x

«البحيرة - كفر الشيخ الزراعي».. أكشاك الباعة ترحب بالمسافرين في عرض الطريق

السبت 10-01-2015 18:46 | كتب: آيات الحبال |
إصلاحات محدودة لا تناسب حجم التلف إصلاحات محدودة لا تناسب حجم التلف تصوير : إسلام فاروق

خلال عام واحد فقط، 2012، شهدت طرق البحيرة وكفر الشيخ 767 حادثة، توفى خلالها 589 شخصا، وأصيب فيها 1467 مواطنا. وذلك وفقا للإحصاءات التى أوردها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. واللافت أنه رغم هذه الأرقام الضخمة، لم يتنبه المسؤولون إلى خطورة هذين الطريقين إلا فى نهاية 2014 عندما وقع حاث أتوبيس البحيرة الذى صدمت صور جثث الأطفال المتفحمة فيه قطاعات واسعة من الجمهور.

يعد الطريق الزراعى «البحيرة – كفر الشيخ » من أكثر الطرق السريعة خطورة فى منطقة غرب الدلتا، حيث شهد حوالى 30 حادثة مسجلة فى تقارير صحفية خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2014 وحدهما. وهو ينقسم إلى طريقين «البحيرة – الإسكندرية» الزراعيين على مسافة 153 كيلو مترا، بالإضافة إلى وصلة كفر الشيخ عبر طريق «دمنهور – دسوق» الممتد لمسافة 22 كيلو مترا.

اللافتات الإرشادية المتناثرة على الطريق تشير إلى أن السرعة لا يجب أن تتخطى 60 كيلومترا فى الساعة للسيارات الملاكى، و40 لسيارات النقل. وتوجد على الطريق نقطة إسعاف صغيرة، ويتمتع الطريق بقوة إرسال شبكات المحمول وصولا لمدينة كفر الشيخ.

يقول شحتة عبدالغنى سائق نقل ثقيل: «أنا بقالى 11 سنة على طريق البحيرة، أكبر مشاكله إن الحارات ضيقة، وده اللى بيزود الحوادث، الطريق مش بيستحمل عربيات النقل. وبعد حادثة البحيرة اللى راح فيها الأطفال، بدأت الردارات تشتغل على طريق البحيرة بعد ما كانت واقفة من زمان. وكمان زادت المخالفات على سواقين النقل لو استخدمنا الحارة الشمال.. طيب نعمل إيه والطريق أصلا ضيق».

على امتداد طريق البحيرة إلى كفر الشيخ تتواجد أعمدة إنارة على طول الطريق يعمل معظمها وتتواجد مساكن على جانبى الطريق لا يتجاوز ارتفاعها أربعة طوابق. كما توجد أكثر من نقطة للإسعاف السريع و10 مزلقانات وكمينين مرورين ثابتين، وعدد من اللجان المرورية التى تختفى عند منزل كوبرى «التوفيقية» حيث تكثر عربات التوك توك، وتضطر السيارات إلى تخفيف سرعتها بسبب انهيار طبقات من الأسفلت أعلى الكوبرى وبجواره، نتيجة لأعمال إنشاء كوبرى مواز له، يعقب كوبرى التوفيقية لافتة «مرحبا بكم فى محافظة البحيرة».

45 عاما قضاها محمد إبراهيم عيد أحد سكان التوفيقية فى منزله على الطريق السريع، يرى أن حوادث الطريق السريع أصبحت روتينا يوميا بسبب عدم وجود كوبرى مشاة على امتداد طرق البحيرة كله، وأيضا عدم رصف الطريق منذ أكثر من 15 عاما مما أدى إلى تآكل طبقات الأسفلت على امتداد الطريق حتى مركز الدلنجات.

قال محمد إبراهيم: « تكثر الحوادث يومى الثلاثاء والأربعاء كل أسبوع، فلدينا سوق للخضار يوم الثلاثاء وسوق للمواشى يوم الأربع، فكل الناس بتعدى الطريق السريع فى نفس الوقت وكمان بننقل المواشى على الطريق، وناس كتير بتضطر تمشى عكس فتحصل حوادث. لهذا طالبنا كثيرا بإنشاء كوبرى مشاة دون استجابة، ومفيش حد بيرصف الطريق فالطريق كله مطبات وحفر، الأسفلت اتاكل».

فى الطريق من التوفيقية إلى إيتاى البارود توجد ثلاث مدارس حكومية، ويضطر الأطفال إلى عبور الطريق السريع يوميا للوصول إلى مدارسهم. واكد إبراهيم محمد مدير المدرسة أن غياب كوبرى للمشاة واضطرار التلاميذ لعبور الطريق وحدهم أو بصحبة أولياء أمورهم تسبب فى وفيات عديدة بين الأطفال وذويهم، وأن المدرسة قدمت عدة طلبات وجمعت توقيعات من الأهالى لإنشاء كوبرى مشاة ولم يستجب أحد.

فور العبور من كوبرى أبو حصيرة المؤدى إلى مركز دمنهور يضيق الطريق ويصبح طريقا من حارتين للاتجاهين معا يوازيه خط سكة حديد للقطار الواصل بين البحيرة وكفر الشيخ، وفى هذا الطريق الذى يحفه من اليمين الأراضى الزراعية والمساكن ومن اليسار 9 مزلقانات وخط السكة الحديد يختفى فيه رجال المرور ونقاط الإسعاف، لا تتواجد به إلا نقطة إسعاف واحدة وهى «نقطة إسعاف الرحمانية» التى تشهد يوميا حوادث طريق.

رأى الخبير

تعليقا على وضع الطريق يرى الدكتور مجدى صلاح الدين أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، الذى استخدم بنفسه هذا الطريق فى رحلات سابقة، أن الطرق الزراعية المؤدية إلى محافظة البحيرة تعانى من تلف فى الأسفلت بسبب زيادة أحمال النقل الثقيل التى تمر عليه وعلى الكبارى، وأكد أن القرار الذى أصدره الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق الخاص بالتصالح مع الأوزان للنقل الثقيل، ودفع غرامات على الوزن الزائد هما من الأسباب الرئيسية لوجود تصدعات فى الكبارى والأسفلت بسبب الحمولات الزائدة التى تعبر على هذا الطريق.

ويرى أن طريق «دمنهور – دسوق» «يعد من أكثر الطرق خطورة، لأنه لا يمتلك ظهيرا لتوسعته، فوجود سكة حديد بالتوازى مع طريق مكون من حارتين فقط يزيد من معدلات الحوادث مع زيادة الكثافة المرورية وعدم القدرة على التوسع بسبب القطار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية