تصدر عناوين الصحف النرويجية، الثلاثاء، لاعب منتخب بلادها وفريق سترومسجودست، مارتن أوديجارد صاحب الـ16 عام، بسبب موافقته على عرض ريـال مدريد الإسباني، مفضلًا النادي الملكي على عدد من الأندية الأوروبية التي طلبت الحصول على خدماته.
وخاض اللاعب عدة تجارب تدريبية في الفريق الأول مع بايرن ميونخ وليفربول وريـال مدريد ومانشستر يونايتد والعديد من الأندية الأخرى.
ولكن، ما المميز بلاعب أكمل عامه الـ16 الشهر الماضي؟، وما السبب في تلقيه عدة عروض من أكبر الأندية الأوروبية، للتدريب مع فريقها الأول؟
بدأت الهالة الإعلامية تتزايد حول مارتين أوديجارد بعد مشاركته مع الفريق الأول لنادي سترومسجودست أبريل الماضي، ومنذ ذلك الوقت تصدر اللاعب الشاب العناوين في بلده، حيث شارك في 25 مباراة في الدوري النرويجي، أحرز خلالها 5 أهداف وصنع 7 أهداف، ثم مشاركته في شهر أكتوبر الماضي مع المنتخب الأول للنرويج كأصغر لاعب في تاريخ المنتخب أمام الإمارات في مباراة ودية دولية.
مهاراته الفردية:
لفت أوديجارد الأنظار إليه بمهارته الفردية وسرعته في تبادل الكرة بين قدميه، بجانب رؤيته في الملعب، وذلك وفقًا لما قاله مدرب سترومسجودست السابق ومدرب سيلتيك روني ديلا، الذي كان يسعى شخصيًا خلف تعاقد فريق سيلتيك مع اللاعب النرويجي الشاب خلال الفترة الماضية.
تطور أوديجارد فنيًا وتفوقه على زملائه في فرق الشباب كان واضحًا لمدربي المنتخب النرويجي، وأجبرهم ذلك على تأهيله سريعًا لمنتخبات النرويج الأكبر عمرًا، حيث شارك مارتين في أربعة منتخبات مختلفه للنرويج بداية من منتخب تحت 15 عامًا وحتى المنتخب الأول خلال عام واحد فقط، بداية من أغسطس 2013 وحتى أغسطس 2014.
مدربه ووالده:
ولم يكن تطور أوديجارد وظهوره السريع فقط بسبب موهبته، فوالد اللاعب هانز إريك أوديجارد، وهو لاعب سابق لنادي سترومسجودست، في رصيده أكثر من 300 مباراة كمحترف في الدوري النرويجي، ويعمل كمدرب مساعد لنادي مجوندالين النرويجي، وكان له دورًا كبيرًا في تطور موهبة نجله سريعًا.
وتحدث هانز إريك في مقابلة سابقة مع التليفزيون النرويجي عن طريقة تدريبه لابنه في المنزل، بداية من سن مبكر للغاية.
ووفقًا لوالد اللاعب، فإنه بدأ في العمل مع ابنه في عامه السادس، حيث جعله يتدرب لعدة ساعات باستخدام الكرة، ولكن دون واجبات محددة، فكان يلعب مدافع وحارس وفي كل مركز ممكن فقط ليتأقلم على استخدام الكرة.
وعندما أتم أوديجارد عامه الثامن، قال والده إنه كان يكثر من تدريباته على التمريرات القصيرة والرؤية داخل الملعب، فكان يعتمد على شقيقه في تلك التدريبات التي كانت تدوم لـ8 ساعات يوميًا.
وأوضح الوالد أن تدريبات ابنه البدنية كان يكملها جميعًا باستخدام الكرة، ولا يوجد تدريب واحد بدون كرة.
يذكر أن نادي ريـال مديد قد قام أيضًا بعرض وظيفة مدرب لوالد مارتين أوديجارد في مدارس الناشئين بالنادي الإسباني، بجانب العرض الذي قدمه للاعب النرويجي والذي يقتضي تدريبه مع الفريق الأول والفريق الثاني لريـال مدريد والمشاركة في مباريات الفريق الثاني.
التأقلم مع الشهرة:
موهبة أوديجارد تبدو قوية وواضحة لكل من شاهد اللاعب على المستطيل الأخضر، ولكن هل يستحق هذه الضجة؟، فكثير من المواهب ظهرت من قبل وأطلق على العديد منهم اسم ميسي الجديد أو رونالدو الجديد، ولكن دائمًا ما تختفي هذه الموهبة سريعًا بعد الوهج الإعلامي في سن صغير، فلماذا قد يختلف الأمر مع مارتن أوديجارد ؟.
أوديجارد رغم صغر سنه، إلا أن ردوده إعلاميًا وعلى الصحفيين دائمًا ما توصف بالنضج، فدائما ما يفضل عدم الرد عند سؤاله بشأن العروض المقدمة إليه، وعند سؤاله بشأن الأرقام القياسية التي وصل إليها في سن صغير حيث أصبح أصغر لاعب أوروبي يشارك في تصفيات أمم أوروبا، أوضح سعادته بهذا الرقم، ولكنه أكد أيضًا أنه يتمنى أن يستمر في التطور، ولا يكون هذا هو رقمه الوحيد.
والد أوديجارد أيضًا قد يكون له دورًا هامًا في طريقة تفكير ابنه، حيث دائمًا ما يحلل مستواه، ويوضح نقاط ضعفه، وتحدث من قبل بأن مارتين يحتاج للعمل على تمريراته الطويلة والعمل على لياقته البدنية ليتفوق في الجري لمسافات طويلة.
وبعد انتقاله لريـال مدريد، يسعى النادي الإسباني في أن يتعلم أوديجارد اللغة الإسبانية سريعًا، فعلى الرغم من عدم إعلان النادي عن الصفقة رسميًا إلا أن قناة «La Sexta» الإسبانية أوضحت أن الملكي يبحث عن مدرس نرويجي- إسباني للاعب الشاب، حتى يتعلم الإسبانية سريعًا الأمر الذي سيسهل تأقلمه في مدريد.
يذكر أن أوديجارد أصبح العام الماضي أصغر لاعب يشارك ويسجل في الدوري النرويجي، وأصغر لاعب يشارك في تصفيات أمم أوروبا، وتُوج بجائزة أفضل لاعب شاب في النرويج العام الماضي.