. فالرجل في الفترة الأخيرة اصطدم بالجميع.. وخاض حربا وراء أخرى لمجرد أن يلغى بند الثمانى سنوات من قانون الرياضة الجديد، وكأنه قضية عمر ومصير وحياة.. ترك كل قضايا الرياضة المصرية المعلقة وكل أحلامها المؤجلة ولم ينشغل إلا بهذا البند وضرورة إلغائه حتى يسهّل بقاءه رئيسا للجنة الأوليمبية المصرية أطول وقت ممكن..
ودفعته حماسته لترديد عبارات خاطئة قالها معه أنصاره الذين صدقوا أن بند الثمانى سنوات يخالف الميثاق الأوليمبى، ولم يكلف أي أحد منهم نفسه عناء قراءة هذا الميثاق ليدرك أن الثمانى سنوات مذكورة في الميثاق الأوليمبى، ويتم تطبيق هذا البند على أعضاء المكتب التنفيذى للجنة الأوليمبية الدولية أنفسهم.. وأنه على الرغم من أن انتخابات هذا المكتب التنفيذى نزيهة وديمقراطية وراقية إلا أن اللجنة الأوليمبية الدولية تمنع استمرار أي عضو أكثر من ثمانى سنوات، لابد أن يغيب بعدها ضماناً للتغيير والتجديد والحيوية.. وقد بقيت أفتش في الموقع الرسمى للجنة الأوليمبية الدولية عن دواعى وظروف هذا القرار فلم أجد شيئا.. وكان ذلك أمرا يثير الدهشة والاستغراب.. والاستياء أيضا.. فحتى استبعاد رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية من المشاركة في إدارة شؤون الرياضة في بلده لم تجده اللجنة الأوليمبية الدولية خبراً يستحق الذكر والنشر عبر موقعها الرسمى..
وقد ذكر الأصدقاء والزملاء أن قرار الإبعاد استند إلى أربعة أسباب: عدم التعاون مع الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، ممثل اللجنة الأوليمبية في مصر.. الصدام الدائم والمتكرر مع وزارة الرياضة ومحاولته التدخل في اختصاصات الحكومة.. التدخل في الشؤون الداخلية لأكثر من اتحاد رياضى مصرى وقيام هذه الاتحادات بالشكوى للجنة الأوليمبية الدولية.. وأخيرا مقاطعته اجتماعات اللجنة الثلاثية، ومحاولته تعطيل أعمالها.. ولست أدرى ماذا سيكون رد فعل خالد زين، خاصة أن اللجنة الأوليمبية الدولية اختارت نائبه هشام حطب بدلا منه ونائبا عنه.. فهل سيستقيل خالد زين معترفا بهزيمته وأخطائه.. أم يبقى رئيسا مهمشا مرفوضا محليا ودوليا أيضا؟..
هل سيبقى خالد زين على نفس عناده القديم أم يستوعب ما جرى ويدرك أن رئاسة اللجنة الأوليمبية المصرية لا تعنى مطلقا رئاسة كل ما له علاقة بالرياضة في مصر؟.. وأنه إذا كان الميثاق الأوليمبى يرفض أي تدخل حكومى في الشأن الأوليمبى فإن ذلك لا يعنى مطلقا إلغاء حكومات العالم وعدم الاعتراف بسيادتها الإدارية والقانونية.. كما أن الميثاق الأوليمبى نفسه يرفض في المقابل أي تدخل في الشؤون الفنية والإدارية لأى اتحاد محلى مثلما بات يجرى طوال الوقت مؤخرا في مصر.