فقدت «نسانجي»، كبرى مدن جنوب ملاوي، كل شيء في الفيضانات الكبيرة التي اجتاحت البلاد وباتت المياه تغمر المنازل والمدارس والبساتين باستثناء بعض الهضاب التي لجأ اليها الناجون الجائعون في ظروف يرثى لها.
وقال مدير مدرسة في قرية صيادين في «شمبوليكا» بالمنطقة، برايت شيبوجولا، وهي من القرى الأكثر تضررا من الكارثة التي أوقعت 176 قتيلا وتركت 200 الف مشرد على الصعيد الوطني: «لم يبق لدينا شيء، فقدنا كل شيء»، وأضاف: «انظروا هناك، حتى الاثنين الماضي لم تكن هناك تلك بحيرة».
ولزم التلاميذ منازلهم حتى اشعار آخر بعد إغلاق المدارس.
ويكسر الصمت هدير مروحية تبتسم له الوجوه ويركض الجميع إلى باحة المدرسة التي نجت من السيول التي صعدت فجأة، وتوزع المروحية شحنة من الطحين والذرة الصفراء اللتين تشكلان المادة الاساسية في التغذية المحلية.
وهذه المروحية العسكرية هي التي أنقذت العديد من الاشخاص الأسبوع الماضي لكن ما زال بعض السكان عالقين في الأماكن التي استطاعوا اللجوء إليها يائسين من التفاوض على سعر زورق مع الذين لم يفقدوا قاربهم.
وتقوم المروحية بجولتين وتلقي بطانيات وثمانين كيسا من الطحين، وهو ما يعادل وجبة غذائية لعائلة واحدة.
لكن ذلك لا يكفي كما قالت مسؤولة لجنة الحماية المدنية، موديستا باسيكولو، التي تنظم إيواء المنكوبين المصدومين من سرعة صعود السيول ومن مشاهدة جثث الغرقى الذين جرفتهم السيول.
وأضافت أن «الناس باقون على قيد الحياة بصعوبة والحكومة والمنظمات غير الحكومية تأخرت في الرد، وهل تستطيع مروحية واحدة توفير الطعام للجميع هنا؟».