x

«مركز القاهرة»: لا يمكن هزيمة الإرهاب دون إصلاح ديني وسياسي شامل

الإثنين 12-01-2015 20:02 | كتب: وائل علي |
مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان تصوير : آخرون

أدان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الجرائم الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن سقوط 12 قتيلًا في الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»، و4 آخرين في احتجاز رهائن في متجر يهودي، فيما قدم خالص تعازيه وتضامنه مع أسر ضحايا تلك الأعمال الإرهابية، لافتًا إلى أن من المستحيل الانتصار على الإرهاب بدون إصلاح ديني جذري وشامل.

ودعا المركز، في بيان له، الأحد، الحكومات العربية والمجتمع الدولي لوضع استراتيجية بعيدة المدى، تأخذ بعين الاعتبار العوامل المؤدية لازدهار البيئة الحاضنة للأنشطة الإرهابية في العالم العربي، وبشكل خاص القمع المنهجي المنظم الذي تمارسه الأنظمة التسلطية، والذي يدفع بالشباب، علمانيًا أو إسلاميًا، نحو التطرف السياسي، والخطاب الديني المتطرف الذي تتضمنه مناهج التعليم الديني والمؤسسات الدينية الرسمية في الدول العربية، فضلًا عن عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وأكد البيان أن فشل المجتمع الدولي المتواصل والممتد لعدة عقود في مواجهة الإرهاب ذو الجذور الدينية، يفترض بالبديهة التخلي عن الاستراتيجية الفاشلة الحالية، والتي لم تؤد سوى إلى التوسع السرطاني للإرهاب في شتى أرجاء العالم.

وأدان البيان هذا العمل الإجرامي «غير المبرر بأي حال من الأحوال» باعتباره جريمة ضد حرية الرأي والتعبير والصحافة، ليس في فرنسا فقط؛ بل تمتد تبعاته للعالم كله، فإنه يستنكر ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام المصرية من محاولات لتبرير هذا الحادث بدعوى أن مجلة «شارلي إيبدو» تعرضت للديانات وأساءت للنبي، فكان جزاؤها الحرق والقتل.

وذكر البيان أن تلك الأدوات الإعلامية سواء المملوكة للدولة، أو ذات الملكية الخاصة، تتخذ موقف مساند للحكومة المصرية بشكل أعمى، فتهاجم الآراء والأقلام التي تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها أجهزة الأمن المصرية سواء في خضم مواجهتها للإرهاب أو في سياق قمعها لكل صوت نقدي إسلامي أو علماني.

وحث البيان المجتمع الدولي على النظر إلى الإطار الأكبر لتلك العملية الإرهابية، وعدم التعامل معها باعتبارها جريمة منفصلة عن السياق التاريخي لنشأة وتطور حركات الإرهاب باسم الإسلام السياسي في العالم العربي؛ فنزعات التطرف الديني لا تزدهر إلا في مناخ من القمع وغياب الديمقراطية ومصادرة منافذ التعبير الشرعي عن الإحباطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها شعوب الشرق الأوسط، فضلًا عن هيمنة خطاب ديني متطرف، ازدهر بفضل مناهج التعليم الديني الحكومية وفى أحضان المؤسسات الدينية الرسمية في الدول العربية.

وأشار البيان إلى أن هذا المناخ القمعي لم يكن ليستمر سوى بتواطؤ من القوى العالمية، التي ارتأت أن في دعمها للسلطوية في المنطقة دعمًا «للاستقرار ومواجهة للإرهاب»، بينما في واقع الأمر ذلك الاستقرار كان وسيظل قصير المدى، بل إنه يعد استثمارًا بعيد المدى في دعم الإرهاب وأسبابه، وانتشاره السرطاني في كافة أرجاء العالم.

ولفت البيان إلى أنه 14 عامًا من الحرب ضد الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، برهنت أنه من المستحيل الانتصار على الإرهاب بدون إصلاح ديني جذري وشامل، بينما تبرهن عدة عقود من التسلطية وحكم الفرد في العالم العربي على استحالة الشروع بإصلاح ديني في غياب الإصلاح السياسي الشامل؛ كون الخطاب الديني المتطرف السائد في العالم العربي هو السند الأكبر «لشرعية» هذه النظم واستمرارها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية