x

«المصري اليوم » فى قرية «العور» مع أهالى المختطفين المصريين على أيدى داعش الليبية

الثلاثاء 13-01-2015 21:08 | كتب: تريزا كمال |
أهالى المختطفين يتجمهرون بأحد شوارع القرية أهالى المختطفين يتجمهرون بأحد شوارع القرية تصوير : اخبار

امتزجت الحيرة والحسرة بمشاعر الألم واللوعة، التى سيطرت على أسر 20 عاملا قبطيا من بين أبناء المنيا، تعرضوا للاختطاف على مرحلتين من قبل جماعات مسلحة ليبية، بعدما نشر موقع «تكفيرى» ليبى ينسب نفسه لما يعرف بـ«تنظيم الدولة الإسلامية» ــ داعش ـــ صورا واضحة للمخطوفين، وأطلق عليهم «الأسرى الصليبيين» لدى ولاية طرابلس التابعة لتنظيم «داعش».

وبعدما هرعت وسائل الإعلام لتناول وتداول الحدث، ونقلت تأكيدات أسر الضحايا أن الصور التى نشرت على موقع يطلق على نفسه «المكتب الإعلامى لولاية طرابلس»، هى صور ذويهم، نشرت الخارجية المصرية بيانا لطمأنة أسر المختطفين، مؤكدة الانعقاد الدائم لخلية إدارة الأزمة التى شكلها رئيس الجمهورية، إلا أن بيان الخارجية لم يزد الأهالى إلا حيرة.

وتساءلت أسر الضحايا كيف تدار الأزمة، ومع من تتفاوض الخارجية، ولماذا تتضارب تصريحات مسؤولين مصريين وليبيين، فتارة يقولون إن ذوينا فى أيدى قبائل، ومرة يقولون إنهم محتجزون لدى سماسرة هجرة غير شرعية، ثم يصرحون بأنهم يظنون أن أبناءنا أحياء، ثم يعودون للقول بأنهم لا يستطيعون تحديد مكانهم.

وشكا عدد من أهالى الضحايا من غياب المعلومات، وتعقد الأمر بينما يتلذذ الجناة بلوعة الأهالى وبث الرعب فى نفوس أسر المخطوفين.

وقبل عيد الميلاد بأيام جاء الخبر المشؤوم باختطاف 13 من شباب قرية العور التابعة لمركز سمالوط ليقتل فرحة أسرهم بعيد الميلاد المجيد، بعد اختطاف 7 من أبناء قرى مركز سمالوط قبل ذلك بخمسة أيام، وتتحول فرحة العيد الى مأتم جماعى وما بين نهاية 2014 وبداية عام جديد تخللتها أيام وصفها أهالى القرية هناك فى المنيا بأنها أيام سوداء حلت عليهم.. فما بين أم أصيبت عيناها بالإعياء من كثرة البكاء.. وأخرى تصرخ لرئيس الجمهورية ونداءات للعالم الدولى بأن يعيد ذويهم أو معرفة مصير أولادهم فى ظل تصريحات ومسكنات تطلقها مؤسسات الدولة بحسب الأهالى.

عاشت «المصرى اليوم» عدة ساعات وسط أهالى قرية العور.. وهى القرية الصغيرة التى يقع 13 من أبنائها تحت أيدى داعش..

تقع «العور» بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمركز سمالوط.. قرية بسيطة تبعد حوالى 55 كيلو عن مدينة المنيا وأكثر من 52 كيلو عن مركز سمالوط باتجاه الغرب.. قرية بعيدة عن أعين المسؤولين.. الظروف التى يعيشها أغلب سكان القرية جعلت العديد منهم يسافرون بحثا عن لقمة العيش وأجبرتهم على مغادرة أبنائهم وأسرهم.

فى منزل مكرم يوسف تاضروس، أحد المختطفين.. جلست والدته تبكى بحرقة، والنساء من جيرانها وأقاربها يجلسن حولها ليواسينها، فى مشهد قريب من مشاهد جلسات عزاء الموتى، بعدما أعيت عيناها كثرة البكاء على ولدها مرددة «هاتولى ابنى عايزة اشوفه.. مش هافتح عينى غير على وجهه».

مكرم الذى يبلغ من العمر 35 عاما ترك أولاده الأربعة أكبرهم فى المرحلة الإعدادية.. وهو أوسط إخوته الخمسة من الذكور و3 من البنات.. كان يعيش هو واولاده وزوجته فى غرفة واحدة داخل منزل والده.

تقول زوجة مكرم إنه سافر من 8 أشهر ومن ساعة ما سافر كان يتصل بينا كل شهر، ويقول لنا: «إحنا خايفين الأوضاع غير مستقرة، ومش قادرين ننزل وآخر اتصال حدث بينهما ليلة رأس السنة»، وقال لنا: «ادعوا لنا إن يسترها ربنا علينا بعد ما اتخطف مننا 7 من كام يوم» ومن ساعتها مسمعناش صوته تانى.

وأضافت زوجته: «سافر غصب عنه علشان يوفر لعياله قرشين يبنى لينا بيت ويا ريته ما سافر»..

هانى عبدالمسيح أحد المختطفين ترك 4 أولاد (3 بنات وولد واحد) فى منزل بسيط قديم تجلس فيه زوجته وأمه.

تقول زوجته ماجدة عبده: «ماكنش عندنا حاجة سافر علشان يعلم ولاده».

وأكد أهالى المختطفين العشرين بدولة ليبيا، من أبناء محافظة المنيا تواجد صور ذويهم على موقع ينسب نفسه للدولة الإسلامية «داعش»، والذى أطلق عليهم الأسرى الصليبيين لدى الدولة الإسلامية.

وقال صبحى مكين، قريب اثنين من المختطفين، إنهم شاهدوا الصور المنشورة وتأكدوا أنها لذويهم، ولفت إلى أنهم كانوا قد تلقوا وعودا من مسؤولى الخارجية المصرية ببذل جهود لإعادة الأقباط المختطفين بليبيا، إلا أنهم لم يتلقوا أى إفادة حتى الآن، مطالبا المسؤولين المصريين بالشفافية فى مصارحة أسر الضحايا ما هى الجهود وإلى أى خطوة وصلت.

جرجس سمير مجلى، وشهرته جرجس سمير، البالغ من العمر 23 سنة، وحاصل على دبلوم زراعة منذ عدة سنوات لم يكمل 15 يوما وسافر بطريق شرعى بتأشيرة مع بعض أهل القرية وهى قرية السمسون التابعة للعور بمركز سمالوط.. وقال سمير مجلى، والد المختطف جرجس سمير، باكيا: «الوضع الآن مختلف فقد عرفت الخارجية وكل مؤسسات الدولة أين هم أبناؤنا ومع من فلينقذوهم إذن من هذا الآسر الداعشى».

وقال ولسن ألهم إن شقيقه صموئيل وستة آخرين من أقاربه وهم عزت بشرى نصيف، ولوقا نجاتى أنيس، وعصام بدار سمير، وملاك فرج إبراهيم، وسامح صلاح فاروق، وجابر منير عدلى، شاهدنا صورهم كأسرى فى أيدى داعش، وهم اختطفوا أثناء استقلالهم سيارة ميكروباص قادمين من ليبيا، بمنطقة «مرار» بمدينة سرت.

أما شنودة نجاتى أنيس، شقيق المختطَف لوقا، والمقيم بقرية الجبالى بمركز سمالوط، فلفت إلى أن شقيقه المختطف عمره 27 عاماً، وأنه حضر إلى القرية قبل عام واحد لإتمام زواجه، ورزقه الله بطفلة تدعى مريم عمرها 9 أشهر، وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل لإعادة شقيقه وجميع المخطوفين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية