أكدت يسرا أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التي وجهها إليها وللفنان أحمد السقا أثناء كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة وقال لهما: «هتتحاسبوا على اللى بتقدموه» كان يقصد بها كل الفنانين، لأن الفن هو ضمير الأمة ومرآة المجتمع، ويجب علينا جميعا أن نسعى لتقديم الأفضل وأن نكون صادقين في الرسالة التي سنقدمها لأنها توجه لقطاع كبير من الشعب.
وقالت يسرا في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: سعدت جدا بما قاله الرئيس لأنه أكد بها اهتمامه بالفن والإبداع والفكر والثقافة وأنه يعرف جيدا قوة هذه الفنون، ويريد منا أن نعمل ونقدم أفضل ما لدينا بدلا من الشكوى المستمرة، وأن نقدم تصورا نتحرك خلاله في الفترة المقبلة حتى تكون هناك ثورة فنية.
وأضافت يسرا: حتى ننجح في رسالتنا يجب على الدولة أن تدعمنا من أجل النهوض بصناعة السينما من جديد لتدرج ضمن الصناعات الاقتصادية الكبرى التي تدرّ دخلا على البلاد، كما يحدث في أمريكا، لأن صناعة السينما هناك صناعة استراتيجية تدخل مليارات الدولارات وليست مجرد صناعة للتسلية فقط.
وتابعت يسرا: الرئيس السيسى لديه طموح بإعادة مصر كما كانت من قبل بأخلاقيتها وقيمها التي تربينا عليها لكن المناخ العام الحالى هو الذي يفرض علينا ما نقدمه، لأن لدينا عشوائيات كثيرة، وعندما نقدم عملا عن هذه العشوائيات لابد أن نتحدث فيه بطريقة سكانها ونكون مثلهم لأننا إذا لم نفعل ذلك فلن يشاهدنا أحد وسنتهم بعدم الواقعية ولكن يجب أن نسعى لإصلاح هؤلاء الناس ونقدم لهم القيم المطلوبة حتى يكون هناك هدف لما نقدمه.
وواصلت: عندما قال الرئيس «هتتحاسبوا على اللى بتقدموه» هو يقصد ضمائرنا لأننا كفنانين كما قلت ضمير هذه الأمة ويجب أن تكون لدينا رؤية وهدف لما نقدمه لأن الفن ليس مجرد مرآة للواقع ولكنه استشراف للمستقبل، فهل كان أحد يتوقع أن ينعكس ما قدمناه في التسعينيات من خلال فيلم «طيور الظلام» الآن، إذن فهو توقع وقراءة للمستقبل، وعندما قدمت مسلسل «قضية رأى عام» تعرضت للهجوم واتهمونى بتشويه صورتنا، على أساس أن المجتمع لا يوجد فيه اغتصاب وأيضا الموقف نفسه في مسلسل «فى إيد أمينة» عندما تطرقت لقضية بيع الأعضاء البشرية قيل وقتها إن هذه التجارة غير موجودة في مجتمعنا وغيرها الكثير الذي قدمناه في أعمالنا منذ سنوات ويعانيه المجتمع في الوقت الحالى.
وأعربت يسرا عن سعادتها بكلمات الرئيس واعتبرتها مسؤولية كبيرة لأنه يعرف أن هناك من سيتأثر بها كفنانة. وقالت: في الوقت نفسه الرئيس لم يقصد يسرا أو أحمد السقا بشخصيهما تحديدا ولكنها كانت رسالة لكل الفنانين لذلك فأنا أرى أن كلمة الرئيس مسؤولية على الفنانيين جميعا، ولم أغضب إطلاقا مما قاله لأننا بالفعل سنحاسب على ضمائرنا وأمانتنا في عملنا، وهل قدمنا شيئا إيجابيا وجيدا للناس أم لا؟
وأشارت يسرا إلى أن الفن يمر بأزمة وليس من المنطقى تقديم أعمال تطرح قصص حب أو تتحدث عن الأمان الذي نعيش فيه وقالت: إن التغيير لن يحدث في يوم وليلة بل سيستغرق وقتا طويلا ويحتاج إلى تضافر جهود جميع العاملين بالفنون والإبداع.
وعن انعكاس كلمة الرئيس عليها شخصيا قالت يسرا: طوال عمرى وأنا مهتمة بتقديم قضايا في أعمالى، وبنظرة سريعة إلى ما قدمته من أعمال طوال مشوارى سنجد أننى قدمت أكثر من 80 فيلما أكثر من نصفها طرح العديد من القضايا التي يواجهها المجتمع وتحدثت فيها بأمانة وجرأة شديدة لأننى أعمل مع كتاب ومخرجين يدركون الخطر المحيط بنا، ولذلك أرى أنه أن الأوان أن نبدأ بتقديم مثل هذه الموضوعات.
وأوضحت يسرا أن خطاب الرئيس لم يقتصر على الفن ولكنه تطرق لحرية التعبير والإعلام والموارد الاقتصادية وغيرها من القضايا الأخرى.
وشددت على اهتمامها بحضور احتفالات عيد الشرطة حيث سبق أن حضرت احتفال العام الماضى وقالت: كنت حريصة على التواجد هذا العام أيضا، لأننى مصرة على دعم شهداء الشرطة منذ بداية الثورة ولدى استعداد لدعم شرطة بلادى لأنه من غير شرطة أو جيش أو قضاء أو تعليم أو اقتصاد قوى لن نتحرك للأمام، ويجب أن تستعيد كل هذه العناصر قوتها حتى نبنى بلدا قويا، لأن مصر هي العمود الفقرى للوطن العربى بالكامل، وأى اهتزاز أو ضعف لها سيؤثر سلبا على الجميع.
وأضافت أنه بعد الانتهاء من الاحتفال اتجهت مع الدكتورة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، لحضور مؤتمر آخر بعنوان «هى والإرهاب» لأن 35% من الأسر المصرية الآن تعولها امرأة ويجب أن ندعم هؤلاء السيدات لأنهن شريك قوى ومؤثر في هذا المجتمع.
