أعلن بيت الزكاة التابع للأزهر الشريف أنه سيتكفل بسداد ديون بعض الغارمين من المحبوسين، ونشرت جريدة الأهرام أن عدد المحكوم عليهم مئتان، وأن المبالغ التى ستسدد عنهم حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه.. هذه البداية الطيبة تتطلب طرح هذه القضية الاجتماعية للبحث والدراسة، لأن هناك عشرات الآلاف من الغارمين الذين يقبعون فى السجون لعدم قدرتهم على الوفاء بديونهم وأغلب ديون هؤلاء مبالغ بسيطة، ولكنها تضخمت نتيجة استغلال بعض التجار للأوراق التى وقعها الغارمون على بياض، واستخدامها فى قضايا شيكات وإيصالات أمانة وسندات أذون وكمبيالات مما أعجز البسطاء من الغارمين عن الدفع. أعرف محاميا من معدومى الضمير قام برفع أكثر من خمسين قضية (خيانة أمانة) على سيدة فقيرة ووالدها بعد أن ملأ صلب إيصالات الأمانة بمبالغ كبيرة. ولكى يثبت هؤلاء الضحايا براءتهم من هذه المبالغ الظالمة أمام محاكم الجنح عليهم أن يتكبدوا آلاف الجنيهات رسوم الطعون بالتزوير وأتعاب محاماة ورسوم وانتقالات وغيرها، وهو ما يعجزهم عن الاستمرار فى المحاكم ويعرضهم للحبس. إيصالات الأمانة فى مصر سيف يهدد استقرار البسطاء ويرهق كاهل الشرطة والقضاء بقضايا فى أغلبها كيدية وظالمة. إن التناضل القضائى للوصول إلى الحق وإظهاره فى المحاكم عبء ثقيل وماراثون طويل لا تقوى أغلبية البسطاء على تحقيقه. لذلك نحتاج فى مصر إلى وضع ضوابط للتقاضى فى قضايا إيصالات الأمانة والسندات والشيكات وعلى السلطات المختصة أن تنقذ آلاف الأبرياء من المحبوسين.. وياما فى الحبس مظاليم.
المستشار القانونى- أشرف مصطفى الزهوى
