x

رسامو «المصري اليوم» يكتبون ويرسمون تضامنا مع شارلي إيبدو

الخميس 08-01-2015 12:02 | كتب: مخلوف, أنور |
ضحايا شارلي إيبدو ضحايا شارلي إيبدو تصوير : اخبار

بدأ العالم العربي في سماع اسم (شارلي إيبدو) في عام 2005، بعد قيامها بإعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول، التي سبق نشرها في جريدة دنماركية وأحدثت ضجة كبيرة وقتها، إلا أن وجود (شارلي إيبدو) وإثارتها الجدل كان قد بدأ قبل ذلك بكثير، فلها تاريخ طويل من الصحافة الساخرة التي اشتهرت فرنسا بتقديمها دوناً عن بقية البلدان الأوروبية منذ القرن التاسع عشر.رسامو «المصري اليوم» يكتبون ويرسمون تضامنا مع شارلي إيبدو

في بدايات القرن العشرين وبالتحديد في عام 1901، ظهرت جريدة l' assiette au beurre أو (صحن الزبدة)، وكانت هي الجريدة الأم التي أسست الشكل الجديد للصحافة الفرنسية الساخرة وتلاها في الصدور العديد من المجلات والجرائد الفرنسية الساخرة.

رسوم كاريكاتير تضامنًا مع ضحايا شارلي إيبدو

ثم ظهرت بعدها بأربعة عشر عاما جريدة Le Canard enchaîné أو (البطة المكبلة)، المستمرة في الصدور حتى الآن منافسة لـ(شارلي إيبدو) على عرش الجرائد الساخرة.

ولكن الجذور المباشرة لشارلي إيبدو تعود إلى الأب الروحي للجريدة وأحد أشهر رسامي الكاريكاتير الفرنسيين سينيه، الذي كان أحد أهم الفنانين الذين خرجوا من رحم الحركة الطلابية الباريسية في مايو 1968، التي كانت تنادي بالحريات وتتحرك ضد القيم الاستهلاكية والرأسمالية في المجتمع الفرنسي، حيث أصدر وقتها مجلة المسعور L'Enrage التي أفردت مساحات شاسعة لعدد من رسامي الكاريكاتير الجدد، الذين أسسوا فيما بعد في عام 1969 مجلة هاراكيريHara-Kiri، الإصدار الأول من مجلة شارلي إيبدو.

رسم كاريكاتيري لتينيوس رسام شارلي إيبدو.

وكان من ضمن فريق عمل المجلة رساما الكاريكاتير ولونسكي وكابو اللذان لقيا حتفهما في الحادث الإرهابي الأخير على مقر المجلة.

ولم يمض الكثير من الوقت حتى أصدر وزير الداخلية الفرنسي قراراً بمنع مجلة هاراكيري من الصدور في عام 1970 لقيامها بالسخرية من وفاة الرئيس الفرنسي السابق شارل دي جول على صدر صفحتها الأولى.

رسومات تضامنية مع ضحايا شارلي إيبدو

وهو ما دفع رسامي الجريدة إلى حيلة ذكية للتغلب على قرار المنع بتغيير اسم المطبوعة إلى شارلي إيبدو Charlie hebdo (شارلي الأسبوعية) لتستمر في الصدور حتى تتعرض لأزمة مادية طاحنة أدت إلى إغلاقها عام 1981.

في عام 1992 أعاد كابو وسط مجموعة أخرى من الصحفيين والرسامين إصدار الصحيفة، ليتخطي توزيع العدد الأول منها حاجز المائة ألف نسخة.

كاريكاتير لكابو أحد ضحايا شارلي إيبدو.

منذ بدء ظهورها؛ سواء في الإصدار الأول أو الثاني، كانت شارلي إيبدو إشارة لنوع جديد من الفكاهة الحادة واستطاعت تغيير شكل الكاريكاتير الفرنسي الذي يعد أحد أقدم مدارس الكاريكاتير في العالم وأكثرها رسوخاً.

رسوم كاريكاتير تضامنًا مع ضحايا شارلي إيبدو

وضعت شارلي إيبدو نفسها- حسب تعبير مالكيها- خصماً لكل أنواع السلطوية، فدائماً ما تمتلئ الجريدة المحسوبة على أقصى يسار الصحف الفرنسية برسومات تسخر من الرؤساء الفرنسيين، ونجوم المجتمع، والرأسماليين والرموز الدينية، بدءاً من السخرية من عادات اليهود الجنسية إلى النقد الحاد والفج في كثير من الأوقات لرموز الكنيسة الكاثوليكية والديانة المسيحية عموماً، إلا أن المتاعب الضخمة التي واجهت الجريدة ظهرت بوضوح عند سخريتها من الرموز الإسلامية حسب تصريح لمدير الجريدة ورسام الكاريكاتير شارب – الذي توفى هو الآخر في الحادث الأخير على مقر الجريدة- عندما قال في إحدى مقابلاته الصحفية: «دائماً ما تسير الأمور على ما يرام، إلى أن نتعرض لأحد الرموز الإسلامية».

الحادث الإرهابي الأخير لم يكن هو الأول من نوعه، حيث تعرضت الجريدة في عام 2011 لهجوم بقنبلة على مقرها في باريس، لكن هذا الحادث لم يثن رساميها عن مواصلة سخريتهم اللاذعة، فدافع الرسام الراحل شارب عن موقفه وقتها قائلا: «نحن نريد أن نضحك، وأن نسخر من المتطرفين، كل المتطرفين. من الممكن أن يكون هؤلاء المتطرفون مسلمين، يهودا أو كاثوليكيين. بوسع أي فرد أن يصبح متديناً وهذا حقه، ولكن أفكار وأفعال المتطرفين هي ما لا يمكن أن نقبله بيننا».

رسومات تضامنية مع ضحايا شارلي إيبدو

بعد قليل من الوقت، وفي 2013، ظهر اسم شارب على قائمة أكثر الشخصيات المطلوبة من قبل تنظيم القاعدة، ربما كان يدرك شارب وزملاؤه أنهم في معركة مع التطرف الفكري، لكنهم بالتأكيد لم يدركوا أنهم سيلقون حتفهم في لحظة واحدة وهم على مكاتبهم إلى جوار بعضهم، يؤدون وظيفتهم الوحيدة التي يتقنونها وهي السخرية.

من هم رسامو الكاريكاتير ضحايا الهجوم على «شارلي إيبدو»؟

Wolinski.. الهارب من الهندسة المعمارية

فولينسكي أحد ضحايا شارلي إيبدو.

ولد جورج فولينسكي بتونس عام 1934، لأب فرنسي وأم تونسية، ترك دراسة الهندسة المعمارية واتجه للعمل كرسام كاريكاتير في عام 1960.

البداية كانت في مجلة (هارا كيري)، رسم الكاريكاتير والشرائط المصورة عن الموضوعات الاجتماعية والجنس، ثم أسس مع صديقه الرسام الفرنسي سينيه مجلة (الغاضبونLe Enrage ) بعد أحداث 1968، وتولى منصب مدير تحرير مجلة شارلي إيبدو من عام 1970 وحتى 1981.

كاريكاتير لفولينسكي أحد ضحايا شارلي إيبدو.

خلط فولينسكي الجنس بالسياسة في رسومه، وظل يضرب بسخريته اللاذعة في كثير من الصحف، حتى استقرت في جسده رصاصات شخص ملثم ولقى حتفه في مقر جريدة شالي إيبدو 7 يناير 2015.

Tignous.. مات وهو يُجرب

تينيوس أحد ضحايا شارلي إيبدو.

برنارد فيرلك أو تينيوس، كما كان يوقّع على رسومه، ولد عام 1957، بدأ العمل كرسام كاريكاتير محترف عام 1980، نشر رسومه في مطبوعات كثيرة ومختلفة ولكنه لمع في (شارلي إيبدو) الذي شارك في تأسيسها.

كان يستخدم الخطوط السريعة في تنفيذ الرسوم وتلوينها معتمدًا على موهبته القوية في الرسم، عادة كان ينجز الرسمة الواحدة بقلم واحد بخط سميك لا تعديل ولا إعادة.

رسم كاريكاتيري لتينيوس رسام شارلي إيبدو.

قبل وفاته في الهجوم الذي تم على مقر الجريدة كان تينيوس يجرب تقنية جديدة في الرسم باستخدام الكمبيوتر، لعله كان يفكر أن هذا سيمكنه من إنجاز أكبر كم من الرسوم في أسرع وقت قبل الوفاة.

Charb.. المقاتل الأعزب

شارب أحد ضحايا شارلي إيبدو.

«أنا لا أخشى الانتقام، ليس لدي أطفال ولا زوجة.. أفضل الموت واقفًا على قدمي وليس راكعًا».. كان هذا رد ستيفين شاربونيه أو شارب، مدير تحرير جريدة شارلي إيبدو، عندما تم تفجير مقر الجريدة في 2011 ووضع هو على قائمة الاغتيالات لتنظيم القاعدة.

رسم كاريكاتيري لشارب رسام شارلي إيبدو.

شارب المولود 1967 يُعد انضمامه لجريدة شارل إيبدو هو أهم محطة في مشواره، حيث تولي إدارة تحريرها عام 2009، تصدرت رسومه اللاذعة الغلاف معظم الوقت، نفذها بخطوط بسيطة وبمجموعة ألوان محدودة جعلت الرسوم مميزة جدًا.

خصص شارب بابا لنفسه في الجريدة بعنوان (شارب لا يحب الناس)، وكان هذا دليلًا على أنه لا يهاجم أو يسخر من فئة بعينها أو ديانة معينة، بل كان مهموم ابضرب كل ما يراه غير جيد أو متعصب.

رغم تلقيه التهديدات بشكل دائم قُتل شارب مع زملائه رسامي الكاريكاتير وهو يترأس الاجتماع الإسبوعى ليناقش العدد الجديد من شارلي إيبدو.

Cabu.. الجندي المتمرد

كابو أحد ضحايا شارلي إيبدو.

ولد جان كابو عام 1938 في باريس ودرس بها الفن، أثناء حرب الجزائر، طُلب للتجنيد الإجباري في الجيش، واُستغلت موهبته في الرسم لمطبوعات الجيش الفرنسي، ولكن هذه الفترة جعلته ساخطًا على فكرة العنف والاعتداءات العسكرية وصنعت منه الرسام السياسي المشاغب.

في عام 1960، شارك في تأسيس مجلة (هارا كيري)، لكن اتسعت شهرته في فرنسا عندما شارك في تقديم أحد البرامج التليفزيونية للأطفال عام 1980.

كان واحدا من مسببي الأزمة عندما ظهرت رسومه على غلاف شارلي إيبدو عام 2006 والتي وُصفت بالرسوم المسيئة.

وهو والد المطرب الفرنسي «مانو سولو» الذي توفى عام 2010 متأثرًا بمرض الإيدز.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية