قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن الشيعة يشكلون أقل من 1% من سكان مصر، ويتم التعامل معهم على أنهم «طائفة غير رسمية»، مشيرة إلى أن مصر كانت من الدول التى عاش فيها تجمع شيعى صغير لقرون.
وذكرت الصحيفة فى مقال للكاتب برايان وايتاكر، أن «هناك خوفا من تنامى النفوذ الشيعى لدى الأنظمة السنية العربية فى الشرق الأوسط»، مستندة إلى محاكمة الشيعة الستة فى الأردن مؤخرا بتهمة الترويج للفكر الشيعى والتحريض على التشيع فضلا عن القبض على خلية «حزب الله» فى مصر.
وأشارت إلى أن النظم العربية السنية تستغل «الأسس الدينية» بشكل متزايد لإثبات دعاواها بأنهم أصحاب «الشرعية» خلال السنوات السابقة، كنتيجة أساسية لحرب العراق التى أتت بالنفوذ الشيعى إلى بغداد والذى يديره فعليا رجال القصر الحاكم فى طهران.
ورصد الكاتب فى مقاله الذى حمل عنوان «عدو الإسلام الداخلى» أنه من وقت لآخر كانت هناك «ثورة» فى العناوين المثيرة فى الإعلام ضد الشيعة تتشابه فى حدتها مع مقالات الصحف الغربية التى تزعم أن المسلمين يسيطرون على أوروبا، موضحة أن هناك مجلة مصرية حذرت من أن الخطر الحقيقى على مصر والدول السنية ربما فى التحول للمذهب الشيعى.
وأشار إلى أنه يتم النظر إلى الشيعة المسلمين فى الدول السنية على أنهم «طابور خامس» مع التأكيد على عدم ولائهم وانتمائهم، على الرغم من أن نسبتهم داخل العالم الإسلامى لا تتعدى 15% حتى وإن كانوا أحدثوا عددا قليلا من التحول الشيعى بين المسلمين السنة.
وتعجب الكاتب من أنه على الرغم من أن الأحداث الأخيرة «أيقظت» الفضول وربما الإعجاب أحيانا حول الشيعة بين المسلمين السنة، فإن الموقف الإيرانى من البرنامج النووى انعكس على تأثير أداء الأنظمة العربية السنية والذى ظهر جليا فى هزيمة حزب الله لإسرائيل فى حرب لبنان عام 2006.
ووصفت الصحيفة الموقف تجاه إيران بـ«المحير»، إذ إنه تتزامن علاقات الشيعة المسلمين بإيران بما فيها النظام الإيرانى، مع قدرة إيران السياسية الموازية للمجتمع اليهودى وسياسات الحكومة الإسرائيلية وخلافاتها حول معاداة السامية.
وتطرقت إلى أن القلق من إيران ليس مقصوراً على الأنظمة السنية فحسب، وإنما الجماعات الوهابية والسلفية أيضا، خاصة أن فكرها لا يرحب بفكرة التواجد أمام الرأى العام، مقترحة أن يسعى المسلمون العرب إلى بديل آخر لتفسير إيمانهم ليفتح أعينهم على أفكار واحتمالات جديدة وربما على المدى الطويل يكون هو الأمر الوحيد ذا الجدوى.
من ناحيته، صرح الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الدينية ورئيس القطاع الدينى، لـ«المصرى اليوم» بأنه لا يوجد أى خوف من انتشار «التشيع» فى مصر،
قائلا: «لا وجود ولا مكان للشيعة فى مصر لأن مصر دولة سنية وجميع المساجد الموجودة بها سنية فقط».
وأضاف: «لا يعنى حب المصريين لآل البيت السماح ببناء مساجد للشيعة فى مصر، لأن المصريين من أكثر الشعوب حبا لآل البيت إلا أن هذا الحب يختلف عن الشيعة الموجودة فى إيران».
وحول وجود مطالب ببناء مساجد للشيعة فى مصر، وتقدم أى جهة أو أشخاص بهذا الطلب، نفى عبداللطيف ذلك بشدة، وقال: «لم يتوجه إلينا أى فرد أو أى جهة بمثل هذا الطلب وإذا حدث وتقدم به أحد فسيكون مصيره الرفض».
وتساءل عبداللطيف: «أين هم الشيعة فى مصر حتى وإن كانت نسبتهم 1% فلا يعتد بها لأن الشعب المصرى (سنّى دماً ولحماً)».