الكلمة لها قوتها، فقيل: إن كنت حريصا مرة فى تداول النار فاحرص عشر مرات فى تداول الكلمات، والفم الذى يتكلم بالبركات لا ينبغى أن يتحدث باللعنات، لأنه بكلامك تبرر وبكلامك تدان، والحياة والموت فى يد اللسان، وتظهر معادن الناس من خلال كلامهم، وهكذا كانت كلمة الله حية وفعالة ومحيية وشافية ومتجسدة، فصلة الكلمة بالله صلة قوية أزلية عجيبة كائنة بكينونته، لذا لا يستطيع ملاك ولا رئيس ملائكة ولا أى كائن أن يخبرنا عن صفات الله وفكره ومحبتة وغفرانه، إلا كلمة الله، والمسيح هو كلمة الله المتجسد فى صورة إنسان. الكلمة تعبر بشكل حقيقى عن كاتبها، فكل كاتب يكتب بحسب ثقافته، فكتابة الأديب تختلف عن كتابة العالم والطبيب، وفى عصرنا الحالى استطاع الإنسان أن يجسد كلامه على أشرطة كاسيت أو أشرطة فيديو.. الخ، فالله سبحانه فى عظمته استطاع أن يجسد كلمته فى المسيح فصار كلمة الله المسموعة والمنظورة، ففى ميلاد المسيح تهللت السماء، وهتفت الملائكة: المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، فقد جاء وقت الكلمة ليحيا العالم من جديد فقد قيل عنه {أرسل كلمته فشفاهم}، جاء المسيح ليخلق عالما جديدا مليئا بالحب والغفران، ففى مجيئه شفى جرح المتعبين، وغفر خطايا النائحين وأقام موتى الخطية اللعين.. جاء المسيح لينشر فى العالم الحب والسلام. حب حقيقى يربط الإنسان بينه وبين خالقه فيعم على الآخرين. وسلام داخلى مع النفس وخارجى مع الآخر، فتأتى الوصية: أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم، وكل عام وكل أهل مصر بخير.
القس/ جرجس عوض- راعى الكنيسة المعمدانية
