التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، ممثلى عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، في ندوة تحت عنوان «شراكة المجتمع المدني مع الدولة.. بين الواقع والمأمول».
أخبار متعلقة
وقال محلب، في كلمته خلال الندوة، «بلدنا يخرج من مرحلة الاختناق إلى مرحلة الانطلاق، فنحن نشعر الآن بكلمات وطن ومحبة وأخوة، ولم نكن نشعر بها في عام حكم جماعة الإخوان المسلمين»، مضيفا: «التحديات أمامنا كثيرة، والموارد محدودة، ولكن الأمل كبير، ويتطلب عملا دؤوبا، والإرهاب كان أكبر تحد أمامنا، ولكنه بدأ يندحر وينحسر وأصبحنا نشعر بالأمن والأمان».
وأوضح رئيس الوزراء أن الفقر من أهم التحديات التي تواجهنا، حيث وصلت نسبته إلى نحو ٢٦٪، كما أن لدينا بطالة وتضخما بمعدلات نعمل على تخفيضها، مضيفا أن الدين العام قارب على الـ٢ تريليون جنيه، ولذا بدأت الحكومة فتح ملفات لم يقترب منها أحد، أولها ضرورة توصيل الدعم لمستحقيه، وأشار إلى أن ربع موازنة الدولة يتوجه للدعم والربع الثاني لخدمة الدين والثالث للأجور، بينما الربع الأخير يخصص للاستثمارات، وبالطبع لا يكفي الاحتياجات المختلفة.
وسرد رئيس الوزراء جهود الحكومة في مجالات الإصلاح الإداري والتشريعي والاقتصادي، مؤكدا أنها تعمل على مواجهة الفساد بلا هوادة، سواء كان ماليا أو إداريا، وأوضح أن الفساد الإدارى قد يكون أكثر خطرا، لأنه يعطل مصالح الناس.
وفى إطار الحرب على الفساد، أشار محلب إلى أن الحكومة بدأت في مواجهة التعديات على أراضي الدولة، وقال: «سنسترد حق الشعب في أراضيه، كما سنسترد حق الدولة في الأراضي التي تم تغيير نشاطها، وفتحت الحكومة أيضا ملف التعديات على نهر النيل، ومصممون على تطبيق القانون على الجميع»، داعيا الحضور للمشاركة في توقيع وثيقة حماية نهر النيل، مصدر الحياة للمصريين.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة لن تستطيع فعل كل شيء وحدها، ودور المجتمع المدني مهم جدا وشريك في تحقيق التنمية، لافتا إلى أنه زار عددا من المستشفيات الجامعية والحكومية، ورأى مآسي، مناشدا الأطباء الكبار بذل جهود أكبر والاهتمام بالمرضى خاصة بالمستشفيات الجامعية، التي تتوافر بها المباني والمعدات والأجهزة، فأهالينا «الغلابة» الذين يعالجون في هذه المستشفيات هم من ساهموا في تعليم هؤلاء الأطباء حتى كبروا.
وقال محلب: «نحن جميعا في خدمة أبناء هذا الوطن، وأقول لزملائي الوزراء بلا خجل، احنا خدّامين للشعب».
وتطرق رئيس الوزراء إلى مشكلة العشوائيات، مشيرا إلى أنه زار منشية ناصر وعزبة خير الله، وغيرهما، وأضاف: «هذه الأماكن عندما تزورونها مش هتعرفوا تناموا، فهؤلاء أهلنا وهذا هو واقعنا، فلدينا نحو ٢٦ ألف أسرة في القاهرة وحدها يسكنون في العشوائيات الخطرة، وسيتم نقل ٥ آلاف أسرة منهم إلى منطقة الأسمرات بالمقطم، بالوحدات التي تبنيها المحافظة، وهناك ٥ آلاف وحدة أخرى ستنشأ من خلال صندوق تحيا مصر، ونحن مستمرون في تطوير مختلف المناطق العشوائية».
وخاطب محلب ممثلي الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، قائلا: «ننتظر منكم الكثير، فلدينا نحو ٤٥ ألف جمعية، ١٢٪ منها متوقفة، وهناك نماذج منها رائعة، ولها أعمال وجهود مجتمعية ناجحة، يشهد لها الجميع، ولكن ننتظر منكم الكثير، سواء في تطوير العشوائيات، أو تطوير القرى الأكثر احتياجا، أو ترميم المدارس، ورعاية الأيتام، فكل جمعية من الممكن أن تتبنى قرية، أو منطقة عشوائية، بالتعاون مع الحكومة، وتعمل على تطويرها، وسيكون هناك ملف متكامل لكل قرية بالمعلومات، يتضمن كل ما تحتاجه، والحكومة ستتولى تنفيذ المرافق الأساسية، ولكن هناك مجالات أخرى من الممكن أن تساعد فيها منظمات المجتمع المدني».
من جانبه، طالب نيازي سلام، مؤسس بنك الطعام، عضو مجلس أمناء مؤسسة «معا لتطوير العشوائيات» بتخصيص أراض لبناء مساكن للمحتاجين بالقاهرة، فوافق رئيس الوزراء، وأكد أنه سيتم تذليل كل العوائق.
فيما أعلن مسؤولو «الليونز» التبرع بنصف مليون جنيه، وألف قطعة ملابس للمحتاجين.
