قال الدكتور مراد وهبة، المفكر والفيلسوف المصري، والذي يعتبر من بين الـ 500 شخصية الأكثر شهرة في العالم، إن كل مبادرات التنوير في مصر تفشل، لأنه بدون إبداع لا يوجد بحث علمي، وبالتالي يظل التيار الأصولي، الذي يرفض إعمال العقل، مسيطرًا على المجتمع.
وأضاف «وهبة»، في حواره مع الإعلامية إيمان عز الدين، ببرنامج «بصراحة»، على فضائية «التحرير»، أن المادة الثانية من الدستور، تجعل كل الأحزاب دينية، لهذا فإن وضع مادة تمنع تكوين الأحزاب على أساس ديني، يخلق نوع من الحرج، لتعارض مواد الدستور مع بعضها، وأكد وهبة على أن مأساة ثورة الشباب تتمثل في غياب القيادة الفكرية، موضحًا أن أي ثورة يجب أن تقوم على أمرين، الأول هو نسف الوضح الحالي، والذي قامت ضده الثورة، والثاني إقامة رؤية مستقبلية بديلة.
وفي نفس السياق، اعتبر وهبة أن التيار الديني الأصولي متغلغل في كافة مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن المثقفين عجزوا عن تكوين تيارًا علمانيًا يقف في وجه التيار الديني الأصولي، مضيفًا أنهم لم يمتلكوا الشجاعة ليعلنوا عن علمانيتهم فقالوا «تيار مدني»، وأوضح أن «فهلوة المثقفين» _ على حد قوله_ أوقعتهم في هذا الخطأ.
وأكد وهبة على أن التيار الأصولي، يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، وهذا يخالف العلمانية التي تدعوا لتحرير العقول، وهو ما اتفقت الإعلامية إيمان عز الدين عليه معه، حيث قالت «أنا علمانية.. وللأسف يراها البعض كفر وإلحاد»، بينما تابع وهبة حديثه بأن من يملك الحقيقة المطلقة «إرهابي»، لأن أفكاره تسمح له بقتل والقضاء على كل من يخالفه الرأي.
وعن ملف التعليم، قال وهبة إنه قدم مقترحًا لتطوير التعليم تحت إطار «الإبداع»، في الثمانينيات عندما كان فتحي سرور وزيرًا للتربية والتعليم، وبالفعل وافق على الفكرة، وقبل التنفيذ، حدث هجوم من داخل الوزارة بدعوى أن «الإبداع يوقف حال شارع الفجالة»، حيث أن الفكرة لا تعتمد على الكتاب الخارجي، والتي تعتبر الفجالة مركزًا لبيعه، وبعدها أوصل تجار الكتب صوتهم إلى وزير الداخلية، فما كان منه إلا أن قال لوزير التعليم: «سيب الفجالة في حالها»، وبالتالي انتهى مشروع الإبداع.