x

ننشر النص الكامل لكلمة السيسي في عيد الشرطة

الثلاثاء 20-01-2015 17:40 | كتب: فتحية الدخاخني |
عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يشهد الاحتفال بعيد الشرطة، من مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، 20 يناير 2015. عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يشهد الاحتفال بعيد الشرطة، من مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، 20 يناير 2015. تصوير : آخرون

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح الثلاثاء، الاحتفال بعيد الشرطة، وكان في استقباله لدى وصوله المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، كما حضر الاحتفال لفيف من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة والشخصيات الدينية والعامة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قام فور وصوله إلى مقر أكاديمية الشرطة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعاً مع بعض قيادات وزارة الداخلية.

وعقب الاستماع إلى كلمة وزير الداخلية، قام الرئيس بتسليم أوسمة لأسر 41 شهيداً من شهداء الشرطة، ثم ألقى كلمته ومن حوله مجموعة من أبناء شهداء الشرطة الأبرار، كان نصها:

أعضاء هيئة الشرطة..

الســـيدات والســـادة..

نحتفل اليوم بعيد من أعيادنا الوطنية المجيدة‏.. ‏يوم تتجسد فيه أسمى معانى العطاء.. وتتجلى فيه الروح الوطنية المخلصة.. لرجال من أبناء مصر الأوفياء.. عهدنا فيهم عبر تاريخ مصر الطويل.. أن يكونوا دائماً فى طليعة المدافعين عن أمن وسلامة الوطن..‏ رجال آمنوا برسالتهم وتفانوا فى العطاء لوطنهم.. ودافعوا وذادوا عنه بأرواحهم.. فضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والفداء‏.‏

إن احتفالنا اليوم بعيد الشرطة.. هو مناسبة نستدعى فيها من ذاكرة الوطن أياما خالدة لرجال الشرطة المصرية.. الذين خاضوا أشرف المعارك من أجل أن يأمن كل مصرى على حاضره ومستقبله.. حيث تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة والستون لبطولات رجال الشرطة فى الإسماعيلية.. وصمودهم وبسالتهم فى مواجهة قوات الاحتلال .. دفاعاً عن كرامة الوطن وكبريائه.. إن هذا اليوم سيبقى فى تاريخ مصر وذاكرة أبنائها .. رمزاً لتمسك شعبنا بعزته وسيادته على أرضه.. ودليلاً على وطنية أبنائه من رجال الشرطة.

وسيظل التاريخ يحفظ لرجال الشرطة.. دورهم فى إرساء قواعد الأمن والأمان على أرض مصر.. والحفاظ على حقوق الإنسان المصرى.. ومواجهة كل المحاولات الدخيلة للإخلال بنظام مجتمعنا والمساس بقيمه الأصيلة ‏.‏. كما سيسجل التاريخ ما خاضه جهاز الشرطة ورجاله الشرفــاء - بمعاونــة مختلــف الأجهزة المصرية - من معارك باسلة فى مواجهة الإرهاب .. الذى تواجهه مصر .. وتتحمل مسئوليتها فى مكافحة هذه الظاهرة البغيضة .. وقد حذرت مصر العالم من عواقب الإرهاب .. وكانت فى طليعة من تصدوا لمحاصرته وتجفيف منابعه .. ولم تكتف بذلك بل نادت بأن تكون للمجتمع الدولى وقفته فى مواجهة هذا الخطر الكامن .. الذى صار يهدد كل طموحات شعوب العالم .. وتطلعاتها لتحقيق الأمن والسلام .. والاستقرار والتنمية.

[مداخلة: التنبيه من المخاطر التى تواجه الدولة.. مصر تدفع ثمن استقرار المنطقة العربية.. ستنتصر مصر].

الإخوة والأخوات..

لقد تفاقم الإرهاب فى الأعوام القليلة الماضية .. وصار يمثل ظاهرة عالمية .. تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات .. تستهدف ترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعى.

إن ما تشهده سيناء من عمليات عسكرية وأمنية تستهدف إقرار الأمن والنظام .. يُعد عملا من أعمال السيادة .. وحقا من حقوق الدولة المصرية .. وهو الحق المكفول لكل الدول فى السيطرة على أراضيها وتأمين حدودها .

[مداخلة: استعراض بعض ملامح العمليات الأمنية فى سيناء، حيث تم قتل 208 شخص رفعوا السلاح فى مواجهات مع الدولة، والقبض على 955 شخص، ثم تم إطلاق سراح نحو نصفهم فى إطار احترام دولة القانون.. الموقف فى سيناء تغير كثيراً ومواجهة الإرهاب ستمتد لفترة، مع حرصنا على عدم وقوع ضحايا من المواطنين الأبرياء، كما ينبغى محاربة الفكر البغيض الذى يقف وراء الإرهاب وسقوط الضحايا الأبرياء].

أبناء شعب مصر العظيم..

إن تثبيت دعائم الدولة المصرية وتعزيز أمنها القومى .. وما يرتبط به من تعظيم لقدراتنا الاقتصادية وتعزيز لمواقفنا السياسية .. يعد الأولوية القصوى التى يتعين أن تقود إرادتنا الوطنية .. وتضبط تحركاتنا السياسية نحو الطريق الصحيح .. الذى يحقق طموحات وتطلعات الشعب المصرى نحو السلام والتنمية‏ ..‏ واقتناعنا راسخ بأن مصر القوية هى دائما فخر لأبنائها وسند لأمتها‏ .‏

إن الجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تؤتى ثمارها‏.. أو تحقق الأهداف المنشودة منها .. دون أن يتوافر للمجتمع مناخ مستقر وآمن .. يساهم رجال الشرطة البواسل فى إرساء دعائمه .

الإخــــوة و الأخــوات..

أعضاء هيئة الشرطة..

إن تعميق أسس الديمقراطية فى مجتمعنا .. بكل ما يعنيه من مباشرة المواطن لحقوقه السياسية .. فى مناخ من الحرية الكاملة .. إنما يتطلب نهجا واضحا من الدولة والمواطن فى الحفاظ على المناخ الديمقراطى الآمن .. الذى يكفل له ممارسة جميع حقوق المواطنة .. ويطالبه فى ذات الوقت بأداء ما عليه من واجبات تجاه وطنه ومجتمعه .. فتحقيق التوازن بين حقوق المواطنة وواجباتها .. لابد أن يتم فى إطار واضح ومحدد لمسئولية الدولة والمواطن ..تقوم الشرطة بدورها فى الحفاظ عليه وفقاً للقانون وتحت سيادته‏ ..‏ وبذلك يتحقق الأمن بمفهومه الشامل .. الذى يولى الأولوية القصوى لحماية حرية المواطن .. وتيسير مشاركته فى فعاليات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. فى مناخ يتسم باحترام المواطن وضمان أمنه.

[مداخلة: إن الأحداث التى شهدتها مصر أثرت سلباً على الاقتصاد وخسر قطاع السياحة وحده 40 مليار دولار .. إن المطالبة بالحقوق لا تعنى إلحاق الأذى بمصالح الوطن .. التأكيد على أهمية التكاتف الوطنى وإدراك ضرورة الحفاظ على ثوابت الدولة.. التأكيد على الحرص الكامل على حقوق الإنسان .. لا يمكن القبول بأية تجاوزات .. كما لا يمكن قصر حقوق الإنسان على الحق فى التظاهر وإنما هناك العديدمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى يحتاجها ملايين المواطنين].

إن التطوير الذى ننشده لمجتمعنا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. يتعين أن يمتد ليشمل كافة المؤسسات والأجهزة الوطنية .. ومن بينها جهاز الشرطة المصرية .. وأعنى هنا التطور بمفهومه الشامل الذى يتضمن تطوير المناهج وأساليب التدريس وطرق التدريب .. والعودة إلى القيم الأصيلة للمجتمع المصرى التى يتعين أن تسود العلاقة بين المواطنين ورجال الشرطة .. فى إطار من التقدير لدورهم وجهودهم المبذولة لحفظ الأمن .. وفى سياق من الاحترام لحقوق المواطنين وحرياتهم .

[مداخلة: لقد تم تناول ذلك مع المجلس الأعلى للشرطة، فلا يجب أن نقل عن مستويات أجهزة الشرطة العالمية، هذا لا ينتقص من دور جهاز الشرطة، ينبغى أن يشعر المواطنون بالتغير الحقيقى فى أداء الشرطة، مع استمرار دورها فى الحفاظ على الأمن والاستقرار].

وأؤكد لكم أن مجتمعنا سيظل دائماً مجتمعا.. يقوم على المساواة فى حقوق المواطنة وتكافؤ الفرص بين الجميع‏ ..‏ يحترم كل الأديان ..‏ يرفض كل أنواع التمييز ..‏ لا يفرق بين مواطن وآخر بسبب الجنس أو الفكر أو العقيدة أو الدين‏ ..‏ فكلنا مصريون متساوون فى الحقوق وملتزمون بالواجبات‏.

إن المجتمع المتطور الذى ننشده.. لابد أن يحافظ على هذه القيم .. وأن يجعل منها منهاجا لحياته يؤكده فى سلوك يومى متحضر ‏..‏ وفى إطار من تعاون وثيق بين المواطنين ورجال الشرطة‏ .‏

أعضاء هيئة الشرطة الكرام..

لا يفوتنى فى مثل هذا اليوم.. أن أستدعى إلى ذاكرة احتفالنا بعيد الشرطة.. ذكرى شهدائها الأبرار الذين حملوا أرواحهم على أكفهم .. وجادوا بها رخيصة من أجل الوطن.. أبداً لن ننساهم .. فإن كانوا قد رحلوا عنا بأجسادهم .. فإنهم سيبقون لوطنهم فخراً.. وأؤكد لن ننسى أبناءهم وعائلاتهم .. سيظلون أخوة لنا وأبناء يحظون بكل التقدير والرعاية والاهتمام .. كما أتوجه بالتحية لرجال الشرطة البواسل .. الذين يشاركون فى بعثات حفظ السلام بالخارج .. تحت راية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى.. دفاعا عن قيم نبيلة وإرساء لأسس السلام والاستقرار .. وذلك جنباً إلى جنب مع إخوتهم من رجال القوات المسلحة .. كما أوجه التحية والتقدير للعاملين المدنيين فى جهاز الشرطة المصرية .. فهم جنود مجهولون يساهمون بفاعلية فى انتظام وحسن أداء هذا الجهاز الوطنى .

شعـــب مصـــر العظـيم..

رجال الشرطة الأوفياء..

إننى على يقين .. من أن كل مواطن مخلص على أرض مصر .. يقدر دور رجال الشرطة الشرفاء ‏..‏ ويعى أهمية ما يقومون به من مسئوليات ..

وما يبذلونه من جهود‏ .. وما يقدمونه من تضحيات .. من أجل الحفاظ على أمننا القومى واستقرار مجتمعنا‏ .‏. تحية لرجال الشرطة البواسل فى يوم عيدهم‏ .. تحية لشهداء الشرطة الأبرار الذين قدموا أرواحهم من أجل مصر ‏..‏ وتحية لشعبنا العظيم الذى يدعم حُماة أمنه .. الساهرين للحفاظ على كرامة الوطن وسلامة أبنائه فى حاضرهم ومستقبلهم.

‏حفظ الله مصرنا الغالية .. لتظل دائما وطنا للتآخى والتراحم‏ ..‏ وواحة للأمن والأمان .. ومنبراً للخير والعدالة والسلام‏.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية