قبل عامين فقط ، كان منتخب كيب فيردي «الرأس الأخضر» هدفاً لمعظم الترشيحات السلبية في مشاركته الأولى ببطولة كأس الأمم الأفريقية وتوقع كثيرون أن يكون أول المودعين في النسخة الماضية للبطولة والتي استضافتها جنوب أفريقيا.
ولكن هذا المنتخب المغمور والمجهول سطر واحدة من أبرز قصص النجاح في الملاعب عندما شق طريقه بجدارة واستحقاق إلى دور الثمانية في كأس أفريقيا 2013 رغم صعوبة المجموعة التي خاض من خلالها فعاليات الدور الأول للبطولة.
واعتبر كثيرون أن تأهل هذا الفريق إلى النهائيات جاء عن طريق المصادفة وأن سقوطه المبكر أمر لا يقبل الشك، لاسيما أن القرعة أوقعته في المجموعة الأولى مع منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض والمنتخب المغربي المرشح وقتها لإحراز اللقب، إضافة للمنتخب الأنجولي العنيد.
ولكن منتخب «كيب فيردي» ضرب بجميع التوقعات عرض الحائط وأكد أن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد والعطاء، حيث استهل الفريق مسيرته في البطولة بتعادلين رائعين أولهما مع أصحاب الأرض سلبيا والثاني مع المغرب 1/1 قبل أن يقلب تأخره بهدف لفوز رائع على أنجولا في آخر 3 دقائق من المباراة ليرافق منتخب جنوب أفريقيا إلى دور الثمانية على حساب منتخبي المغرب وأنجولا.
ولكن الحظ لم يخدم الفريق الذي أصبح الحصان الأسود لهذه النسخة، حيث أوقعه في دور الثمانية في مواجهة المنتخب الغاني المرشح الأقوى للفوز باللقب وقتها ليوقف نجوم غانا مغامرة الرأس الأخضر ويطيحون بالفريق خارج البطولة بالتغلب عليه 2/صفر بعد مشاركة رائعة للفريق في أول ظهور له بالنهائيات.
ورغم هذا ، لم يكن متوقعاً أن يكرر الفريق ظهوره في النهائيات بهذا الشكل السريع لكن منتخب كيب فيردي، خالف التوقعات مجدداً وكان أول المتأهلين إلى النهائيات عبر التصفيات حيث تصدر المجموعة السادسة على حساب منتخبات زامبيا وموزمبيق والنيجر بعدما حصد 12 نقطة من أربعة انتصارات وهزيمتين.
ومع وقوعه في المجموعة الثانية بالنهائيات مع منتخبات تونس والكونغو الديمقراطية وزامبيا والتشابه الكبير بين هذه المجموعة والمجموعة التي تنافس فيها بنسخة 2013 ، مما يثير تفاؤل الفريق بإمكانية العبور إلى دور الثمانية على الأقل.
وإذا نجح الفريق في العبور لهذا الدور ، سيكون الطريق أمامه أكثر سهولة إلى المربع الذهبي نظرا لأن أي فريق من المجموعة الأولى سيلتقيه في دور الثمانية لن يكون أكثر صعوبة من منافسيه في المجموعة الثانية.
ويضاعف من آمال الفريق في التقدم خطوات كبيرة في النسخة المقبلة أنه يخوض النهائيات هذه المرة بقيادة مدرب كبير لديه خبرة هائلة وهو روي أجواس نجم المنتخب البرتغالي السابق والذي تولى في الماضي تدريب أكثر من فريق كبير في البرتغال قبل أن ينقل هذه الخبرة معه «كلاعب وكمدرب» إلى كيب فيردي في أول تجربة تدريبية له مع المنتخبات.
وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل عامين عندما كان اعتماد الفريق على مجموعة من اللاعبين الذين لا ينشطون في أندية كبيرة ، ينتمي عدد من لاعبي الفريق حاليا لأندية أكبر وأكثر شهرة مما يمثل دفعة إضافية للفريق على تقديم بطولة رائعة في غينيا الاستوائية بعدما اكتسب الفريق الثقة وتخلص من رهبة المشاركة الأولى.