الليالى السوداء التي عاشتها القاهرة على وقع أخبار القنابل المنثورة في القاهرة والجيزة والمحافظات حتما ستتكرر، إن لم يكن الليلة فغداً، أو بعد غد أو بعد أيام، سنعانى من قنابلهم وتفجيراتهم طويلا، المجرمون، ليحكمونا ليقتلونا، يقيناً.. لا هيحكمونا ولا هيقتلونا، إن كان في أرضك مات شهيد.. فيه ألف غيره بيتولد.
الشعب ولف على تفجيرات القنابل، وعلى صوت الرصاص زخات من فوق الرؤوس، لم يعد يخشى شراكا خداعية، التطعيم بالمعركة، بالحرب، الشعب لم يعد يرتعب لو سمع أن هناك قنبلة في الجوار، يهرع إلى مكان تفكيك القنبلة، كتفا بكتف، وذراعا بذراع، تقريبا يشاركون أبطال كتيبة المفرقعات العملية، ويكبرون: الله أكبر.
يتداولون أخبار القنابل على المقاهى حتى مطلع الفجر، يتسلون بأخبار القنابل على الفيس بوك، يغردون، لو كان الإخوان يتصورون أن القنابل ستخيف المصريين هم واهمون، شراك خداعية وما يخدعون بها إلا أنفسهم، ياما دقت على الرؤوس طبول، لم تصبها إلا بالصداع من صوت الانفجار.
وإذا كانوا يبثون رعبا من أجل لقطة في قنواتهم المأفونة، فلن يحظوا بمثلها أبدا، هذا شعب كان أيام النكسة يدق الثوم في الهون بدانة مدفع، شعب أيديه خشنة من مسك الفأس في العزيق، لم يعرف الأيدى الناعمة إلا في فيلم «أحمد مظهر»، معدنه يظهر في الشدائد والمُلمات، فجر يا مجرم فجر، على قد ما تقدر يا واد يا مؤمن فجر، وأنا الشعب أنفجر غضبا، وفجر ثانية، وفجر ثالثة، لن تأخذ من هذا الشعب إلا شلال تحدٍّ، وفيضان إرادة، وجبل صمود.
شعب قادر يعمل ثورتين في عامين، تهزه قنبلة ولا قنبلتين، في ليلة العُرس في الصعيد يضربون نار ولا في الحرب العالمية الثانية، ويسخرون، و«اللى يحبنا ميضربش نار في فرحنا».. وهؤلاء المجرمون لا الفرح فرحهم، ولا هم يحبوننا، الإخوان فطروا على الكراهية، يكرهون حتى أنفسهم.
صار مثلاً، لو صباعك إخوانى اقطعه، سيظل يؤلمك، ويزعجك، مزعجين جدا، صداع نصفى، كالأطفال تضرب بمب، وحبش، في المولد، قنابل صوت في قطار، وقنابل مونة في عقار، وقنابل محلية وبدائية تحت برج كهرباء ناء، وهلمّ جرا، ستنفجر قنابلهم في أحشائهم حتماً، يمكرون، هيموتوا من الحسرة، فيفخخون أنفسهم.. ينتحرون يأساً.
فليخشوا شعباً قال ربى الله ثم استقام ثائرا، اتقوا غضبة الشعب المصرى، كل قنبلة تفجر في قلوبنا غضباً على غضب، وكل شهيد يسقط تسقطون أمامه في اختبار الوطنية، والشعب يصبر نعم، لكنه لا يغفر، ولن يغفر لكم مدى الحياة إجرامكم المتسلسل منذ 30 يونيو حتى الآن.