x

«الكريمات».. هنا الظلام والموت

السبت 10-01-2015 19:32 | كتب: هيثم محجوب |
حوادث الطرق فى مصر 2014 حوادث الطرق فى مصر 2014 تصوير : اخبار

يمتد طريق الكريمات لمسافة 309 كيلو مترات، تبدأ من مدينة حلوان وتمتد حتى أسيوط. الطريق دخل الخدمة قبل افتتاحه الرسمى بعدة أشهر. وعندما افتتحه المشير طنطاوى القائد العام الأسبق فى 3 أكتوبر لعام 2011، سُمّى الطريق بـ«محور الجيش والتنمية شرق النيل»، وعندما أنهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال الطريق، أعلنت مطابقته للمواصفات القياسية العالمية.

لمسافة 7 كيلومترات كاملة من مخرج القاهرة باتجاه أسيوط على طريق الكريمات، خلا الطريق من أى وحدات تدخل سريع أو تواجد شرطى. حتى داخل «الحجرة الخرسانية» الأولى على الطريق، وهى واحدة من 8 نقاط شرطية تم تشييدها بطول الطريق للتأمين، وخلت جميعها من وجود أى أفراد شرطة.

على بعد 3 كيلومترات من بوابة حلوان، تقع نقطة الكارتة حيث يقوم السائقون بدفع الرسوم قبل بدء السفر على طريق حلوان الكريمات أسيوط، ثم يتجه الطريق إلى اليسار قليلا، وتتسع الحارات الثلاث للاتجاهين المفصولين بجزيرة يبلغ عرضها 14.5 متر لكل اتجاه. بينما تتناثر الحجارة ومخلفات الحوادث على جانبى الطريق وداخل الجزيرة التى تهدم حوالى 8 أمتار طولية منها، نتيجة حادث اصطدام سابق.

وعلى بعد حوالى 2 كيلو متر من بوابة حلوان توقف عاملان منهمكان فى استخدام جهاز قياس المساحة كجزء من بداية أعمال تطوير الطريق ضمن خطة وزارة النقل 2027، والتى تتضمن تطوير طريق الكريمات على امتداده من ساحل البحر الأحمر إلى حلوان، برصف ورفع كفاءة 50 كيلومترا من طريق القاهرة - أسيوط الغربى بتكلفة 37 مليون جنيه.

«احذر السرعة مراقبة بالرادار»، هكذا تستقبلك أولى اللوحات الإرشادية بالطريق يليها أخرى تشير إلى أن السرعة القصوى المقررة لسيارات الملاكى هى 120 كيلومترا فى الساعة، والأتوبيس 100 كيلو متر فى ساعة، وسيارات النقل الخفيف 80 كيلومترا فى الساعة. بينما تبلغ السرعة القصوى للسيارات المقطورة والنقل الثقيل 70 كيلومترا فى الساعة كحد أقصى، طبقاً للوحة الإرشادية التى تم تزويد الطريق بها. وهى ضمن 5 آلاف لوحة تغطية بالكامل تنوعت بين تحذيرية وأخرى لتحديد السرعة وثالثة تحمل شعارات وطنية، حسب تصريحات سابقة للواء طاهر عبدالله رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقت افتتاح الطريق.

وعلى بعد 195 كيلومترا من مدينة المنيا، استقرت أول باحة ركن للسيارات. تم تشييدها ضمن 28 باحة لانتظار السيارات والاستراحات على طوال الطريق. وفيها استقرت 3 سيارات إسعاف جديدة تماماً تحت مظلة مبنى مستقل بدا أنه إحدى نقاط الإسعاف الـ 8 التى تنتشر على الطريق، لكن خلت الوحدة من المسعفين أو أى موظف إدارى، وأغلقت أبوابها الحديدية تماما مما يؤكد غياب العاملين بها.

وعلى بعد 36 كيلو مترا من الكريمات و66 كيلو مترا من مدينة بنى سويف، تسببت إحدى حوادث التصادم فى سقوط 4 مصدات خرسانية عن جانب الطريق الأيمن المتجه لأسيوط، ولم يتم استبدالها بأخرى، ما يهدد بسقوط سيارات أخرى عن التبة التى ترتفع حوالى 20 مترا عن الوادى الصخرى الذى يحف جانبى الطريق، فى مشهد تكرر كثيراً على طول الطريق من حلوان لمدينة أسيوط.

وقبل كيلومتر واحد من بوابات مدينة الكريمات، استقرت وحدة إسعاف أخرى فيما كانت 3 سيارات تتوجه إلى داخل المنطقة المخصصة للخدمة الطبية العاجلة. وأكد المسعفون الذى رفضوا ذكر أسمائهم أن وحدات الإسعاف بالطريق تعمل بكامل طاقتها.

«شريف.ع» أحد سائقى سيارات الإنقاذ السريع التابعة لإحدى الشركات الخاصة أكد أن اختفاء أعمدة الإنارة الطريق هو أحد أهم وأكبر أسباب الحوادث التى يشهدها طريق حلوان الكريمات أسيوط، وأضاف «نتلقى ما يقرب من 1000 جنيه لنقل السيارات إلى القاهرة».

ظهرت أعمدة الإنارة فقط أمام بوابات مدينة الكريمات لتحصيل الرسوم، وعاودت الاختفاء بعد كيلومتر واحد من البوابات مما جعل طريق الكريمات جديرًا بتصنيف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2011 لهذا الطريق باعتباره الأعلى فى معدل الخطورة بين جميع طرق الجمهورية، بنسبة 4.2 متوفى فى كل حادث، وهى النسبة التى ارتفعت إلى 5,7 بنهاية عام 2013. ليتصدر الطريق من جديد قائمة الأعلى خطورة.

وأشارت إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة فى نهاية 2010 إلى أن محافظات بنى سويف والمنيا والفيوم وحدهم تقع بهم 65.9% من إجمالى الوفيات بسبب حوادث الطرق بمحافظات الصعيد. حيث توفى 600 شخص فى هذه المحافظات الثلاث خلال 2010 وحدة. بيما بلغ عدد الحوادث فى المحافظات الثلاث 1164 حادثا فى عام واحد بنسبة 45,3% من إجمالى حوادث الصعيد، وأصيب 3240 شخصا بنسبة 56,3% من إجمالى إصابات الصعيد، تاركة 1545 سيارة تالفة خلفها.

رأى الخبير

قال اللواء يسرى الروبى خبير المرور الدولى، ورئيس مجلس إداراة دار الخبرة للسلامة والتدريب، إن طريق حلوان أسيوط الشهير بطريق الكريمات به بعض العيوب الفنية التى تتسبب بالحوادث رغم ما قيل عن كونه طريقًا دوليًا وتم تصميمه وفقًا لأحدث الخبرات العالمية. فموانع الانزلاق التى تتوسط جزيرة الطريق لمنع انزلاق أى مركبات من الاتجاه المعاكس لا فائدة منها، حيث صممت من عجينة خرسانية خالية من حديد التسليح.

وأضاف اللواء الروبى، الذى سافر على الطريق وينقل من واقع خبرته المباشرة، أن مستويات الطريق ودرجات ميل الملفات سيئة للغاية وتتسبب فى العديد من الحوادث. ويرفض خبير السلامة المرورية مطالبات المسافرين على الطريق بإضاءته، مبررا رفضه بأن عناصر السلامة والأمان تمنع إنارة «الطرق الخلوية» مبينًا أن الإضاءة فى حالة الطرق السريعة تتسبب فى زيادة الحوادث. «وهو خطأ لابد أن ندركه فطريق كطريق الإسكندرية الصحراوى تهدر به كهرباء للإضاءة تكفى لإنارة 3 محافظات». موضحا أن الإنارة تمنع السائقين من رؤية أضواء المركبات الأخرى بوضوح وبتأخر يصل لـ119 جزءا من الثانية حال التمكن من رؤيتها.

وأضاف الروبى أن طريق الكريمات كجميع الطرق المصرية ليس طريقاً رحيماً، بل طريق اعتيادى، وقد توقفت دول العالم المتقدمة عن تشييده. وفسر تسمية الطريق بالرحيم لأنه يصمم فنياً لتلقى أخطاء السائقين ومنع وقوع حادث رغماً عن ذلك، فيما أن الطرق الاعتيادى يتسبب فى الحادث مع أقل خطأ ممكن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية