حذر الشيخ السعودي محمد العريفي الشباب المسلم من الانصياع وراء فتاوى وآراء شاذة يتم تداولها على المواقع الالكترونية تهدف إلى إفسادهم، مطالباً إياهم بالإصغاء إلى العلماء الثقات والرجوع إليهم.
وقال «العريفي» خلال خطبة الجمعة اليوم بالرياض، والتي تعد الاولى له عقب الإفراج عنه، إن الذي أمر بنصرة الدين وشرع الجهاد جعل له شروطاً وأحكاماً، وإن الذي ذكر الكفر والكافرين في القرآن جعلهم أقساماً وجعل للتعامل معهم شروطاً وأحكاماً، مطالبا الشباب بعدم الإقدام على أمر يظنون أنهم به ينصرون الإسلام لمجرد استحسانٍ أو امتداح آخرين له دون استشارة أهل العلم.
ودعا «العريفي» الشباب إلى الارتباط بالعلماء الأثبات وأن يكون مقياسهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، محذراً من جهات استخباراتية تعمل على تأصيل التكفير والضلال وتسوق أدلة مشتبهات، بهدف حرب الإسلام والسنة وإفساد الشباب وجعلهم حطباً يشعلون به أتوناً لحرق الإسلام والمسلمين.
وتابع: «من قلب محب مشفق أقولها وأنا مسلم أحب الدين وقلبي يعتصر ألماً: للجهاد شروط وأحكام، وللكفر شروط وأحكام، لا تقدم على أمر تظن به أنك تنصر الإسلام لمجرد مشاهدتك مقطع فيديو، أو قراءتك تغريدة لحساب مجهول».
وتابع: «مهما صلحت نيتك، فلا يدل ذلك على صلاح عملك، لا تغتر لمن تراه يدعوك لقتل المسلمين وتكفيرهم، ولا يجوز أن تبذل جهدك ومالك بأمر مشتبه، فكيف بمن بذل روحه في ذلك».
وبين العريفي أن الكثير من الحسابات «الجهادية» على مواقع التواصل الاجتماعي تدار من جهات استخباراتية تظهر الصلاح والعلم، وتؤصل للتكفير والقتل، والنتيجة هي جعل الشباب حطباً لأهدافها، وفق قوله.
وتساءل «العريفي» متعجبا كيف يجرؤ أحدهم على ذلك والله جعل قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا؟، مبينا أنه من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وعذبه عذابا عظيما، موضحا أن زوال الدينا أهون عند الله من قتل رجل مسلم.
وأضاف أن أبغض الناس عند الله ثلاثة ومنهم مطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه، مشيرًا إلى أن «ما تفعله هذه الفئة الضالة خيانة لدين الإسلام لأنهم يستغلون حماس الناس للدين وغيرتهم على المسلمين فيغرس فيهم عقائد التكفير وسفك الدماء المعصومة، ويزينون لهم أن يقتلوا أنفسهم ليقتلوا غيرهم فيعمد أحدهم إلى تفجير نفسه ويقتلها ويقتل أقواما ربما كانوا أطوع لله تعالى منه».
وكان الداعية العريفي أوقف لمدة شهرين من قبل السلطات السعودية، ورجَّح نشطاء أن يكون سبب التوقيف هو انتقاده المتكرر لمواقف حكومة بلاده، بينما ذهب آخرون للقول إن سبب احتجازه هو انتقاده لقطار المشاعر في موسم الحج.