أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن توقيع بروتوكول التعاون مع مؤسسة «المصري اليوم»، رغبة من دار الإفتاء في الاستفادة من التجارب والخبرات الصحفية العديدة التي تتميز بها الجريدة، مشيرا إلى أن الصحافة والإعلام من أهم الركائز في المرحلة الراهنة.
أخبار متعلقة
وأضاف «علام»، في كلمته خلال توقيع بروتوكول التعاون مع «المصري اليوم»، أن هناك جذورا اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الديني، الذي يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفي الأحياء العشوائية، مشيرًا إلى أن معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة، ما لم يكملها جهد ثقافي لنشر الوعي الديني للشباب والفئات المهمشة، وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة، لافتا إلى أن ذلك لا يكون إلا عبر وسائل الإعلام، لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم.
وشدد المفتي على التعويل على الإعلام في تنوير وتبصير الناس، وتعريفهم بثقافة الاستفتاء، قائلا: «نحن نريد من الإعلام الإنارة والتبصير وأن نغذي أنفسنا فكريًا، لا أن نثار، لأن الإثارة شىء وقتي لا يدوم»، مشيرا إلى المسؤولية الأخلاقية الكبيرة لأجهزة الإعلام، مؤكدا وجوب إيجاد ميثاق شرف إعلامي، خاصة في المرحلة الدقيقة الراهنة، وأيضا التدقيق في العلماء الذين يخرجون على شاشات الفضائيات وصفحات الصحف ومواقع الإنترنت.
وطالب «علام» وسائل الإعلام بتبنى قضية تنوير المجتمع وبث روح الثقافة الراقية بين الناس، وتحري الدقة والحصول على المعلومة من مصدرها، مؤكدا أن دار الإفتاء تعتبر شريكًا فاعلاً في كل الأحداث بل ومؤثرًا، ولم تقف يومًا أمام أى إساءة توجه إلى الإسلام والمسلمين موقف المتفرج، بل ترد عمليًّا بنشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات، وتوفد علماءها في بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، لافتا إلى أنها قادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام، ولتصحيح صورة الإسلام ونبي الرحمة، حيث شارك قبل أسبوع الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتي، بأسبوع التوعية بالإسلام في مدينة نيويورك، تضمنت الجولة إلقاء عدد من المحاضرات عن نبي الرحمة في جامعات ومدارس وكنائس المدينة الأمريكية، وشملت عقد عدة ندوات ومحاضرات دينية، والإجابة عن الاستفسارات الدينية للجاليات الإسلامية، ولقاءات إعلامية موسعة لتوضيح الموقف من كافة الأمور والمستحدثات والتطورات والقضايا الراهنة.
وأوضح «علام»: «إننا دعونا إلى التعامل مع إعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول في مجلة شارلي إيبدو بالحكمة لا بالحماقة، وطالبنا بعدم تكرار سيناريو الدنمارك السيئ الذي مازلنا نعاني من تبعاته، ودائمًا ما نعرض جهود دار الإفتاء الحثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة، ووجهنا رسالة مهمة إلى الجاليات المسلمة في دول أوروبا، بالاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم ونبذ التطرف وإعلان موقف موحد ضد الإرهاب».
