x

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: مصر آمنة من «تسونامي المتوسط» (حوار)

الخميس 22-01-2015 22:06 | كتب: محمد رأفت |
المصري اليوم تحاور «الدكتور حاتم عودة»، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية المصري اليوم تحاور «الدكتور حاتم عودة»، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية تصوير : أيمن عارف

قال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية، إن مصر آمنة تماماً من تأثير بؤرة الزلازل التى أصبحت موجودة بالبحر المتوسط، لكنه حذر من حدوث كارثة فى منطقتى 15 مايو والمقطم بسبب تركيبة التربة فيهما التى لا تصلح لإنشاء كيانات عمرانية بهما. وأضاف فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن المعهد ساهم فى مشروعات التنمية فى مصر خاصة مشروع محور قناة السويس، ومشروع المليون وحدة، واختيار موقع محطة الضبعة النووية، مشيراً إلى أن المعهد خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير، يواجه مشكلة كبيرة بشأن سرقة المحطات الخاصة برصد الزلازل وهناك شبكة جديدة يتم إنشاؤها للإبلاغ عن أى تشققات أو شروخ قد تحدث فى الأنفاق الحيوية على مستوى مصر.

■ كيف ترى دور معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية حالياً؟

- يساهم المعهد فى مشروعات التنمية فى مصر، على رأسها اختيار محور قناة السويس، والمبادرة الأخيرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، للمساعدة فى تنمية إقليم حلايب وشلاتين، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة، إضافة لاختيار مواقع مشروع المليون وحدة سكنية، للحد من الكوارث خاصة الزلازل، ومنطقتا 15 مايو والمقطم، خير دليل على ذلك بعد ظهور نسبة كبيرة من الحجر الجيرى فيها والذى يعمل على الإخلال بالمنطقة العمرانية، ما قد يؤدى إلى حدوث كارثة على المدى البعيد، وللمعهد دور رئيسى فى اختيار منطقة الضبعة عام 2005، وهو صاحب قرار صلاحية الأرض لإنشاء المحطة النووية.

■ هل هناك مشاكل تواجه المعهد خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير؟

- نواجه مشكلة كبرى عقب الثورة وهى سرقة محطات رصد الزلازل، أكثر من 20 مرة، علما بأن تكلفة المحطة الواحدة تتجاوز 250 ألف جنيه.

■ ما هو المطلوب لمواجهة تلك السرقات المتكررة؟

- لن تتحقق مواجهة السرقات إلا بعودة الأمن بشكل كامل، كما كان عليه قبل ثورة يناير، خاصة فى مناطق سيناء، والبحر الأحمر، التى تشهد أكثر نسبة حوادث.

■ هل هناك مشكلات تواجه المعهد خلال العمل؟

- تخيل أن معهد الفلك التابع لوزارة البحث العلمى، لم يحصل منذ قرابة 10 سنوات، على رخصة لبناء معامل وقاعات للاجتماعات والمؤتمرات العالمية التى ينظمها، والتى كان آخرها «المؤتمر العربى الرابع للفلك والجيوفيزياء» وحضره عدد كبير من وزراء العرب وأفريقيا وأوروبا فى البحث العلمى، وهو ما جعلنا نستأجر خيمة بتكلفة 30 ألف جنيه.

■ هل الميزانية المخصصة من جانب وزارة البحث العلمى للمعهد كافية؟

- هناك زيادة حدثت خلال الفترة الحالية فى الميزانية، عقب إقرار الدستور الجديد، ونطمح فى المزيد حتى نكون قادرين على شراء أفضل الأجهزة المتطورة فى العالم.

■ ماهى آخر التطورات حول مرصد القطامية خاصة بعد أن تردد إنشاء منطقة إدارية على طريق السويس؟

- هناك مشاورات حدثت بالفعل من جانب المعهد، حول هذا الشأن، واجتمع رئيس قسم الفلك بالمعهد، خلال الأيام القليلة الماضية وكل من وزير البحث العلمى ووزير الإسكان، لتوضيح الأضرار الجسيمة التى ستحدث فى حالة تنفيذ هذا المشروع، إضافة إلى ضرورة نقل المرصد حتى لا يتسبب النمو العمرانى فى تقليل كفاءته، حيث إن جميع المراصد فى العالم محمية بمحيط دائرى يبلغ 30 كيلو مترا، خالية من أى مصدر للإضاءة أو الضوضاء العالية.

■ فى حال إنشاء المنطقة العمرانية بجوار مرصد القطامية كيف سيكون موقف المعهد وهل سيكون هناك بدائل أخرى؟

- فى البداية يجب التنويه بأن المرصد هو الوحيد فى مصر، والأكبر فى الشرق الأوسط، والوطن العربى، وثانى أكبر مرصد بعد مرصد جنوب أفريقيا، وعملية نقله ستكون مستحيلة، وبناء عليه سيتم إنشاء مرصد آخر بتكلفة تقدر بأكثر من 500 مليون جنيه، وهناك اقتراح نأمل تنفيذه خلال السنوات المقبلة لتجهيز مرصد جديد فى مدينة سانت كاترين، باعتبار أنها منطقة منعزلة عن المجتمعات العمرانية.

■ كيف تفسر الاختلاف الدائم حول رصد البحوث الفلكية فى «مطالع الأهلة» فى الدول العربية؟

- حالياً هناك دراسة وتوصيات بإنشاء قمر صناعى يعمل بالليزر يتم إطلاقه من القاهرة، للحد من اختلاف «مطالع الأهلة» حتى لا يكون هناك اختلاف دائم حول استطلاع الأعياد واختلاف مواقيت الصلاة.

■ هل هناك أجهزة حديثة تعمل فى الكشف عن حدوث أى من الكوارث قبل وقوعها؟

- بالفعل هناك شبكة جديدة تعمل بالليزر، لرصد ومشاهدة ما يشكل خطراً بالنسبة لحالات الشروخ والتشققات التى تحدث فى الأنفاق الحيوية فى مصر، مثل نفق الشهيد أحمد حمدى، وستعمل هذه الأجهزة على رصد تلك الحالات قبل وقوعها.

■ تردد فى وقت سابق تعرض مصر لتسونامى خلال السنوات المقبلة؟

- ليس هناك أساس من الصحة حول تعرض مصر لذلك، والشبكة القومية للزلازل رصدت بالفعل عام 2013 مؤشرات حول ارتفاع شدة حدوث الزلازل فى منطقة شمال البحر المتوسط‏، لكن مصر ستكون بعيدة عن ذلك الطوفان، والمعهد يعمل على كشف مبكر عن طريق تطوير البرامج وتدريب الكوادر وتجديد قاعدة البيانات بشكل مستمر.

■ كيف ترى دور المعهد خلال الفترة الحالية؟

- المعهد له دور كبير على أرض الواقع، خاصة فى التنمية المستدامة، والعديد من الأبحاث العلمية، خاصة أبحاث الشمس والزلازل والجيوفيزياء، وتم شراء أجهزة تليسكوب بمليون و250 ألف جنيه لتسهيل مهمة إعادة القياسات من خلال مناطق مختلفة بالجمهورية.

■ هل هناك دور لشباب الباحثين من خارج المعهد؟

- المعهد يخدم جميع خريجى الجامعات فى الفلك والجيوفيزياء، ويتم تدريبهم بعد السنة الثالثة كما أن المعهد لم يتأخر عن أى من الخريجين، وهناك عدد كبير سافر للخارج للحصول على دكتوراه والاستفادة من المؤتمرات وغيرها من ورش العمل التى تقام بشكل مستمر، والعام الجارى شهد حصول 7 باحثين على دكتوراه من أمريكا والمانيا وفرنسا وتشيلى.

■ ما رأيك فى البحث العلمى فى الوقت الحالى؟

- يجب ربط البحث العلمى بالدولة وتغيير طريقة التعليم بشكل جوهرى، بحيث لا تعتمد على الحفظ، ويكفى أن ترى مشهد التلاميذ الذين يحملون شنطاً ضخمة على ظهورهم، بدلاً من تعليمهم التفكير العلمى.

■ هل هناك ما يهدد سلامة السد العالى؟

- السد العالى مقاوم للزلازل وتم إنشاؤه بشكل عبقرى، على الرغم من أنه ليس سدا بنائيا، بمعنى أنه ليس هناك حوائط، كما أنه تمت الاستعانة بالحجر الرملى النوبى فى إنشائه، وتم عمل حائط صد ثم تفريغه، بحيث لو حصل هزة أرضية يكون هناك السد «الركامى»، يتحرك وحدة واحدة دون حصول أى مخاطر للسد.

■ هل هناك تشريع يلزم المواطنين بإخطار المعهد قبل بناء أى من المناطق السكنية لتفادى المخاطر الطبيعية؟

- مصر بها غابة من التشريعات والقوانين لم تنفذ، ويجب أن تكون هناك إرادة لتطبيق ما نملكه من تلك التشريعات، والتنسيق بين كافة الجهات المعنية لتقليل المخاطر الطبيعية وتقليص إجراءات استخدامات الأراضى وتصريح المبانى فى أماكن محددة للحدّ من تلك المخاطر.

■ كم عدد محطات الرصد على مستوى الجمهورية؟

- يبلغ عدد المحطات 68 محطة تمت سرقة 21 محطة منها بعد ثورة يناير، والغريب فى ذلك أن ما تتم سرقته يمثل البطاريات العادية وجهاز استقبال للقمر الصناعى، وخلية شمسية، وتباع تلك الأشياء بعد ذلك «خردة».

■ هل هناك محطات بالقرب من مناطق أثرية؟

- يوجد بالفعل محطة داخل منطقة سقارة الأثرية، والمضحك أنه تمت سرقتها 3 مرات فى أسبوع واحد على الرغم من وجود أمن فى المنطقة لحراستها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية