استمرت محاولات حركة طالبان لمنع الناخبين من المشاركة فى الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها اليوم، من خلال شن هجمات مختلفة وإغلاق الطرق، بينما استمرت محاولات الحكومة فى طمأنة المواطنين والتأكيد على أهمية المشاركة.
وأعربت عن ثقتها بمشاركة الشعب فى الانتخابات داعية وسائل الإعلام المحلية إلى عدم الحديث عن أعمال عنف محتملة لعدم تخويف الناخبين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية هومايون حميد زادة إن الحوادث الإرهابية «لن تثنى الأفغان عن التصويت» مؤكدا أن لديه الأسباب التى تجعله يقول إن المواطنين سينتقلون إلى مكاتب الاقتراع، مشيرا إلى تسجيل ملايين المواطنين لأسمائهم على اللوائح الانتخابية بما يعنى استعدادهم للمشاركة.
وصباح أمس، تحصن مسلحون داخل بنك فى العاصمة الأفغانية كابول بعدما قالت حركة طالبان إنه هجوم على هدف حكومى لكن الشرطة قالت إنه حادث سطو مسلح فاشل.
وقال شاهد عيان إنه سمع أصوات انفجارات وإطلاق النيران من المبنى الواقع على بعد بضع مئات من الأمتار من مجمع قصر الرئاسة.
وشوهدت قوات الأمن الأفغانية تحمل ما يبدو أنه جثتان من الموقع، وأعلنت الشرطة وقوع 3 قتلى من بين المهاجمين و3 آخرين من الشرطة.
وتضاربت الأنباء عن حقيقة العملية، وصرح ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان بأن خمسة مسلحين شنوا هجوما فى وسط كابول عشية انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن بعضهم يرتدى سترات ملغومة. بينما ذكر بيان على موقع «طالبان» على الإنترنت أن 20 مفجرا انتحاريا تسللوا إلى العاصمة وأغلقوا طرقا مختلفة متخذين اتجاهات مختلفة للعمل على تعطيل الانتخابات وحث الناخبين على البقاء فى منازلهم.
لكن الشرطة قالت إنهم مجرمون عاديون يحاولون الهرب من الاعتقال، وفى إطار محاولتها للتعتيم على أحداث العنف قامت الشرطة بضرب الصحفيين والمارة بمؤخرات البنادق لإبعادهم عن موقع الهجوم.
جاء ذلك فيما طالبت الحكومة الأفغانية وسائل الإعلام المحلية والعالمية بعدم نشر تقارير عن أحداث العنف يوم الانتخابات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية ظاهر فقيرى إن القرار اتخذه مجلس الأمن القومى بهدف تجنب إثارة الذعر بين المواطنين يوم الانتخابات.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن حلف شمال الأطلنطى مقتل جندى أمريكى من قواته أمس الأول الثلاثاء فى هجوم للمتمردين جنوب أفغانستان دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون المواطنين الأفغان إلى استخدام حقهم فى التصويت فى انتخابات الرئاسة. وقالت متحدثة باسمه إن المشاركة فى الانتخابات ستساعد على دعم المؤسسات الديمقراطية وتنشيط الحياة السياسية فى البلاد، ويمكن للأفغان من خلالها تأكيد التزامهم بإرساء السلام.
وندد كى مون بالعملية الانتحارية التى أسقطت أمس الأول عشرات القتلى والجرحى من بينهم اثنان من موظفى الأمم المتحدة معربا عن «حزنه»، لسماع تلك الأنباء.
وأدانت باريس العملية وقال وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير: «إن هذا العمل الإجرامى يضاف إلى أعمال عنف أخرى وقعت خلال الأيام الماضية ويدل على رغبة طالبان فى التشويش على حسن سير العملية الانتخابية».