وسط أجواء تستحضر الإمبراطوريات التركية القديمة، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوجان، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، في القصر الرئاسي الجديد بالعاصمة التركية، أنقرة، أمس الأول، بحرس شرف تمثل في 16 جنديًا ارتدوا أزياء نظامية ترمز إلى جنود الحقب التركية القديمة الـ16، من المغول إلى العثمانيين، فيما أثارت مراسم الاستقبال الغريبة عاصفة من السخرية في تركيا.
وانتقدت بعض وسائل الإعلام التركية مراسم الاستقبال باعتبارها «ليست أصيلة»، موضحة أن لحى وشوارب بعض من أحاط بأردوغان من المحاربين، لا تمثل تمامًا الحقب التاريخية «واتضح أن بعضها من شعر اصطناعي». كما وصف الصحفي التركي، قدري غورسيل، من صحيفة «ميلييت» الشهيرة، «تعمد» أردوغان إظهار «عظمة» تركيا الجديدة، بأنه «مجرد سيرك عثماني في القصر الرئاسي»، في حين اعتبرت بعض الصحف هذا الاستقبال «عرض أزياء»، بحسب ما نقله موقع «العربية.نت» الإلكتروني.
وعقب نشر صور استقبال عباس، انتشرت على صفحات موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي التعليقات الساخرة مع تعديلات على الصور، باستخدام برنامج «فوتوشوب»، لأردوغان وحرسه الخاص، بحيث ظهر أردوغان في إحداها تحيط به شخصيات الفيلم الأمريكي الجديد «ذي أفنجرز» أو المنتقمون.
وفي صورة ثانية معدلة، ظهرت صورتان في مقدمة الصورة لكل من سوبرمان والوطواط، ثم باقي الحرس الخاص، وجميعهم يحيطون بأردوغان وضيفه الفلسطيني.وغرد ثالث بصورة أردوغان وهو وسط الجنود، وكتب عليها «عصر الإمبراطوريات.. عصر الملوك»، وهي لعبة مشهورة على الإنترنت بعنوان «إيج أوف إمبايرز»، وفقًا لما نقلته شبكة «سكاي نيوز.عربية».
وتم استقبال عباس بـ21 طلقة مدفعية، احتفاءً به، فيما حيّا الرئيس الفلسطيني حرس الشرف باللغة التركية، ثم التقط الرئيسان صورًا تذكارية عند مدخل قصر الرئاسة.
وحمل أعضاء تشكيل حرس الشرف تشكيلة من الأسلحة، من ضمنها سيوف وخناجر وسهام ونبال وخوذات تقليدية ودروع.
وجاء الاستقبال على درجات سلم القصر، الذي علته الشمس وتحيط به 16 نجمة، حيث تشكل الشمس الشعار الرئاسي في تركيا منذ عشرينيات القرن الماضي.أما النجمات فتعود إلى الرواية الرسمية عام 1969، القائلة بوجود 16 إمبراطورية تركية عظمى، وهي الولايات الـ16 التي ظهرت في الأناضول بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، بعد سقوط عهد السلاجقة، بحسب ما ذكرت صحيفة «حرييت» اليومية التركية.
وتشير شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية إلى أن جزء من عقيدة حزب «العدالة والتنمية» التركي الحاكم، الذي أسسه أردوغان، بعد انفصاله عن حزب «الرفاه» بقيادة نجم الدين أربكان، والذي جاء إلى السلطة عام 2002، على التراث الإسلامي للإمبراطورية العثمانية، موضحة أن السلاطين العثمانيين لا يعتبرون أنفسهم حاكمين للإمبراطورية وحدها وإنما للعالم الإسلامي كله.
وكان من أوائل قرارات أردوغان بعد صعوده لمنصب الرئيس، إعادة تدريس اللغة العثمانية في المدارس بعد أن كان أتاتورك قرر تدريس اللغة التركية بإزالة عبارات فارسية وعربية من اللغة التي كانت متداولة في الإمبراطورية العثمانية.
يذكر أن تلك المراسم غير مسبوقة في تركيا، وهو ما تزامن مع بدء استقبال الرئيس التركي، للزيارات الرسمية، في القصر الرئاسي الجديد، والذي تكلف تجهيزه أكثر من 800 مليون دولار، مثيرًا العديد من الانتقادات.