x

بلد السد العالى دون كهرباء منذ 40 عاماً

الجمعة 16-01-2015 15:37 | كتب: عبد الحكيم الأسواني, محمود ملا |
مشروعات أسوان فى عيدها القومي مشروعات أسوان فى عيدها القومي تصوير : اخبار

على بعد عدة كيلو مترات من السد العالى، أعظم مشروع لتوليد الكهرباء، لا يمكن لك أن تتخيل أن هناك حياة دون الكهرباء، لكن هذا واقع تعيشه قرية «جبران»، التابعة لمركز نصر النوبة فى أسوان. أهالى القرية لا يعرفون شيئا عما يحدث حولهم، فالمسافة الحضارية تتخطى عدة قرون.

حياة بدائية يعيشها الأهالى منذ أربعين عاماً، عمر تلك القرية، فلايزالون يعتمدون على وسائل بدائية لمواصلة حياتهم، يهربون من شدة حرارة الجو للاستحمام فى الترعة، ويحفظون الأدوية أسفل «الزير»، بينما يستخدم ميكروفون مسجد القرية الوحيد بطارية سيارة لرفع الأذان.

ناصر حسين جبران شيخ القرية، رجل عجوز يعيش فى العقد الثمانين من عمره، يرجع تسمية القرية بهذا الاسم نسبة إلى الجد الأكبر جبران، الذى سكن القرية منذ نحو 40 عاماً، حيث يقول: لا نريد سوى الكهرباء وتحدثنا كثيراً مع المسؤولين و4 محافظين سابقين لتوصيل الكهرباء إلى القرية دون جدوى، نحن نعيش حياة بدائية للغاية، فالمياه نضعها فى «القربة» لتبريدها ونعيش على المشربيات، أما الطعام فنأكل «طقة بطقة»، على حد قوله، حيث يتم إعداد الطعام الذى يكفى الوجبة فى وقتها لأنه لا يوجد ثلاجة لحفظ الطعام الذى نُعده على الحطب والأخشاب، فالطعام الزائد يفسد ويتم التخلص منه ولا نستطيع شراء فاكهة لأنها تفسد إذا ظلت خارج الثلاجة مستدركاً: «وما حاجتنا للثلاجة بدون كهرباء».

وأضاف أن الأدوية يتم حفظها أسفل جردل المياه المتساقطة من «الزير» للاحتفاظ بها أكبر فترة ممكنة، مشيراً إلى أن الحقن والأقماع يتم حفظها بهذه الطريقة والعديد من الأهالى أصيبوا بضعف فى النظر من شدة الظلام، فيومنا فى القرية ينتهى بحلول المغرب لأن خروجنا بعد هذا التوقيت يعرضنا للدغات الحشرات والحيات السامة التى تنتشر، خاصة خلال فصل الصيف وهو ما دفع الأهالى لإجبار أبنائهم على النوم مبكراً، حتى لا يتعرضوا للدغات العقارب والثعابين، حيث لا توجد وحدة صحية ولا سيارة إسعاف لنقل المرضى، ومازالت أفراحنا تقام فى النهار، ومن أرادها ليلا عليه أن ينتظر اكتمال القمر.

ويستطرد الشيخ ناصر: لا نريد سوى الكهرباء فمن فى القرية يعيشون حياة بدائية، ونستعين بمولدات كهرباء للإنارة لكنها جميعها تعطلت، وليس فى مقدرة أهالى القرية شراء مولدات للكهرباء للتغلب على المشكلة.

ويضيف:«قبل نصف قرن كانت القرية عبارة عن صحراء، وكنا نمتهن حينها الرعى كمصدر للعيش، فكنا نرتحل إلى الجبال فى الشتاء للرعى ونستقر فى هذه المنطقة صيفا، ومع مرور الأيام وتقدمنا فى السن راودتنا الرغبة فى الاستقرار، فبنينا بيوتا بسيطة تقارب بيوتنا فى الجبال، ومع مرور الوقت تطورت بيوتنا فاستخدمنا الطوب اللبن فى بنائها، غير أن هذا التطور لم يصاحبه أى تطور فى بقية مقومات الحياة، ورغم تزايد أعداد الأهالى إلا أنهم ظلوا يعيشون مثلما كنا نعيش فى الجبال، حيث يعيش الأهالى على تربية الأغنام التى يشربون ألبانها ويبيعون جزءا منها لمواصلة حياتهم».

ويضيف عبدالقادر عثمان، من أهالى القرية: مسجد القرية يعمل ببطارية سيارة حيث يتم تشغيل ميكروفون المسجد عند رفع الأذان، ورغم أن المسجد مزود بعدد من المراوح ومصابيح الإضاءة إلا أنه لا يتم تشغيلها، وفى صلاتى المغرب والعشاء يتم الاستعانة بفانوس، حرصاً على سلامة المصلين من الحشرات السامة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية