وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي نداءين إلى رجال الأعمال والشعب الياباني، مشيرًا إلى أنه سيزور اليابان قريبًا لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني بقصر الاتحادية، السبت: «أوجه نداء لرجال الأعمال اليابانيين للاستثمار في مصر، وأقول للشعب الياباني تعالوا إلى مصر في سياحة ثقافية فمصر آمنة ومستقرة وتنتظر الشعب الياباني».
وأضاف الرئيس أنه وجه دعوة لرئيس الورزاء الياباني للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شرم الشيخ في مارس المقبل، وأيضًا مشاركة ممثلي مجتمع الأعمال الياباني في المؤتمر في ضوء الفرص الواعدة للاستثمار وجهود الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتنفيذ مشروعات وطنية عملاقة على رأسها مشروع تنمية منطقة قناة السويس ومشروعات الطاقة المتجددة والنقل والكهرباء والتي تأمل مصر أن تشارك فيها الشركات اليابانية.
وعبر السيسي عن سعادته بالاتفاق مع رئيس وزراء اليابان على مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمصر في إطار شراكة تسهم فيها الوكالة اليابانية للتنمية «جايكا» بما يسهم في تحسين معيشة المواطن المصري.
وأعرب الرئيس عن اعتزاز الشعب المصري بالعلاقات التاريخية مع الشعب الياباني حيث ينظر الشعب بإعجاب وتقدير للتجربة اليابانية خاصة فيما يتعلق بالعمل الجماعي والإتقان والتقدير، مشيرًا إلى أنه قبل دعوة لزيارة طوكيو في المستقبل القريب لاستكمال المشاورات للتعاون لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، مهنئًا رئيس الوزراء الياباني على فوز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت ديسمبر الماضي والتي أعقبها تكليفه بولاية ثانية لتشكيل الحكومة بما يعكس ثقة الشعب الياباني، متمنيًا له النجاح في تنفيذ سياساته.
كما عبر السيسي عن تقدير مصر للدعم الياباني لها على مدى العقود الماضية وتطلعها لإعطاء دفعة جديدة في العلاقات بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي والتنموي حيث تشهد مصر حاليًا مرحلة من البناء واستكمال المؤسسات تتوج بالانتخابات البرلمانية في ٢١ مارس المقبل لتحقيق تطلعات الشعب المصري في المضي قدمًا نحو العدالة والتنمية.
وأكد الرئيس أن «مصر لن تنسى مساهمة اليابان في بناء دار الأوبرا المصرية وكوبري السلام الذي يربط قارتي أفريقيا وآسيا وغيرها من المجالات التي ستسهم فيها الزيارة الحالية لرئيس وزراء اليابان خاصة الكهرباء والطاقة والنقل والصحة والتعليم والتخطيط والثقافة والعلوم والتكنولوجيا ومشروع المتحف المصري الكبير والجامعة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ببرج العرب لتكون نموذجًا للتعاون الثلاثي بين مصر واليابان والأشقاء الأفارقة».
وأعرب السيسي عن أمله في عودة حركة السياحة اليابانية لمصر الآمنة والمستقرة لتعميق التواصل الحضاري بين الشعبين والذي بدأ عام ١٨٦٢ منذ وصول أول بعثة للساموراي إلى مصر.
وأوضح أن المباحثات مع رئيس وزراء اليابان تضمنت القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة القضية الفلسطينية والتطورات في ليبيا وسوريا والعراق، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الإرهاب وضرورة تنسيق الجهود مع المجتمع الدولي لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيضة بكل أبعادها التنموية والثقافية وعدم اقتصارها على البعد العسكري ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر بالإضافة إلى ضرورة تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لدرء ذرائع الإرهاب.
وأعرب الرئيس عن تقديره لرئيس وزراء اليابان على حرص حكومته على دعم أمن واستقرار مصر باعتباره ركيزة لأمن واستقرار هذا الجزء من العالم، مجددًا التحية والتقدير لرئيس وزراء اليابان وتطلعه لقائه من جديد خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وفي طوكيو في المستقبل القريب.
بدوره، قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي إنه قال للرئيس السيسي «لكي يكون الشرق الأوسط مستقرًا، لا بد أن تكون مصر مستقرة وآمنة، حتى تكون نجمة الأمل للمنطقة»، مشيرًا إلى أن بلاده ستساعد مصر بقوة وستمشي معها جنبًا إلى جنب، معربًا عن تقديره لدور الرئيس السيسي ودور مصر المهم في قضايا المنطقة وعلى رأسها قضية السلام.
وأعلن «آبي» عن تقديم بلاده قروضًا جديدة لمصر تبلغ ٤٣ مليار ين مخصصة لمشروعي تطوير خطة توزيع الأنظمة الكهربائية ومطار برج العرب، مشيرًا إلى مشاركة ممثلي ٣٠ شركة يابانية في اللقاء مع الرئيس ومرحبًا بعقد الاجتماع التاسع للجنة الاقتصاد المصرية اليابانية المشتركة، وداعيًا لمزيد من تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء، إن بلاده عازمة على المضي قدمًا في مساندة الشركات اليابانية للمشاركة في المشاريع الوطنية الكبرى وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس، مرحبًا بإعادة فتح الخط الجوي المباشر بين القاهرة وطوكيو من خلال شركة مصر للطيران والذي سيعمل على تنشيط السياحة والتواصل بين البلدين، مضيفًا «نحن الآن نفتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر الجديدة وسنبذل قصارى جهدنا لمزيد من التطور في العلاقة بين البلدين».
وأكد «آبي» ضرورة وضع حد لظاهرة التطرف المنتشرة في هذه الآونة ولا بد من التعاون مع مصر والرئيس السيسي لمكافحة هذه الظاهرة، معربًا عن تقديره لدور السيسي في مكافحة التطرف والإرهاب.