قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن بلاده تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق.
وأوضح الأسد، في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية نشرت وكالة الأنباء السورية «سانا» نصها، أمس الخميس: «ما حدث في فرنسا مؤخرا أثبت أن ما قلناه للغرب بأنه لا يجوز أن يدعموا الإرهاب ويوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانهم وشعوبهم كان صحيحا».
وردًا على سؤال حول أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب، أجاب: «يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب، وإذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية».
وتابع: «لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة، تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة، كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».
وأضاف: «المشكلة لا تتم معالجتها كما جرى في أفغانستان، أقصد ما فعلوه في أفغانستان في العام 2001، وكنت قد قلت لمجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي زاروا دمشق في تلك الفترة، وكانوا يتحدثون عن غزو أفغانستان انتقاماً لما حدث في نيويورك حينها، قلت: ما هكذا يعالج الأمر، لأن مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان، والسرطان لا يعالج بشَقِّه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كليًا، وما حدث في أفغانستان هو أنهم شقّوا جرحاً في ذلك السرطان، وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر، لذلك، وكما قلت، ينبغي التركيز على السياسات الجيدة وعلى الاقتصاد والثقافة».
وبسؤاله عن أن الرأي الشائع يرى أن رفض الأسد التنحي هو السبب الوحيد للحرب الجارية في سوريا، قال: «لا يمكن لرئيس البقاء 4 سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري، وخاصة أننا نتعرض لعدوان من الولايات المتحدة، ومعظم البلدان الأوروبية، والعديد من البلدان الإقليمية، ومنها بعض البلدان المجاورة لسوريا، مثل تركيا، والأردن، وبعض الأطراف في لبنان، وبلدان الخليج بمليارات الدولارات التي تمتلكها».
وأضاف: «إذاً، كيف نستطيع الصمود من دون دعم الشعب السوري؟ هذا أمر بديهي ولا يستطيع أحد إنكاره إلا إذا كانوا يتحدثون عن سوبرمان، وليس لدينا سوبرمان في سورية بل هناك إنسان، إذاً: ذلك يؤكد أن الشعب السوري يدعم رئيسه، وعليه، هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب؟، ونحن نتحدث هنا عن أغلبية الشعب السوري، وهي بالملايين، هل يمكن لكل هؤلاء أن يدعموا الرئيس فقط كي يتعرضوا للمزيد من الإرهاب؟ أليس في ذلك اتهام للشعب نفسه بأنه لا رؤية واقعية له، إن هذا غير منطقي».
وعن الوضع الراهن في بلاده، قال الأسد إن الشعب السوري يدعمه «لأنهم يعرفون أن ما حدث في سوريا منذ البداية كان بسبب الأموال التي أنفقتها قطر في البداية على دعم المظاهرات، ولتكوين حالة دعائية بأن ثمة ثورة في سوريا، ومن ثم الأموال التي أنفقتها قطر والسعودية دعماً للإرهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ولاحقاً تركيا التي قدمت وتقدم كل الدعم اللوجستي وقنوات الإمداد للإرهابيين في سوريا، وهناك بالطبع الأردن والبعض في لبنان، هذا هو الواقع، وهذا ما حدث في سوريا».
واستطرد: «المسألة لا تتعلق بالتنحي، إننا ندافع عن شعبنا، أنا أتمتع بدعم الشعب السوري لأنني أدافع عن هذا البلد، ولا يستطيع رئيس قتل شعبه، ومحاربة الإرهابيين، ومحاربة العالم، والبقاء رغم كل ذلك في منصبه، هذا غير واقعي، وأؤكد مجدداً أننا نحارب جميع أشكال الإرهابيين، سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما، وليس هناك سبب واحد يدعو للقول إننا ندعم داعش ليس لدينا أي مبرر لذلك».