x

اللواء مصطفى يسرى لـ«المصري اليوم»:التقسيم الجديد يحول أسوان لمحافظة جاذبة للاستثمار

الجمعة 16-01-2015 15:37 | كتب: عبد الحكيم الأسواني, محمود ملا |
محافظ أسوان محافظ أسوان تصوير : اخبار

قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، إن التقسيم الإدارى الجديد للمحافظات سيحول أسوان لمحافظة تعدينية بالدرجة الأولى وجاذبة للاستثمار وسيزيد مساحتها إلى الضعف. وأكد المحافظ، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن أسوان من أقل المحافظات فى نسبة التعديات على الأراضى الزراعية، متوقعاً زيادة تدفق الاستثمار الأجنبى فى البلاد ونمو حركة السياحة مع استقرار الأوضاع الأمنية. وأشار إلى اختيار المحافظين بنظام التعيين، خاصة أن نظام الانتخاب لا يصلح فى المجتمعات القبلية، مشيراً إلى أن المركزية فى اتخاذ القرارات وتعدد جهات الولاية على الأراضى بالمحافظات أحد أبرز معوقات التنمية التى يواجهها المحافظون. وأكد أن السياحة فى أسوان بدأت تتعافى، لكن مشكلة المحافظة الحقيقية أنها تعتمد على سياحة الأقصر، لأن أسوان ليس لها برنامج سياحى، ولا تستفيد من السائح القادم إليها، وإلى نص الحوار:

■ من وجهة نظرك هل تمثل المركزية مشكلة للمحافظين؟

- المركزية تمثل عائقاً للمحافظين فى تحقيق التنمية بمحافظاتهم وأنا مع تطبيق اللامركزية، لأن المحافظين ليس لديهم سلطة اتخاذ قرارات التخصيص فى بعض المناطق داخل المحافظة إلا داخل كردون المدينة، لأن هذه المناطق لا تخضع لولاية المحافظة، على سبيل المثال أراضى بحيرة ناصر تخضع إلى 8 جهات وإذا أردنا إقامة مدرسة على قطعة أرض خارج كردون المدينة نضطر للحصول على موافقة الجهة صاحبة الولاية وقد توافق أو لا توافق، وعلى الرغم من عدم خضوع بعض المناطق لولاية المحافظة وفى ظل عدم وجود آلية الحفاظ على الأراضى وعدم خضوعها للمحافظة، إلا أنه فى حالة التعدى عليها فأنا المسؤول عنها كمحافظ للإقليم، وأعتقد أن هذه الأمور سيتم تداركها من خلال تغيير القوانين الخاصة بالمحليات.

■ هل تؤيد انتخاب المحافظين أم تعيينهم؟

- لست مع انتخاب المحافظين والتعيين أفضل، لأن المحافظ عندما يأتى بنظام الانتخاب، خاصة فى المجتمعات القبلية كالصعيد قد يُتهم بالانحياز إلى أهله وأبناء قبيلته، حتى وإن كان يؤدى واجبات فى صميم عمله، وفى المجتمعات القبلية لا يصلح فيها مثل هذا النظام لأنه سيجد صعوبة فى التعامل وسيصطدم بمشكلة القبلية، وحتى لوجاء محافظ منتخب من خارج المحافظة سيكون أسيراً لمن انتخبه وأعطاه صوته، لأنه لو تم رفض أى طلب لأحد المواطنين وقتها حايقولك «أنا اللى جايبك وصاحب فضل عليك».

■ لماذا يتم اختيار المحافظين فى المحافظات الحدودية من العسكريين؟

- تولى محافظين عسكريين منصب محافظ فى المحافظات الحدودية ليس استئثاراً أو سعياً من المؤسسة العسكرية لتولى وظائف المحافظين فى محافظات بعينها، لكن هذه المحافظات بحكم موقعها تتطلب شروطاً معينة مثل أن يكون المحافظ دارساً للاستراتيجية وحاصلا على زمالة كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر، ولديه فكرة عن الأمن القومى والاتجاهات الجغرافية، لأنه سيُستفاد من خبرته فى حالات التعبئة للحرب أو الطوارئ أو أى تهديد إلى جانب درايته بالمجهود الحربى فى حالات الحرب.

■ هل تكفى الميزانية المخصصة للمحافظة للإنفاق على خطط ومشروعات التنمية؟

- لو قلت إن الميزانية تكفى أبقى «كداب»، نظراً للظروف المالية التى مرت بها البلاد، ومع ذلك نعمل جاهدين على عدم تأثر أى قطاع، حيث تم اعتماد 59.8 مليون جنيه ضمن مشروعات الخطة العاجلة، و71.4 مليون جنيه للخطة الاستثمارية الموحدة، والحكومة لا تتوانى فى توفير الدعم لأى متطلبات تحتاجها المحافظة.

■ هناك شكوى من تدنى الخدمة الصحية بالمحافظة؟

-غير صحيح، والدليل أنه تم رفع موازنة الصحة بالمحافظة من 21 مليون جنيه العام الماضى، إلى 240 مليونا حالياً، وننفذ 8 مشروعات فى قطاع الصحة تشمل إنشاء مستشفى عام جديد على أعلى مستوى بمنطقة الصداقة الجديدة بتكلفة 140 مليون جنيه بطاقة 163 سريرا و8 غرف عمليات متطورة، وجار تطوير جميع المستشفيات على مستوى كافة مراكز ومدن المحافظة، إلى جانب أعمال التطوير التى تجرى بالمستشفى الجامعى، كما تم سد العجز فى الأطباء بالوحدات والمستشفيات وتزويد جميع المستشفيات بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية و«أتحدى لو مريض اشترى إبرة أو سرنجة أو قطن من خارج المستشفى».

■ بالرغم من رفع الدول حظر السفر إلى مصر وبدء الموسم السياحى إلا أن السياحة فى أسوان لم تلمس أى تغيير.. ما تفسيرك لذلك؟

-السياحة فى أسوان بدأت تتعافى ونسبة الإشغالات جيدة إلى حد كبير فى هذا التوقيت، لكن مشكلة المحافظة الحقيقية أنها تعتمد على سياحة الأقصر، لأن أسوان ليس لها برنامج سياحى، لذلك فإن السائح يأتى فى رحلة نيلية إلى أسوان والمعروفة بـ«نايل كروز» عن طريق الشركة من الأقصر ويعود مرة أخرى، لذلك فإن أسوان لا تستفيد من السائح القادم إليها.

ولكى تستفيد المحافظة من السياحة لابد أن يكون لأسوان برنامج سياحى خاص، وهذا ما عرضناه فى بورصة برلين لوضع أسوان على خريطة البرامج السياحية ونعمل على الترويج للسياحة البيئية بمناطق العلاقى، بحيث يمكن للسائح أن يقضى يوماً كاملاً فى أسوان، إلى جانب السياحة العلاجية والسفارى وسياحة المهرجانات، ونعمل على إدراج نوع جديد من سياحة مراقبة الطيور المهاجرة وعمل رحلات «نايل كروز» إلى أبوسمبل عبر بحيرة ناصر.

■ هناك مادة فى الدستور تنص على إعادة توطين النوبيين خلال 10 سنوات.. هل ثمة أى خطوات تم اتخاذها فى هذا الاتجاه؟

- الدولة ملتزمة بتنفيذ ما جاء بالدستور الذى أقره المصريون وتقوم الدولة بتنفيذ المشروعات المعطلة الخاصة بأبناء النوبة والمتأخر منها، ومجلس الوزراء كلف كل وزارة باستكمال المشروعات المتوقفة، ومسألة التوطين تتطلب اكتمال مؤسسات الدولة بوجود تشريعات برلمانية تصدر عن مجلس النواب، وتوفير التمويل اللازم، وسيتم تنفيذ ذلك على مراحل خلال السنوات المحددة فى الدستور.

■ كيف تواجهون مشكلة التعديات بالمحافظة؟

- أسوان من أقل المحافظات على مستوى الجمهورية فى حالات التعدى على الأراضى الزراعية، وحملات الإزالة مستمرة من خلال حملات أمنية مكبرة من الشرطة والمحليات، حيث رصدت الوحدات المحلية بالمراكز والمدن 2895 قرار إزالة لهذه التعديات، منها 1335 حالة تعد على أراضى البناء تمت إزالتها، وجار الدراسة الأمنية لباقى حالات التعدى تمهيداً لتنفيذ حملات مكبرة لإزالتها.

كما تم رصد 3328 حالة تعد على الأراضى الزراعية حتى الآن بمساحة تصل لأكثر من 221 فدانا، تمت إزالة 2751 حالة تعد بمساحة تصل لأكثر من 185 فدانا، وتم إصدار أوامر بقطع التيار الكهربائى عن التعديات المخالفة لأنها تزيد من الأحمال وأنشأنا سويقات بديلة للباعة الجائلين، ونواجه بكل حسم هذه التعديات والإشغالات، ولن نتهاون فى إزالتها لإعادة هيبة الدولة.

■ لماذا تأخر تسليم الوحدات السكنية بمشروع إسكان الأوقاف بنظام الإيجار الشهرى؟

- الوحدات جاهزة للتسليم، لكن المشكلة كانت فى عدم الانتهاء من استكمال توصيل خدمة الصرف الصحى للمشروع، حيث كان من المفترض تنفيذها قبل تنفيذ الوحدات وعمل محطة وخطوط الصرف الصحى واستكمال المرافق قبل العمل بالمشروع، حيث ينتج عن ذلك سرقة الوحدات السكنية نتيجة عدم شغلها من قبل الحاجزين لعدم تسليمها مباشرة، وهو ما تداركناه عند إنشاء مشروع الإسكان الاجتماعى الذى يجرى تنفيذه، حيث تم تحديد المرافق والطرق قبل البدء فى المشروع.

■ كيف تتعامل مع المشاكل اليومية للمواطنين؟

- لست من هواة العمل المكتبى، والجولات الميدانية هى الحل لكشف موطن الخلل وعلاجها، وهناك لقاء أسبوعى مباشر يعقد مع المواطنين بحضور التنفيذيين للتعرف على مشاكلهم وحلها فوراً، وأقوم باستبعاد أى مسؤول يقصر فى أداء عمله بالشكل الذى لا يرضى الشارع عنه.

وطلبت من رؤساء المراكز والمدن والقرى ترك العمل المكتبى والتركيز على العمل الميدانى من خلال التواصل المباشر مع المواطنين والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم الجماهيرية وإطلاعهم على حقائق الأمور بمصداقية وشفافية كاملة، حيث إن المرحلة الحالية لا تحتمل أى تهاون أو تقاعس، ونسعى إلى تقديم الشباب للصفوف الأولى لتحمل المسؤولية.

■ أسوان محافظة غنية بمواردها وثرواتها الطبيعة.. ما أهم معوقات الاستثمار بها؟

- الاستثمار يأتى مع الاستقرار ونحن كمحافظة ليس لدينا أى مشكلة مع المستثمرين، وأى مستثمر جاد يأتى نقدم له جميع التسهيلات بشفافية تامة ونقوم بتخصيص أراضى المشروعات له بعد دراسة المشروع، ونخاطب الجهات المعنية لإنهاء الإجراءات.

وأسوان لديها ثروات هائلة فى جميع المجالات التعدينية والزراعية والصناعية، وتم مؤخراً الاتفاق على إنشاء مصنعين جديدين، أحدهما للسيراميك وآخر للجرانيت والرخام بالمنطقة الصناعية، وتم الاشتراط على المستثمرين أن يكون المنتج نهائياً بدلاً من تصديره كمادة خام، لكى نستفيد من المنتج، على أن تكون المصانع المقامة صديقة للبيئة، مع فتح أسواق لتصدير إنتاج هذه المصانع إلى أفريقيا.

وأحب أن أشير هنا إلى ميزة، ففى الوقت الذى يعانى فيه مستثمرو الوجه البحرى من ارتفاع سعر تكلفة نقل خام الطفلة المستخدم فى صناعة السيراميك، فإن خام الطفلة موجود بوفرة فى أسوان مما سيوفر على المستثمر تكلفة النقل إذا أنشأ مصنعا بالقرب من مناطق استخراج الخامة، بالإضافة إلى أنه تم الاتفاق على إعادة تشغيل مصنع فوسفات السباعية، بعد الاتفاق مع المستثمر على نقل موقع المصنع لمسافة كيلو ونصف الكيلو متر عن موقعه الحالى بعد اعتراض الأهالى، مع تحويل الموقع القديم لمكاتب إدارية، حيث تم الاشتراط على أن يتم تشغيل 80% من العمالة بالمصنع من أبناء السباعية ومركز إدفو.

■ أسوان من المحافظات التى شملها التقسيم الإدارى.. كيف يمكن الاستفادة من التقسيم الجديد للمحافظة؟

- التقسيم فى الأساس الهدف منه تحقيق التنمية ووجود منفذ لأسوان على البحر الأحمر يحولها إلى محافظة جاذبة للاستثمار، ويُحول أسوان إلى محافظة تعدينية بالدرجة الأولى، ومن المنتظر بعد مقترح التقسيم الجديد أن تصل مساحة المحافظة إلى الضعف، وتم وضع مخطط لاستغلال التقسيم الجديد، وأسوان بعد إعادة ترسيم المحافظات ستصبح محافظة جاذبة للاستثمار من خلال تعظيم الاستفادة من ثرواتها التعدينية والمحجرية والسمكية، بالإضافة إلى تمتعها بالتنوع السياحى والطبيعى، ولاسيما بعد أن يكون لها منافذ بحرية على ساحل البحر الأحمر، يمكن بواسطتها تصدير الخامات بعد تصنيعها، بالإضافة إلى أن الترسيم الجديد سيعمل على خلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب تطلعات وطموحات شباب المحافظة لتوفير المزيد من فرص العمل.

■ تم مؤخراً افتتاح معبر قسطل البرى بين مصر والسودان.. ما هو المردود الذى حققه المعبر منذ افتتاحه؟

- معبر قسطل يمثل نقطة تحول بين البلدين الشقيقين وسيساهم فى إحداث نقلة كبرى فى دفع حركة التبادل التجارى والاستثمار على الجانب الأفريقى، كما ستفتح معه أسواق جديدة للصادرات المصرية مع تسهيل حركة السفر حتى جنوب أفريقيا، وإضافة سوق جديدة تعمل على تنمية الصادرات والواردات من بضائع وثروة حيوانية، علاوة على زيادة حركة المسافرين والبضائع بين شطرى وادى النيل، وأن موقع الميناء سيسمح بإنجاز العديد من المشروعات الاستثمارية فى مجالات استصلاح الأراضى الزراعية، وإقامة مشروعات التصنيع الزراعى، وهناك تعليمات لجميع الجهات العاملة فى ميناء قسطل البرى بتقديم جميع التسهيلات للمتعاملين من مستثمرين وتجار وعابرين من أجل زيادة التبادل التجارى وتحقيق المصالح المشتركة لمصر والسودان، ولدينا استعداد لمنح النقل المجانى على العبارات النيلية للحوم والعجول السودانية الواردة فى حالة التزام المورد بسعر 34 جنيها للكيلو لتثبيت سعر اللحوم عند هذا السعر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية