x

ناجح إبراهيم يا قوم: لا تعرفوا الرسول من خلالنا ناجح إبراهيم الخميس 22-01-2015 20:54


إلى كل غير المسلمين فى الغرب والشرق: نأسف أننا لم نعرفكم بنبى الإسلام العظيم جيدا، ونعتذر أننا جميعا قدمنا الصادق الأمين بصورة نفرتكم عنه وجعلتكم لا تقدرونه حق قدره.. هذا ذنبنا الذى نعترف ونقر به.. ولذا ننصحكم ألا تعرفوا نبينا من خلالنا أو من خلال مسلمى هذه الأيام.. أو من خلال دولنا وحكوماتنا العربية أو الشرق أوسطية أو من خلال الحركات الإسلامية سواء كانت سنية أو شيعية.. أو من خلال الأحزاب السياسية.

كلنا لم نقدم الرسول العظيم إلى الغرب أو الشرق تقديما حسنا يليق بمكانته وصفحه وعفوه وكرمه وشجاعته ورحمته للعالمين.

أيها الغرب والشرق: اعرفوا الرسول من سيرته ورسالته وهديه وأحاديثه وتعاليمه وأخلاقه.. اعرفوه من القرآن قبل أن تعرفوه منا.. اعرفوه من ربه ومولاه خالقكم وخالق الأرض والسماء الذى مدحه من فوق سبع سماوات «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ».

اعرفوه من بشارة عيسى وموسى.. اعرفوه من حديثه المبجل والمهذب عن أنبياء الله السابقين ومدحه لهم جميعا.. فهو دعوة أبيه إبراهيم، وبشرى أخيه عيسى، وهو الذى قبل نصيحة أخيه موسى، عليهم جميعا السلام، فى طلب التخفيف من ربه فى الصلاة.

إنه محمد (ص) الذى أصبح البعض الآن يمثل مشروع إساءة له.. إما بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر، بإساءة تقديمه للآخرين ومجافاة هديه وطريقه القويم.

يا قوم، إنه محمد (ص) الذى كان يجيب دعوة الخادم والجارية.. ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن ويكافئ عليها بالمزيد.. ويعود المرضى ولو كانوا فى أقصى المدينة.. ويعصب الحجر على بطنه من الجوع وهو يستطيع أن يملك خزائن الأرض.. فقد خيّره الله بين أن يكون ملكا رسولا مثل داوود وسليمان، وبين أن يكون عبدا رسولا.. فتواضع لربه وهضم ذاته رضا لمولاه سبحانه واختار أن يكون عبدا رسولا.. وكان يأكل مما يأكل الناس ويشرب مما يشربون.. ويجوع يوما فيصبر ويشبع يوما فيشكر.. ولا يُطبخ فى بيوته بالثلاثة الأشهر وهو راض عن ربه ومولاه.

يا قوم، هذا هو محمد (ص) يأكل مما يجد ويلبس ما يجد.. ويركب أى شىء.. فقد ركب الفرس والبغل والبعير وكان يردف خلفه.. وقد كانت الملوك تأنف من ركوب هذه الدواب وتأبى من أن تردف خلفها فتسير فى مواكب الأبهة والعظمة.

هذا هو محمد (ص) الذى كان يخصف نعله ويرقّع ثوبه ويخدم زوجاته.. ويكون فى مهنة أهله.. وكان إذا غضب من زوجاته أو غضبن منه لا يطردهن من البيت قائلا: «اذهبى إلى بيت أبيكِ» كما نفعل نحن اليوم.. فكان يذهب هو إلى بيت أبيه «كما عبر البعض»، أى إلى المسجد.. وينام فيه على الحصير حتى يؤثر فى جنبه الشريف فيبكى الفاروق عمر عليه متعجبا وهاتفا: «ملوك كسرى وقيصر ينامون على الفُرش والبُسط ورسول الله ينام على الأرض».. فيرد بابتسامة الزاهد الواثق بربه والمتواضع لخلقه: «أولئك قوم عُجلت لهم حسناتهم يا عمر».

هذا هو محمد (ص) الذى لم ينطق بكلمة فحش قط.. فلم يكن فاحشا ولا متفحشا.. ولا غيابا ولا عتابا.. يدعو لقريش وثقيف وقومه الذين آذوه ولم يدع عليهم.. يحب المساكين ويرحمهم ويدعو ربه: «اللهم أحينى مسكينا، وأمتنى مسكينا، واحشرنى فى زمرة المساكين».

ويفتقد عجوزا تكنس المسجد فيسأل عنها فيخبرونه بموتها، فيحزن ويسأل عن قبرها فيزوره.. وكان يصل رحمه ويتحبب إلى الناس بالبر والمعروف.. ولا يحقد على أحد.. ويقبل معذرة من اعتذر.. وكان لا يبيت وفى بيته دينار ولا درهم حتى ينفقه فى سبيل الله أو فى وجوه الخير.. وكان يقول: «لا تحدثونى عن أصحابى إلا بخير، فإنى أحب أن أخرج إليهم سليم الصدر».. وكان ييسر ولا يعسر، ويبشر ولا ينفر، ويجمع ولا يفرق.. ولم يضرب أحداً بيده، ويغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وينصح أصحابه مرارا: «لا تغضب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية