حتى فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية الكُمّل، والكمال لله وحده، يشمت ثعالب الإخوان الصغيرة فى موتها، وينذرون بعذاب أليم من استنّ بسنتها فى حب مصر، يا نهااااار أسود، ماذا تتمنون إذاً للمناهضين للإخوان، المتصادمين معهم، الرافضين لوجودهم كجماعة أصلاً.
مثلا الدكتور رفعت السعيد، الأب الروحى لحزب التجمع، صنّفه مهدى عاكف، الأب الروحى لجماعة الإخوان، ذات حوار أيام مبارك، بأنه عدو لدود للإخوان، وقال للمرحوم محمود فوزى على شاشة «المحور» أعداء الإخوان اثنان لا ثالث لهما، رفعت السعيد وحمدى رزق (مع فارق القامة والمقام للدكتور رفعت)، وفق هذا التصنيف آخرتنا سودة يا دكتور، فى يقين الإخوان على النار حدف.
تخيلوا من اغتبط لرحيل «فتونة» الرقيقة التى لم تهش عصفورة، وشمت ولعن وتوعدها أخروياً بعذاب مقيم، ولم تُضبط قائلة شيئاً فى حق الإخوان والتابعين، فقط ماتت مطمئنة، ما بالك بشخص الدكتور رفعت السعيد، عليه من الآن وصاعداً أن يستعد ليس لمواجهة ملك الموت فحسب، وهذا حق، بل لمواجهة كتائب الإخوان الشامتة على الفيس بوك، وبغبغاواتهم على فضائيات رابعة وأخواتها.. ومكملين.
أعلم جيداً ماذا سيقولون عن موتى إذ فجأة، أقلها هذا جزاء الظالمين، أخذه سبحانه أخذ عزيز مقتدر، قالوا مثل هذا فى موت الكبير أبوالعز الحريرى، من يشمت فى موت فاتن حمامة ماذا ادخر لموت الفنانة إلهام شاهين، أطال الله فى عمرها.
لا أراكم الله مكروهاً، ربنا يطول فى عمر بقية الفنانين والمفكرين والمبدعين الرافضين للأخونة، والمحبين السيسى، ويظلون يحرقون قلوب الإخوان والتابعين غير آبهين بتخرصاتهم وما يدعون.. أتأسف للدكتور رفعت السعيد وللفنانة إلهام شاهين ابتداءً، القافية تحكم، ربنا يطول فى عمرهما، رغم أنف الإخوان والتابعين.
وقعة سودة لو غادرنا شاعر كبير مثل أحمد عبدالمعطى حجازى، له العمر الطويل، ستكون مذبحة فيسبوكية، ولا عذاب القبر، من رحمة ربنا بعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين أن رحل قبل ظهور الفيس بوك، ولم يمتلك حسابا على تويتر.
أعتقد أن الصحفى الرقيق إحسان عبدالقدوس، وقد مرّ على رحيله ربع قرن، مات هانئاً فى قبره لم تلحقه سخافات الإخوان والتابعين، ما كان ليغفر له عندهم كون ولده محمد عبدالقدوس أخاً منهم، فى الشماتة لا يعرفون أبوهم، يشمتون حتى فى الأخ كمال الهلباوى لو تعثر فى حجر بالطريق، والذى قضى عمره فى الدعوة التى يعتقدون.
دعاء بالرحمة لـ«فتونة» وللجميع، ألم تنظروا البسطاء فى جنازتها منتحبين، أأنتم فقط المسلمون، حاجزين الجنة بوضع اليد؟ الرحمة تجوز على الميت والحى، ولكن هؤلاء لا يعرفون رحمة، ولا يترحمون، ولا يعتبرون لموت، ولا يقولون كما قال الرسول الكريم عند فقده ولده «إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون».