فى هذه المنطقة أتى رجل منذ أكثر من نصف قرن، مريض محمول على كرسى متحرك، غاص فى رمالها، فحدث ما لم يكن يصدقه، وعاد يمشى على قدميه. الرجل هو أغاخان إمبراطور الطائفة الإسماعيلية.. والمكان مدينة أسوان حيث الرمل يشفى الأمراض، والنيل يسحر القلوب، واختار الرجل الموت حيث يوجد الشفاء. فى هذه الأرض، شهدت مولد أعظم وأكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين، من الناحية المعمارية والهندسية، وهو السد العالى الذى حمى البلاد من الفيضانات العالية التى كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها، ما حدا لاعتبار يوم 15 يناير عيدًا قوميًا للمحافظة، تخليدًا لذكرى بناء هذا السد. أسوان تتمتع بجمال المكان وقبح الزمان، يجاور فيها الإهمال والحرمان أهلها الطيبين.. مشروعات إنقاذها من براثن التخلف، الذى يصل حد حرمان قرية مجاورة للسد العالى من الكهرباء منذ 40 عامًا، مازالت فى علم «المجهول».كعادة باقى المحافظات تصريحات المسؤولين تتقاطع مع الواقع، محافظ يعد بمشروعات للتنمية داخل المحافظة، فيما يشكو أهلها من إهمال الدولة، ما تسبب فى حرمانهم من الحد الأدنى للحياة الكريمة.
فى أسوان يوجد ما يزيد على 150 ألف شاب على قوائم انتظار شقق الإسكان منذ عام 2008، بينما الإسكان التعاونى خارج الخدمة. يد الإهمال طالت أيضًا المستشفيات الحكومية، التى تهب بفعل الإهمال الموت أكثر مما تهب الحياة. حال مدينة الطيبين مثل حال مصر كلها الطامحة فى الانطلاق إلى المستقبل، إذ تمتلك المدينة مقومات تؤهلها لاحتلال قائمة المدن الأكثر ارتيادًا من قبل السياح، ما تحتاجه أسوان ليس مستحيلًا، تحتاج فقط إلى عزم وعمل وابتكار خارج الصندوق، لتطرق المدينة أبواب المستقبل.
ضاعت أحلام الشباب فى أسوان بحثًا عن وحدة سكنية منخفضة التكاليف، رغم تعدد أنماط الإسكان الحكومى، فجميع المشروعات السكنية التى شرعت فى إنشائها الدولة لم تحقق أهدافها حيث وصل سعر الوحدة إلى 160 ألف جنيه بإسكان الشباب الذى يمثل أقل درجة فى الإسكان الاقتصادى بعد تأخر تسليم الوحدات السكنية بالمشروع للحاجزين منذ 2008، وتغيير مسمياته حسب كل مرحلة قبل وبعد الثورة، فى حين أن المشروع واحد، إلى جانب بطء عمليات الإنشاء، التى تقدم لها الآلاف من الشباب الذى بنى آماله فى الحصول على وحدة سكنية بسعر اقتصادى.المزيد
على بعد عدة كيلو مترات من السد العالى، أعظم مشروع لتوليد الكهرباء، لا يمكن لك أن تتخيل أن هناك حياة دون الكهرباء، لكن هذا واقع تعيشه قرية «جبران»، التابعة لمركز نصر النوبة فى أسوان. أهالى القرية لا يعرفون شيئا عما يحدث حولهم، فالمسافة الحضارية تتخطى عدة قرون.المزيد
على أحد مرتفعات البر الغربى للنيل فى أسوان، يمكن لزائر المدينة مشاهدة ضريح السلطان محمد شاه الحسينى، الإمام الثامن والأربعين للطائفة الإسماعيلية، الشهير بـ«الأغاخان» وزوجته البيجوم «أم حبيبة» التى أوصت بدفنها معه بعد وفاتها.المزيد
قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، إن التقسيم الإدارى الجديد للمحافظات سيحول أسوان لمحافظة تعدينية بالدرجة الأولى وجاذبة للاستثمار وسيزيد مساحتها إلى الضعف. وأكد المحافظ، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن أسوان من أقل المحافظات فى نسبة التعديات على الأراضى الزراعية، متوقعاً زيادة تدفق الاستثمار الأجنبى فى البلاد ونمو حركة السياحة مع استقرار الأوضاع الأمنية.المزيد
يعيش شباب الخريجين والمنتفعين فى قرى مشروع «وادى النقرة» بأسوان معاناة لا يتصورها عقل، حيث لا يجدون مدارس أو وحدات صحية ويتعرضون للدغات العقارب دون أن يجدوا إسعافًا أو مصلا لإنقاذ من يصاب منهم، ولا يجدون خبزا يكفى قوت يومهم أو مياهاً لرى أراضيهم، خصوصا فى فصل الصيف ويعجزون فى النهاية عن تسويق محاصيلهم.المزيد
يتجلى الإهمال فى أبهى صوره داخل مستشفى إدفو المركزى أحد أكبر المستشفيات بأسوان، ويخدم أكبر مركز يضم نحو ثلث السكان، ثالث أكبر مركز على مستوى الجمهورية من حيث عدد السكان والمساحة والمدن التى تتبعه ويبعد عن مدينة أسوان بنحو 100 كيلو متر شمالاً. ولبعد المستشفى عن العاصمة، كان من المفترض الاهتمام به كمركز لتقديم خدمة طبية وعلاجية للمرضى الذين يضطرون إلى الانتقال للعلاج فى مستشفيات الأقصر الأقرب إليهم بسبب سوء الخدمة ونقص الأدوية وتردى حالة النظافة بالغرف والعنابر ودورات المياه كما هو حال العديد من المنشآت الصحية الحكومية التى تقدم خدمات مجانية، إلى جانب عدم تواجد الأطباء بشكل منتظم.المزيد
دشن عدد من المؤسسات والمتطوعين فى أسوان مبادرة بعنوان «لا مكان للقبح» لتبنى المناطق الأكثر فقراً فى المحافظة، ووقع اختيارهم على منطقة عزبة الفرن لبداية التجربة وتطوير المنطقة بالتعاون مع مختلف الجهات الخدمية والشركات.المزيد
«لو كان العقاد حياً لما كان يرضيه هذا المشهد».. كلمات عبّر بها عز العقاد، ابن شقيق الأديب الراحل عباس محمود العقاد، عن حزنه لما آلت إليه الحال أمام منزل عملاق الأدب العربى بمنطقة شارع عباس فريد بوسط مدينة أسوان، حيث تلال القمامة تحاصر المنزل والحيوانات الضالة والحشرات تتجمع على أكوام القمامة.المزيد